سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
رئيس جهاز محو الأمية بمحافظة شبوة: بدون التعليم لا يمكن للمجتمع أن يتطور يأسف أن الدعم المقدم للجهاز لا يرتقي للمستوى المطلوب منوهاً : قضية محو الأمية همُ وطني
منذ تأسيس الإدارة العامة لمحو الأمية بمحافظة شبوة، وهي تسعى جاهدة للرقي بمستواها رغم الإمكانات الشحيحة والميزانية التشغيلية الهزيلة،وقد بلغت عدد الملتحقات في صفوف محو الأمية حتى العام الحالي 765 ملتحقة موزعات على تسع مديريات .. الأخ محمد أحمد العشلة مدير محو الأمية وتعليم الكبار أطلعنا على الكثير من الأشياء المتعلقة بهذا المرفق، وبدأ حديثه بالقول: تطور مستمر نحن سعداء باطلاعكم على أنشطة وبرامج محو الأمية في المحافظة، ونحن في أمس الحاجة للحديث عن هذه الأنشطة مع انتهاء الفصل الدراسي الأول للعام الدراسي 2009م 2010م ، وقد خططنا لهذا العام الدراسي،لكننا مع الأسف لم نستهدف جميع مديريات محافظة شبوة، واستهدفنا تسع مديريات فقط هي مديريات عتق، والصعيد، وحبان، والروضة، وميفعة، ورضوم ، وبيحان ، ونصاب ،وقد كنا نأمل أن تشمل خطتنا جميع المديريات ولكننا نعمل على ضوء الممنوح لنا من عقود العمل المبرمة مع المعلمات والمعلمين في جهاز محو الأمية التي لم يتجاوز عددها مائة وسبعة عقود، وبالتالي فإن هذا العدد قد حد عملنا في جميع المديريات وأعاقنا عن التوسع، ومازالت إلى الآن كثير من الطلبات تأتينا إلى المحافظة بفتح مراكز في عموم المديريات، لكننا نتقيد بخطتنا التي لا تتجاوز السقف المالي للعام الدراسي، ومع كل ما سبق ذكره إلا أننا عاماً بعد عام نخطو خطوات متحسنة نحو الأفضل في مجال محو الأمية،وهناك إقبال غير عادي ويزداد أهمية الوعي التعليمي في المجتمع، وبالمقارنة بالأعوام السابقة فإن التطور خلال هذا العام قد زاد بشكل مضطرد في المحافظة بالقضاء على الأمية، والحمد لله أننا نواكب ثورة المعلومات والتكنولوجيات التي عكست نفسها باعتبار التعليم هو الركيزة الأساسية لأي مجتمع في بلادنا،والنتائج إيجابية والحمد لله. نساء بلا أمية ويضيف العشلة في سياق حديثه: منذ أن صدر قانون محو الأمية وتعليم الكبار رقم 22 لعام 1998م،ونحن شرعنا بتأسيس الإدارة العامة لمحو الأمية في المحافظة، وعملنا لها فروع في جميع المديريات، وحددناها بتسع مديريات للتوافق مع السقف المالي كما ذكرت سابقاً، وخلال العام الدراسي 2009م 2010م بلغ عدد الملتحقين بالتعليم غير النظامي 2765 ملتحقاً، وغالبيتهم من النساء، وخلال الوقت الحالي نحن بصدد استقبال درجات الفصل الأول، وتعد مديرية عتق هي الأولى من حيث عدد فصول محو الأمية التي بلغت ستة وعشرين موزعة على جميع المراكز في المديرية، ونحن نقوم بفحص هذه الدرجات ومراجعتها وتقييدها في ملفات الدارسين،وكذلك الفصل الثاني، مع العلم أن مرحلتي الثاني أساسي والمتابعة ترحل نتائجها إلى جهاز محو الأمية بصنعاء بحيث إن الشهائد لمحو الأمية تصدر من هناك عبر المركز الآلي،ومع التغلب على العادات والتقاليد فإن جميع الدارسات إناث جندن أنفسهن للتعليم وأمور المنزل والحقل والرعي أيضاً، وقبل عامين قمنا بفتح صف محو الأمية في السجن المركزي بمدينة عتق، لكن أغلب المساجين الملتحقين لم يتابعوا تعليمهم لحيث غالبية المساجين من القرن الأفريقي، ولذلك لم يكن هناك انتظام خصوصاً وأن هناك من يفرج عنهم بين الفينة والأخرى،وهناك العديد من الذكور الذين لم يلتحقوا