حذرت وزيرة حقوق الإنسان الدكتورة هدى ألبان من مخاطر الاتجار بالبشر على امن واستقرار الدول العربية وسلامة مجتمعاتها, مشيرة إلى أن مخططا متكامل الأبعاد يحمل في جنباته مؤشرات التآمر على الأمة العربية بهدف زعزعة استقرارها وتشويه صورتها أمام الرأي العام العالمي. وقالت الوزيرة أمام منتدى الدوحة التأسيسي للمبادرة العربية لبناء القدرات الوطنية لمكافحة الاتجار بالبشر الذي بدأ أعماله أمس: إن ظاهرة الاتجار بالبشر اتخذت أبعاداً خطيرة باتت تهدد المقومات الأساسية لمجتمعاتنا؛ باعتبارها ليست أعمالاً عشوائية وإنما عمل منظم ومخطط يستهدف خلق مناخ عام يحقق له أهدافه الإجرامية، خاصة في ظل اعتبارات أهمَُّها أن عصابات الاتجار بالبشر على مستوى المنطقة العربية تستهدف تهديد استقرار دول المنطقة بشكل يعكس مخططاً متكامل الأبعاد يحمل في جنباته مؤشرات التآمر على أمتنا العربية وتشويه صورتها أمام الرأي العالمي. وفيما اعتبرت ظاهرة الاتجار بالبشر وصمة في جبين العالم المعاصر, شددت الدكتورة هدى ألبان على الإسراع في بناء استراتيجيات وطنية في كل بلد لمكافحة الاتجار بالبشر وفتح قنوات التواصل والتنسيق والتعاون بين كل الدول العربية المعنية وتبادل المعلومات بشكل غير منقطع.ودعت إلى التعامل مع هذه الظاهرة من خلال منظور متكامل يشمل كافة محاور المواجهة على المستويات السياسية والإعلامية والتعليمية والقانونية والثقافية والأمنية. وأشارت وزيرة حقوق الإنسان إلى أهمية هذه الندوة خاصة في ظل الظروف والمخاطر المحيطة بالأمة العربية، لافتة إلى أن التحديات التي يواجهها المجتمع العربي وتنوعها تحتم أكثر من أي وقت مضى تشخيص المخاطر الراهنة، وتحديدها في أفق مواجهة عقلانية لهذه التحديات والانطلاق الجاد في بناء القدرات الوطنية بناءً منسجماً ومتطوراً يتفاعل بشكل بناء مع كل مكوناته، واعتبرت محترفي جرائم الاتجار بالبشر صنفاً خاصاً من الإرهابيين يستخدمون أحدث وسائل الاتصال والنقل ويملكون إمكانيات هائلة من العتاد والأسلحة وأصبحت لهم شبكات ثابتة ومتحركة في جميع أنحاء العالم، ويتحركون بخطوات متقنة. وأشادت وزيرة حقوق الإنسان بالمبادرة العربية التي أطلقها المنتدى واعتبرتها مبادرة حيوية في بناء القدرات تمثل اللبنة الأساسية والفاعلة في مكافحة هذه الظاهرة الآخذة في التعاظم.. وأكدت أهمية تضافر الجهود من أجل مكافحة هذه الجريمة الدخيلة على مجتمعاتنا العربية، وبناء القدرات الوطنية لمحاربة الاتجار بالبشر. وكان منتدى الدوحة التأسيسي للمبادرة العربية لبناء القدرات الوطنية لمكافحة الاتجار بالبشر اختتم أعماله أمس بمشاركة 500 شخصية عامة تمثل وزارات ومؤسسات معنية بحقوق الإنسان على المستوى المحلي ووزراء ونواب من الدول العربية، إضافة إلى منظمات دولية مثل اليونيسيف واليونيسكو.