أكد المؤتمر الإقليمي الخاص بالعمالة اليمنية ومتطلبات سوق العمل الخليجي في ختام أعماله أمس بصنعاء, على أهمية إنشاء مجلس أعلى للعمالة اليمنية يتولى مهام التخطيط وإعداد الاستراتيجيات والبرامج الكفيلة بتدريب وتأهيل وتسويق العمالة اليمنية واستكشاف متطلبات سوق العمل الخليجي بصورة دورية. وأوصى المؤتمر الذي نظمه مركز سبأ للدراسات الاستراتيجية على مدى يومين، بمشاركة عدد من الأكاديميين والباحثين اليمنيين والخليجيين بضرورة التعاون بين اليمن ودول الخليج للبحث في إمكانية حصول اليمن على كوتا أو حصة للعمالة اليمنية سنويا ضمن العمالة المطلوبة في سوق العمل الخليجي. واكد المشاركون في المؤتمر في بيانهم الختامي على أهمية إنشاء قنوات اتصال وتواصل مع القطاع الخاص بدول مجلس التعاون الخليجي لما لها من اهمية في تحديد العمالة المطلوبة من الأسواق الأخرى وخاصة السوق اليمنية.. مشيرين الى ميزات العمالة اليمنية مقارنة بالعمالة الآسيوية من حيث الحفاظ على الهوية واللغة والثقافة العربية. كما أكدوا على ضرورة بناء شراكة مع القطاع الخاص لتطوير برامج تأهيل في قطاع تقنية المعلومات والبرمجيات وذلك من خلال انشاء معاهد خاصة بتقنية المعلومات، وتبادل الزيارات الطلابية بين الجامعات اليمنية والخليجية، والاستثمار في بناء مراكز الدعم الفني التقني ( ما يعرف help disk) لتقديم الدعم الفني للقطاع الخاص في الخليج، وكذا زيادة المنح الدراسية للطلاب اليمنيين في دول الخليج وخصوصا في التخصصات العلمية مثل الحاسوب الآلي , والهندسة والطب والصيدلة. وشدد المؤتمر على أهمية اضطلاع مؤسسات التعليم والتدريب العالي في اليمن بتصميم المناهج الدراسية بما يتوافق واحتياجات سوق العمل اليمينة والخليجية والحرص على تزويد مخرجاتها بالمهارات اللازمة التي يتطلبها السوق مع إشاعة ثقافة المهنية بين المؤسسات التعليمية منذ المراحل التعليمية الأولى. وأوصى بإعادة هيكلة التعليم الأساسي والثانوي والمهني والجامعي واتباع الأسلوب الحديث في ادارته بما يحقق التطور في نوعية التعليم وليس كميته، واجراء دراسة متكاملة لإنشاء الصندوق الوطني للتدريب والتأهيل في اليمن بحيث يساهم في تمويله القطاع العام والخاص الخليجي واليمني وتشكيل مجلس امناء للإشراف على تمويل مراكز تدريب العمالة اليمنية وفقا لاحتياجات سوق العمل الخليجي. كما اوصى المشاركون في بيانهم الختامي بضرورة حث دول الخليج عبر القنوات الرسمية وغير الرسمية على الغاء نظام الكفالة المعمول به حاليا بدول الخليج أسوة بمملكة البحرين.. مثمنين تثمينا عاليا دولة الكويت حكومة وشعبا على قرار منح الأولوية للعمالة اليمنية في التوظيف بعد المواطنين الكويتيين. وأكد المشاركون في المؤتمر على أهمية إنشاء شبكة معلومات لسوق العمل بين اليمن ودول الخليج لتوفير كافة البيانات المتعلقة باحتياجات سوق العمل الخليجي وتخصيص العمالة اليمنية الباحثة عن العمل في الخليج. وثمن المؤتمرون مبادرة سمو الشيخة موزة بنت ناصر المسند رئيس مجلس إدارة مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، المعروفة بمبادرة “ صلتك” التي بدأ تطبيقها في اليمن ضمن عدد من الدول العربية والخاصة بتأمين وصل الشباب بسوق العمل وتشغيل الشباب العاطلين في الوطن العربي.. واشادوا بجهود مركز سبأ للدراسات الاستراتيجية على تنظيم هذه الفعالية.