بالتعليم،وهذه مشكلة كبيرة ورافد كبير للأمية في بلادنا، ونحن نأمل في المستقبل أن يكون هناك برامج تثقيفية، وحملات توعوية بمخاطر الأمية عبر المساجد والشخصيات الاجتماعية ورجال الدين والإعلام بوسائله المختلفة، وكذلك المناسبات المجتمعية المختلفة التي يتم الدعوة من خلالها إلى القضاء على الجهل والأمية، لأنه بدون التعليم لا يمكن لبلادنا أن تتقدم وتزدهر،وخلال اللقاء التشاوري المنعقد في منتصف ديسمبر من العام المنصرم كان هناك اهتمام كبير من قبل وزارة السياحة ممثلة بوزيرها نبيل الفقيه بالاهتمام بالمحافظات الأثرية ، منها الجوف ومأرب وشبوة باعتبارها مناطق حضارية تاريخية عملاقة، ولا بد من الاهتمام بتعليم أهلها حتى يدركوا الأهمية القصوى للآثار وكيفية المحافظة عليها،وعكس صور جيدة للسياح من حيث التعامل الحسن معهم، والابتعاد عن التقطعات والاختطافات،وهناك تنسيق بين وزارة السياحة وجهاز محو الأمية في هذا الجانب لتنمية السياحة في هذه المناطق. معلمات بلا توظيف وعن توظيف خريجي محو الأمية قال: مسألة توظيف خريجي محو الأمية لها أثر غير عادي للذين يعملون في هذا المجال من فترات طويلة،وهناك معلمات متدربات في هذا الجانب ويعملن منذ ست سنوات ولم تعط لهن أي أهمية، مع العلم أن عدد المتعاقدات لدينا مائة وسبع معلمات، أما عدد الموظفين الثابتين في المحافظة والمديريات فيبلغ ستة وخمسين موظفاً ،وبالعودة إلى توظيف المتعاقدات فإنه لا بد من إعطائهن اهتماماً كبيراً من حيث الأولوية في التوظيف، ولقد نسقنا مع مكتب الخدمة المدنية بهذا الشأن عند إجراء التوظيفات، وطلبوا منا كشفاً بالعاملات في الميدان في مجال محو الأمية على اعتبار أن هؤلاء سيتم إعطاؤهم الأولوية في التوظيف،ورفعنا الكشف بمرفقاته، لكننا تفاجأنا بعدم توظيف أي معلمة منهن، مع العلم أننا لدينا نماذج تعليمية جداً ناجحة،وهناك من تخطت أميتها من طالبة محو الأمية إلى ملتحقة بالتعليم الأساسي، ثم الثانوي وحالياً تواصل تعليمها في الجامعة في الدراسات الإسلامية، وهذه تعد مثالاً للنجاح وتحدي الجهل والتخلف، وإننا نتمنى من مديري التربية في المديريات أن يتعاملوا مع هؤلاء النساء بمرونة، مع أن هناك قراراً بمعادلة شهادة محو الأمية، وهو قرار وزاري سابق عملنا به في فترات سابقة، وإنني أطالب مديري التربية في المديريات بالاهتمام الكبير بخريجات محو الأمية علىاعتبار أن لديهم ظروفاً خاصة، وأود أن أنوه أن المدرسات المتعاقدات في محو الأمية يتقاضين مبلغ ثمانية آلاف ريال فقط مقتطعة منها الضرائب والأجور، والتدريس ساعتين يومياً. ميزانية ضعيفة وينتقل الأستاذ محمد العشلة إلى الحديث عن الميزانية التشغيلية بالقول: الميزانية التشغيلية لمكتب محو الأمية بالمحافظة قليلة جداً بحجم البرامج والأنشطة التي ننفذها حيث تبلغ أربعة وثلاثين ألفاً وخمسين ريالاً فقط. وهي موزعة على أدوات كتابية ومكتبية، ونشر وإعلان ومجلات وبريد واتصالات ومؤتمرات واحتفالات وصيانة وانتقالات داخلية وإيجار مبان، ومن أكبر المصاعب التي تواجهنا النزول الميداني للتوجيه، حيث لدينا مبلغ ثمانية آلاف ريال يتدور سنوياً في المخصص المالي، وعندما ننزل إلى مديرية بيحان وغيرها ذات المسافات البعيدة يكلفنا استئجار سيارة مبلغ خمسة عشر ألف ريال، ويظل الموجه لا يتقاضى سوى إيجار طعامه، ومع الأسف أن هناك الكثير من الناس يعتبرون إدارة محو الأمية إدارة عامة لها هيكلها وإمكانياتها