أشاد وزير الإعلام حسن أحمد اللوزي بما حققه ملتقى الرقي والتقدم من انجازات منذ تأسيسه والتي من أهمها تكريم الرموز الوطنية الثقافية والفنية والسياسية في سبيل الارتقاء بالثقافة وإبراز الموروث الثقافي اليمني. وقال خلال حضوره أمس الاحتفال بالذكرى الثالثة لتأسيس الملتقى وتكريم شخصية العام 2010م الفنان القدير أحمد أحمد السنيدار ورضية إحسان الله: إن تكريم الشخصيتين يأتي تجسيداً لحسن الاختيار كونهما من الرموز الوطنية التي اسهمت بشكل كبير في تجسيد مبدأ الولاء الوطني وأسهما في رفد الموروث الثقافي اليمني. وأشار إلى أن ملتقى الرقي والتقدم يعتبر من الخطوات الناجحة في السير بالثقافة الوطنية نحو الرفعة والتطور، وذلك من خلال الاهتمام بالموروث الثقافي والنظر إلى المستقبل وعمل كل ما يمكن أن يسهم في الارتقاء بالموروث الثقافي اليمني الغني برموزه الوطنية. ولفت وزير الإعلام إلى ما قدمه الفنان القدير أحمد السنيدار من إبداع أثرى الساحة الفنية اليمنية من خلال روائعه الغنائية ومن ضمنها الأناشيد الوطنية التي تزرع في نفس السامع حب الوطن والشعور بالمسئولية تجاهه. وكان رئيس ملتقى الرقي والتقدم يحيى محمد عبدالله صالح قد ألقى كلمة بالمناسبة أشار فيها إلى أن الاحتفال بالذكرى الثالثة لتأسيس الملتقى يشمل تكريم شخصية العام 2010م التي اختير فيها رائدة من رواد النضال الوطني وناشطة في سبيل تمكين المرأة اليمنية من ممارسة حقوقها رضية إحسان الله، وكذا أحد أبرز المبدعين الفنان الكبير أحمد أحمد السنيدار الذي اشجى الاسماع الحاناً صدحت في سماء الوطن الحبيب حباً به وله. وأشار إلى أهمية احياء هذه المناسبة في هذا اليوم الذي يتوافق مع يوم المرأة العالمي المكرس للاحتفال بالمرأة واعترافاً بمكانتها وأهميتها في المجتمع. وقال: اسمحوا لي في هذه المناسبة أن أتوجه بالتحية والتقدير للمرأة اليمنية الصابرة والمثابرة وان نتوجه جميعاً بتحية ملؤها المحبة والاعتزاز لأمهات وزوجات وأخوات وبنات الشهداء الذين ارتقوا إلى العُلى دفاعاً عن هذا الوطن الحبيب في سبيل صون الجمهورية والوحدة التي دفع الشعب من أجلهما أغلى التضحيات لتحقيقهما.. داعياً إلى اعتبار الثامن من مارس يوماً وطنياً. وأكد على العمل والمثابرة بكل همة من أجل تحقيق وتجسيد أهداف الملتقى والاهتمام بالثقافة الوطنية العامة وترسيخ الولاء الوطني وتكريس الحريات العامة وحقوق الإنسان وفي مقدمتها حقوق المرأة. ولفت إلى التحديات التي يواجهها الوطن والتي تتطلب التقاء الجميع في الدفاع عن الوطن ووحدته المباركة والتصدي لكل المؤامرات التي تحاك ضد الوطن. وأضاف أننا واثقون كل الثقة بالله أولاً وقبل كل شيء ثم بجماهير شعبنا الوفية وبقواتنا المسلحة ورجال الأمن البواسل وبقيادتنا السياسية ممثلة بفخامة الأخ علي عبدالله صالح – رئيس الجمهورية بتجاوز كل التحديات والصعوبات التي تعترض مسيرة بناء الوطن. وقال: إن أحد أهم السبل من أجل صون هذا الوطن موحداً وعزيزاً ومقتدراً يكمن في استكمال وتطوير وتعزيز بناء الدولة المدنية الحديثة دولة المواطنين المتساويين في الحقوق والواجبات أمام الدستور والقانون، تترسخ فيها الديمقراطية ولا مكان فيها للفساد وتفتح المجالات واسعة أمام المبدعين والمخلصين متخذة من الديمقراطية سبيلاً ونهجاً لتطوير حياتها تتحطم على جنباتها كل دعوات التطرف والانقسام والعودة بالزمن للوراء. من جانبهما اشار الفنان احمد السنيدار ورضية إحسان الله إلى أهمية هذا