هو أحد الكتب الحديثة في مجال التنمية البشرية للكاتب المصري كريم الشاذلي.. كتاب أكثر من رائع سيجعل كل واحد منا يفكر ويحاول أن يغير حياته نحو الأفضل، التقاطاً لبعض معاني الحياة، وتسجيلاً لمواقف وصور ذات أهمية فيها.. حكمة سمعت، قرأت..شوهدت، قررنا اصطيادها خشية أن تطير، لنقدمها قرباناً لك!. كريستوفر و ليندا زوجان محبان ، تزوجا وعاشا سنوات زواجهما الأولى في كفاح مع الحياة ومصاعبها. وعندما قرر الزوجان القيام بمشروع خاص نصحهما أحد الأصدقاء بأن يشتريا بكل مدخراتهما أجهزة طبية خاصة بعمل الأشعة للمرضى ، وأخبرهما أن كريستوفر يستطيع بمهارته الشخصية تسويق تلك الأجهزة والحصول على أرباح خيالية .. وبناءً على نصيحة الصديق اشترى الزوج الأجهزة ، وأصبح أمام عمله الجديد ! . وللأسف لم يستطع كريستوفر بيع جهاز واحد طيلة الثلاثة أشهر الأولى ! ، واكتشف كم كان غراً ساذجاً عندما اشترى جهازاً قد انتهى زمنه ، وأن الشركة التي صنعته قد طرحت بديلاً عنه أفضل منه في الإمكانات وأقل منه في الثمن !! وتعرضت الأسرة لكارثة اقتصادية حقيقية ، وتراكمت عليها الديون ، مما دعا بالزوجة أن تعمل في عملين متتاليين يقضيان على ساعات يومها بالكامل . وحاول الزوج التخلص من الأجهزة بأي ثمن كي يستطيع إعالة زوجته وطفله ذي الخمسة أعوام فلم يستطع ، وشيئاً فشيئاً ومع تدهور الأحوال وازدياد الديون ، أصاب الزوجة اليأس فقررت أن تهجر زوجها ، ولم يستطع الزوج المحطم عمل شيء ليحافظ على أسرته الممزقة سوى الاحتفاظ بالطفل معه بالرغم من ظروفه السيئة ، وتتركه زوجته وتزداد الأمور سوءاً . لم يستطع كريستوفر دفع إيجار المنزل ، فطردهما صاحب البيت ، ليجد نفسه وطفله في الشارع مشردين ضائعين ، ينامان في الحمامات العامة ودور الإيواء ، بل وفي أوقات كثيرة في أقسام الشرطة.. وفي وسط هذا الجو المشحون القاتم ، قرر كريستوفر أن يقبل تحدي الحياة ! فبدأ في بث الأمل والتفاؤل في نفسه وصغيره ( كريس ) ، ثم أخذ في تحديد مصيره !!!.. فتش كريستوفر في حقيبة أحلامه ، فوجد حلماً طالما راوده في صحوه ومنامه ، وهو العمل في سوق الأوراق المالية ! وبالفعل تقدم لدورة تدريبية في إحدى شركات البورصة ، التي أعلنت أن الأول في الدورة سيتم توظيفه فيها ، لكن المشكلة الكبرى أن فترة التدريب ثمانية أشهر بدون أجر. قرر كريستوفر أن يفعل المستحيل ، أن يستنفر كل نقطة عزم وإرادة وقوة في وجدانه ، يعمل نهاراً ويذاكر ليلاً ! الرجل الذي فشل في العمل يريد أن يعمل ويدرس !!!! ثمانية أشهر من التحدي ، يخرج كريستوفر راكضاً في الصباح ليلحق بالعمل ، ويركض في الظهيرة ليلحق بالدورة التدريبية ، ويركض في المغيب لإحضار طفله من المدرسة ، ويركض مساءً كي يهنأ ببعض الضوء في الملجأ ليذاكر عليه قبل أن يطفئوا الأنوار .. ترى هل أنهى كريستوفر دورته ، وفاز بالوظيفة؟ هل انتهت آلامه وأحزانه ومشاكله ، وصار لديه بيت يأويه هو وطفله ؟ أي شخص اليوم يتسنى له زيارة نيويورك يستطيع زيارة شركة ( CEO of Christopher Garden International) ، والتي يملكها كريستوفر الابن ، ويستطيع أن يرى بنفسه حجم الأعمال والأرباح التي قد تدرها الشركة . لقد نجح كريستوفر في الاختبار وفاز بالمركز الأول ، ولم يتوقف طموحه ، فتدرج في عمله ، وخطا خطوات واسعة ، حتى كون ثروة تقدر بالملايين ! إنها العزيمة التي لا تعترف بيأس ، والطموح الذي لا تهزه رياح التعب ، والإيمان بقوة الهدف، والسعي إليه . لن تكون في بؤس كريستوفر، وبالتأكيد لم تعاندك الأيام كما عاندته.. هل نمت في حمامات عامة ، أو ملجأ للمشردين؟ هل هجرتك زوجتك يأساً من حالتك؟.. هل تخبطت وطفلك في الشوارع تبحثون عن ركن دافئ يقيكم برد الشتاء وأعين الشرطة؟ في أقسى درجات الشدة والمعاناة واليأس ، قرر بطلنا أن يكون مليونيرأً .. ونجح. في أحلك فترات عمره وأشدها قسوة قرر أن يكون شيئاً ذا قيمة .. وأصبح.. هدفك الواضح .. تصميمك الراسخ .. صبرك الجميل .. إيمانك بالله .. ثقتك في قدراتك. هي أدواتك كي تصبح مليوينراً إن أحببت.. ومهما كان موضعك أو موقفك من الحياة .. تستطيع أن تفعلها كما فعلها كريستوفر .