لم يتسن لفرانسيس كولينز الذي ساعد في وضع خريطة الجينوم البشري إجراء تحليل لجيناته هو شخصيا حتى الصيف الماضي. وما عرفه أدهشه. طبقا لما أوردته رويترز مؤخرا. ثم تبين له أن لديه الاستعداد للإصابة بمرض السكري من النوع الثاني وهو ما لم يشتبه به قط. واكتشف المدير السابق للمعهد الوطني لأبحاث الجينوم البشري هذا من خلال أبحاث توفرها شركات مثل “نافيجينيكس” و”توينتي ثري اند مي” و”ديكودمي” التي تتقاضى من العملاء بضع مئات من الدولارات مقابل نظرة على تكوينهم الجيني. وقال “خضعت للاختبار عند الثلاثة لأنني أردت أن أرى إن كانوا سيعطونني نفس الإجابة... اتفقوا جميعا على أن درجة تعرضي للإصابة بالسكري عالية. يقول بعض الخبراء إن العالم على شفا “عصر ذهبي” لعلم الجينوم حين ستكشف إطلالة على شفرة الحمض النووي الخاصة بك مدى إمكانية الإصابة بالسرطان أو السكري أو أمراض القلب والتكهن بالعقاقير التي ستنجح معك. وتحاول الشركات خفض تكلفة مسح التسلسل الجيني وتتنافس على إنتاج الجهاز الذي سيكون موجودا في كل معمل للتكنولوجيا الحيوية كأحد معداته الثابتة لإجراء مسح كامل لتسلسل الجينوم للشخص على الفور. لكن كل هذا المسح لتسلسل الجينوم يخلق ما يصفه المدير الحالي للمعهد الوطني لأبحاث الجينوم البشري “اريك جرين” بأنه “تسونامي المعلومات” سينهك عقول العلماء وطاقة أجهزة الكمبيوتر. وبدأ جزء من البحث في مبنى بغرب لندن حيث يصطف متطوعون لكشف أسرارهم الدفينة. وفي حين أن الكثيرين الذين سبق وتبرعوا من دمائهم، فإنهم هذه المرة يتطوعون بحمضهم النووي وسجلاتهم الطبية الماضية والمستقبلية لتجربة هائلة ستتعقبهم حتى الموت. وحتى الآن سجل نحو 450 ألف بريطاني أنفسهم ووافقوا على إجراء مسح لتسلسل الحمض النووي لديهم ومتابعة حالتهم الصحية دون الكشف عن أسمائهم وذلك من خلال جهاز الصحة الوطني. وأنشأت الصين والسويد ودول أخرى بنوكا حيوية لكن البنك البريطاني هو الأشمل فيما يتعلق بعدد العوامل التي تدرس.