التكريم الذي يعتبر تكريماً لرواد الثقافة والفن من الرعيل الأول. واشادا بما توليه القيادة السياسية ممثلة بفخامة رئيس الجمهورية من اهتمام وتشجيع لرواد الثقافة الأوائل والشباب .. منوهين بما يلعبه ملتقى الرقي والتقدم في هذا الجانب من دور ايجابي في إبراز الموروث الثقافي اليمني الأصيل وتكريم رواد الثقافة والفن من الرعيل الأول. وكانت عضو المكتب التنفيذي للملتقى الدكتورة روؤفة حسن قد قدمت نبذة عن حياة رضية إحسان الله سردت فيها المراحل التي مرت بها إحسان في التعليم والأعمال التي مارستها في أوج حياتها الابداعية من الخمسينيات وحتى اليوم، حيث صدر لها من الكتب “ مولد الحركة النسائية، مشروعية التأمين، أبي قزمان إمام الزجالين، على قبورنا ستشرق الشمس، عدن مدينة خالدة ، ميناء عالمي حر، وكتاب «حوار في الجامعة». وأضافت : “ كما شاركت في العديد من الأنشطة المجتمعية والطوعية منها عضوة في الهيئة العليا لحزب الشعب الاشتراكي، أمين عام جمعية المرأة العربية بعدن، عضوة إدارية ومسئولة التوعية في نقابة الصناعات المتنوعة بعدن، مسئولة التوعية في جبهة التحرير، عضوة مستقلة في مجلس التنسيق لمحافظة عدن، مؤسسة لجمعية الحفاظ على الزي الوطني بمدينة صنعاء، كما شاركت في قيادة انقلاب التعريب على النادي الانجليزي لنساء عدن، وساهمت في حرب التحرير ضد الاستعمار البريطاني، وتعرضها الى المحاكمة من قبل الانجليز مرتين وسجنت لمدة شهرين أضربت خلالها عن الطعام وتم الافراج عنها لاعتلال صحتها بسبب الاضراب”. فيما عرضت عضو المكتب التنفيذي للملتقى القاضية أفراح بادويلان سيرة حياة الفنان أحمد احمد السنيدار الحافلة بالعطاء والإبداع والتميز والمراحل التي مر بها منذ امتطائه لمهنة الفن والإبداع التي قدم خلالها أروع الأغاني والاناشيد الوطنية التي تجسد الوحدة الوطنية وتنمي الولاء الوطني. وأشارت الى ان السنيدار تغنى لكبار الشعراء اليمنيين في مقدمتهم الشاعر الراحل عبدالله عبدالوهاب نعمان «الفضول»، علي بن علي صبرة، عباس الديلمي، عبدالله هاشم الكبسي، وغيرهم فضلاً عن الكثير من روائع الفن اليمني والعربي بالطريقة الصنعانية مثل (أراك عصي الدمع) لأبي فراس الحمداني، و(إذا قيس حبٌ) لخليل فواز و(هو الحب فاسلم بالحشى) لابن الفارض وغيرها من الاغاني التي أبرزت الموروث الثقافي اليمني. وقالت : “ كان للفنان أحمد السنيدار دور بارز في إحياء وتطوير التراث الغنائي اليمني القديم، حيث منح عام 1982م وسام الفنون من الطبقة الأولى من فخامة رئيس الجمهورية، وانتخب في بداية الثمانينيات أميناً عاماً لنقابة الفنانين اليمنيين، وكان من أوائل الفنانين الذين تغنوا بالوحدة اليمنية قبل اعادة تحقيقها عام 1990م مثل أنشودة (كالقذيفة) وأنشودة (رددي أيتها الدنيا نشيدي)”. وبينت بادويلان، أن الفنان السنيدار عضو لجنة التحكيم في اتحاد المبدعين العرب في جمهورية مصر العربية، عضو اتحاد الموسيقيين العرب، وعين مستشارا ثقافياً للسفارة اليمنية بالقاهرة، كما أسس المركز الثقافي اليمني بالقاهرة والذي ساهم بشكل فاعل في إبراز الفن اليمني الغنائي والإنشادي من خلال تنظيمه لمشاركات اليمن في العديد من الفعاليات الفنية في مصر بما فيها المشاركة في فعاليات دار الأوبرا المصرية.. تخلل الحفل عرض تلفزيوني عما انجزه الملتقى خلال الثلاثة الاعوام من عمره ، الى جانب القاء قصيدتين شعريتين للشاعر محمد الأحمدي، والقاضية افراح بادويلان بالمناسبة نالتا الاستحسان.