رثى فنانو اليمن زميلهم الفنان الكبير فيصل علوي الذي رحل أمس بعد صراع مرير مع المرض عن عمر ناهز 16 سنة رفد خلالها الأغنية اليمنية بعددٍ وافرٍ من الأغاني التي شكلت منه مدرسة غنائية ذات خصوصية تؤكد عبقرية صاحبها و ديمومة منجزها .. وأكدوا في احاديث لوكالة الانباء اليمنية (سبأ) أن المسيرة الفنية للفنان فيصل علوي شاهدة على مستوى التطور الذي تحقق له ومكانة الأثر الذي سجله في سفر الأغنية اليمنية حتى بات واحداً من اعلامها وعمالقتها ورمزا من رموز لونها اللحجي . أجمل الأصوات اعتبر الفنان أحمد بن غودل عميد معهد جميل غانم للفنون الجميلة بعدن أن فيصل علوي من كبار الفنانين الشعبيين الذين أسسوا مدرسة للفن و الغناء الشعبي “ومن الفنانين الذين نقشوا تراث المرحوم القمندان و نشروه على مستوى الخليج و الوطن العربي”. وأكد بن غودل أن فيصل علوي “كان يحوز واحداً من أجمل الأصوات الغنائية وقد مُنح في حياته فرصتان الأولى حين بدأ بالأعمال الحديثة من اللون اللحجي ،ولكنه لم ينجح في ذلك بشكل كبير فاتجه إلى التراث الذي مثل له الفرصة الثانية وتمكن من خلاله احياء تراث القمندان والتراث اللحجي ونشرة والتعريف به إلى خارج حدود الوطن”. وأشار الى أن فيصل علوي كان من أبرز وألمع الأسماء في الفن والألوان الغنائية اليمنية خاصة اللون اللحجي ، داعيا وزارة الثقافة والجهات المعنية إلى الإهتمام بالموروث الغنائي والفني الذي خلفه الراحل والعمل على توثيق اعماله وتسجيلها صوتيا والاشارة إلى مدرسته الفنية التي ستظل باقية من بعده. خسارة فادحة فيما قال الفنان عصام خليدي: إن رحيل الفنان الكبير فيصل علوي خسارة فنية فادحة بكل المقاييس ولا يمكن تعويضها على المدى المنظور أو البعيد فقد كان في واقع الأمر ثروة فنية قومية. وذكر أن الفنان فيصل علوي كان منذ بداياته الأولى واحداً من أهم مطربي الغناء اليمني وتحديداً اللون اللحجي (القديم والمعاصر) وممن ساهموا بفاعلية في استنهاض وبروز دور الندوات اللحجية في خمسينيات القرن المنصرم. وأكد خليدي أن الفنان فيصل استطاع بما حباه الله من ملكات ومواهب استثنائية متميزة في عزفه المتقن والبارع على آلة العود وغنائه الساحر الأخاذ وصوته العذب الرخيم نشر الأغنية اللحجية بنكتهتها ومذاقها المتفرد بكل حرفية وأمانة وصدق ونجح في توصيلها بمستوى فني عال و راق ليبعث الروح إليها والحياة مجددا لها نافضا غبار الزمن من عليها بإبداعاته الغنائية الفذة. رائد الأغنية اللحجية من جانبه يقول صديقه الفنان فضل كريدي : انا وهو بدأنا في 59 وكنا نخرج معا للغناء في حفلات وحتى 1963م بدأنا في عزف الكبنجات وظللنا مع الفنان فضل محمد اللحجي إلى عام 1964م ثم انضممنا إلى فرقة تبن الفنية حتى عام 1966م ... وعموما من خلال تجربتي مع هذا الفنان العملاق فهو بالفعل جدير بصفة رائد الاغنية اللحجية وبالذات الاغنية القمندانية حيث وصل بهذه الاغنية الى مستوى الخليج والوطن العربي بشكل عام . و اشار إلى أن الفنان الكبير فيصل علوي كان عازفاً ماهراً وملحناً متفرداً وفناناً محبوباً له مكانته في قلوب الناس. فنان أحبه الجمهور بدوره جدد الفنان عوض أحمد التأكيد على الريادة التي حازها الفنان فيصل علوي في مجال الغناء الشعبي و دوره المشهود في احياء التراث الفني باشكال وألوان متعددة. وقال: إن الفنان فيصل علوي علم من أعلام الغناء اليمني وفنان كبير أحبه الجمهور داخل اليمن وخارجه ويعتبر فنان لحج الأول وقد قام بنشر أغاني القمندان وتقديمها للجمهور بأدائه الرائع وصوته الطروب. و شدد على ضرورة أن تعمل الجهات المعنية على إعطاء هذا الفنان حقه والاهتمام باعماله وابداعاته كرد جميل لهذه القامة