الضخمة، لكن الواقع عكس ذلك، ومع الجهود المبذولة التي تبذلها إدارتنا والمعلمات، فإننا نعتبر قضية محو الأمية هماً وطنياً، وواجبا إنسانياً ودينياً علينا جميعاً، ونحتسب الأجر عند الخالق سبحانه وتعالى قبل احتساب الأجر المادي الدنيوي. “منظمات المجتمع المدني” ويستطرد في سياق حديثه عن دور منظمات المجتمع المدني في محو الأمية بالقول: منظمات المجتمع المدني عملنا معها قبل عام ونصف العام ورشة عمل للإخوة في المجالس المحلية، على أساس كيفية تبني ودعم برامج محو الأمية من قبل مؤسسات المجتمع المدني، إلا أنه مازلنا حتى هذا الوقت لم نشعر بتلبية طموحاتنا، صحيح أن هناك تنسيقاً، لكن كنا نتمنى من هذه المنظمات أن تتبنى صفوف محو الأمية وتدعم برامجها، بالإضافة إلى خطة محو الأمية في المحافظة، حتى نستهدف عدداً من مراكز المحافظة وجميع المديريات، ولكن الجهد الذي تضطلع به منظمات المجتمع المدني في محو الأمية إيجاد دراسات في أي مركز وتوجد المعلمة، ونحن نتمنى من هذه المنظمات أن تتبنى برامج محو الأمية وأن تدعم فصول محو الأمية ، لأن الدعم الحالي لا يرتقي إلى المستوى المطلوب ومن هذه المنظمات لدينا جمعية المودة الخيرية في عتق ولديها فصلان دراسيان، وجمعية الإصلاح الخيرية التي تعمل بتنسيق معنا في مديرية الصعيد بعدد من الفصول بتجهيز الفصول الدراسية وإحضار أسماء الدارسات والمعلمات، ولا يوجد أي دعم مادي للدارسات، ونحن الجهة الوحيدة التي تقدم المخصصات المستحقة للمعلمات، ولقد رفعنا إلى جهاز محو الأمية العديد من الطلبات من ضمنها تدريب المعلمات، ولا زلنا نعاني عدم استمرارية بعض المعلمات معنا على مدار سنوات كثيرة إلا ماندر، ولم يصمد معنا سوى خمس عشرة معلمة، وذلك بسبب الأجور البسيطة غير المتناسبة مع الحياة المعيشية الصعبة، ولتدريب المعلمات دور كبير بحيث تضطلع معلمات محو الأمية بكيفية وسائل التدريس، والمواد التعليمية الخاصة في برامج محو الأمية، والخصائص النفسية للكبار، ونحن في أمس الحاجة إلى تدريب المعلمات، وقد نسقنا مع الإخوة في جهاز محو الأمية بإدراج محافظة شبوة ضمن خطة الصندوق الاجتماعي للتنمية للعام الحالي 2010م، بحيث تشمل تدريب المعلمات وكذلك الكادر الإداري في المحافظة والمديريات ومع تواصلنا مع الصندوق الاجتماعي للتنمية بالمكلا فقد تم اعتماد بناء دور ثان لمكتب محو الأمية في مدينة عتق. صعوبات وعراقيل وعن الصعوبات والعراقيل يقول العشلة: بحكم البعد الجغرافي بين المديريات والإمكانيات الشحيحة التي تعوقنا عن النزول إلى جميع مراكز محو الأمية، كما أن الموازنة التشغيلية الضعيفة تعد الهم الأكبر الذي يواجهنا، ولكننا نتغلب عليها بإقناع موظفينا بأن هذا العمل ديني وإنساني بالدرجة الأولى، ومن العراقيل التي تواجهنا صعوبة وصول التقارير من المديريات، وقد قمنا بالكثير من الإجراءات للحد من ذلك التأخير، وفي مديرية بيحان وميفعة تفضل الإخوة في الصندوق الاجتماعي ببناء إدارتين لمحو الأمية لكن الإخوة في مديرية بيحان لم يتوصلوا بالتنسيق مع السلطة المحلية إلى إيجاد الأرضية الخاصة بالمبنى مما أدى إلى تأخير التنفيذ، ثم يختتم حديثه بالقول: نحن في الإدارة العامة لمحو الأمية لا نعلق همومنا على الإمكانيات، وسنظل نعمل بجد واقتدار وبإيمان قوي بأهمية قضية محو الأمية، وسوف نواصل الإشراف والمتابعة، والنتائج الطيبة التي نلمسها سوف تشكل حافزاً ودافعاً لبذل المزيد من الجهود.