تسبب نضوب المياه بعزلة حلية مديرية شرعب الرونة في إصابة أكثر من 100 شخص من أبناء العزلة بأمراض الكلى والحصى وأمراض المسالك البولية والبلهارسيا خلال فصل الشتاء جراء استخدامهم للمياه الضحلة والملوثة التي لم يجدوا لها بديلاً غير الاعتماد عليها في الشرب والاستخدام الآدمي والمنزلي.. كما تسبب نضوب المياه في العزلة وانعدام المرعى جراء شحة الأمطار في نفوق أكثر من 300 رأس من الماشية (أبقار – أغنام – ماعز). حيث بلغ عدد الآبار والعيون التي نضبت مياهها في العزلة أكثر من 25 بئراً وعين ماء كان يعتمد عليها سكان العزلة البالغ عددهم أكثر من 8000 نسمة في شربهم واستخدامهم المنزلي وسقاية مواشيهم ولم يتبق أمامهم سوى ثلاثة آبار وشيكة النضوب ضحلة وملوثة المياه يتقاطرون «يتساربون» أمامها على مدار 24 ساعة حتى أن فترة انتظار الفرد الواحد «السرب» أصبحت أكثر من 15 ساعة لكي يتمكن من الحصول على نصيبه من المياه. كما أن سعر خزان الماء الواحد سعة 600 لتر إذا فكر في شرائه بعض الميسورين من سكان العزلة يبلغ حوالي 4 آلاف ريال محمولاً على السيارة «الشاص, الدبل» من وادي نخلة في وقت يفوق الساعتين ذهاباً وإياباً أي أن سعر اللتر الماء الواحد أصبح يصل إلى المواطن في حلية بحوالي 8 ريالات. خصوصاً وأن عزلة حلية منطقة جبلية صعبة التضاريس ونائية وتفتقر لأبسط مقومات الحياة وعرة الطريق لا يوجد فيها شبكة مياه ولا كهرباء ولا وحدات صحية عاملة حتى إن التعليم في كثير من المدارس يقتصر على المرحلة الأساسية فقط. وفي تصريح لموقع «سبتمبرنت» أكد شيخ العزلة سيف عبدالقادر نصر وعدد من سكان العزلة بأن كثيراً من سكان المنطقة سيقدمون على النزوح عن منازلهم وأراضيهم إلى مناطق وعزل أخرى تتواجد فيها المياه إذا لم تسعفهم رحمة السماء بالأمطار خلال الأسابيع القليلة القادمة، مناشدين الحكومة وقيادة محافظة تعز بسرعة إيجاد حلول عاجلة ولو أولية تحول دون وقوع الكارثة.