الفنية التي قدمت الكثير لخدمة الفن والغناء والطرب. ونوه بتمتع فيصل علوي في حياته بسيرة عطرة ومشوار فني حافل و حضور كبير في قلوب الناس والمحبين داخل اليمن وخارجه. وقال عوض أحمد: ستظل أعمال الفنان فيصل علوي خالدة من بعده ومدرسة لاجيال قادمة ينهلون من نبعها الإبداعي للوصول بفن الغناء في اليمن إلى أعلى المراتب التي كان يطمح إليها الفنان الراحل. وابتهل إلى الله العلي القدير أن يتغمد الفنان الراحل بواسع رحمته وأن يتقبله قبول الأبرار و يرزقه الجنة. أمير الغناء اللحجي قال الفنان نجيب سعيد ثابت «الفنان فيصل علوي - رحمه الله - أعطى الفن اليمنيواللحجي على وجه الخصوص كل جهده ووقته فقد استطاع ان يخرج الغناء اللحجي إلى كل البقاع على الساحة المحلية والخارحية وبالأخص دول الجزيرة والخليج... واضاف ثابت «أنا اعتبره دوماً أمير الغناء اللحجي، وكنت اسميه الخارق دوماً في الأداء والعزف». وتابع ربطتني بالفنان فيصل علاقات حميمة، فقد احببته وأحببت فنه وكان يبادلني نفس الشعور،وكان رحمه الله صاحب واجب امام اصدقائه فكان لا يتأخر برهة أمام اي صديق وقد عرفته في أكثر من موقف معي أو مع فنانين آخرين. واضاف: لقد خسرت الساحة الفنية في اليمن فيصل علوي ولن تستطيع تعويض مثله ولو بعد مائه عام . مرجعية غنائية من جهته عبر الفنان أحمد الخالدي عن حزنه العميق بوفاة الفنان فيصل علوي وقال “ لقد خسرت الساحة الفنية علماً من اعلام الفن اليمني، ومرجعاً من مراجع الألون الغنائية اليمنية وخاصة اللون اللحجي.. كما فقدت وطنياً غنى لليمن و اطرب الشعب بألحانة و أغانيه. واضاف : لقد عُرف الفنان فيصل علوي وطنياً ومناضلاً أحب وطنه وبلده، فقد عرفته قبل الوحدة اليمنية حينما كنا نشارك في الاحتفالات الوطنية بعدن قبل الوحدة وكانت مشاركاته تنال الإعجاب وتلقى ترحيباً كبيراً. نكهة خاصة فيما قالت وكيلة وزارة الثقافة لقطاع الفنون والمسرح نجيبة حداد: لقد تميز الفنان الراحل فيصل علوي بنكهة خاصة في فنه من خلال نكهة محافظة لحج التي تميزت بالفل والكاذي والبساتين الخضراء التي أعطت لأغنية الفنان القدير فيصل علوي نكهة بإيقاعات راقصة وبأزياء متميزة ومن خلال تقديمه للأعنية الراقصة والإيقاع اللحجي. وأضافت : الى جانب القصيدة والموسيقا التي وصلت الى الإنسان في اليمن والخليج والجزيرة العربية وغيرها من البلدان حيث بقيت هذه الأغنية تتجدد بالأحاسيس والمشاعر التي تفاعل معها الفنان في عطائه متميزاً بالأغنية الوطنية والأغنية السياسية والأغنية الفرائحية والشعبية”. وتابعت :لقد تحدثت اغاني الفنان فيصل علوي عن الإنسان والأرض منذ الصباح الباكر مع صوت الأذان والزمان والمكان وتفاعل معها الإنسان، فارتسمت روحاً حية من خلال أنغام الفنان فيصل علوي، بقيت متواصلة في استمرارية هذا اللون من الغناء اللحجي والإيقاع اللحجي، الذي اعطى هذه الأغنية وهذا اللون الغنائي موقع الطرب والمشاركة على مستوى اليمن والجزيرة والخليج العربي. وقالت “ اعتقد ان الفنان فيصل علوي لن يكون غائباً بيننا،وانما سيكون حاضراً على الدوام باستمرارية هذا اللون الغنائي اللحجي” . الدور المطلوب من جهته أكد المدير التنفيذي لتريم عاصمة الثقافة الإسلامية معاذ الشهابي أن وزارة الثقافة ستعمل على توثيق كافة الأعمال الفنية للفنان الكبير فيصل علوي والتنسيق مع السلطة المحلية بمحافظة لحج لتخصيص احد المباني بالمحافظة لتكون مؤسسة فنية ومتحفاً يضم كافة أعماله الفنية وبعض الأشياء المتعلقة بالفنان من أعمال ومشاركات فنية وغيرها بما يسهم في تواصل الاحتفاء بتراث هذا الفنان الذي قدم لليمن الكثير وكان انموذجاً للفنان المحب لليمن والمعطاء للوطن والانسان.