قام فخامة الأخ الرئيس علي عبد الله صالح رئيس الجمهورية أمس بزيارة لمدينة تريم عاصمة الثقافة الإسلامية للعام 1431 ه الموافق2010م. حيث كان في استقباله وزير الثقافة الدكتور محمد أبوبكر المفلحي، ومحافظ حضرموت سالم الخنبشي ، ووكيل محافظة حضرموت لشئون الوادي والصحراء عمير مبارك عمير والعلماء والشخصيات الاجتماعية في مدينة تريم التاريخية. وقد اطلع فخامة الرئيس على مشاريع البنية التحتية والتجهيزات التي تم اعدادها لفعاليات تريم عاصمة للثقافة الإسلامية ،والترميمات التي جرت لعدد من القصور التاريخية في المدينة والتي تعتبر من روائع العمارة الطينية. كما قام فخامته بزيارة لقصر المنصورة احد القصور القديمة في المدينة ويقع شرق مسجد المحضار ويعتبر من أجمل ما أبدع من البيوت في تريم من ناحية الزخارف والواجهات الخارجية ويعود بناؤه إلى عام 351ه ، لصاحبه أحمد بن عمر بن عبد لله بن يحيى. ويتميز قصر المنصورة بواجهتيه الشرقية والجنوبية التي أبدع فيها المصمم حينما مزج بين الأصالة التي مثلتها النوافذ الحضرمية ذات الفتحات المعكوفة والمعاصرة التي مثلتها التيجان والزخارف التي تزين هذه الواجهات ،ويستخدم القصر حاليا كمتحف للتراث والحرف التقليدية. وقد طاف فخامة الأخ رئيس الجمهورية بالمتحف واطلع على معرض الصور الذي اقيم فيه والتي تبرز ملامح من تاريخ مدينة تريم ومحافظة حضرموت والتحولات التي شهدتها المحافظة في مراحل تاريخية مختلفة ، وما تحقق في ظل الوحدة المباركة. كما يشتمل المتحف على تحف ومشغولات تقليدية من الموروث الشعبي التقليدي في محافظة حضرموت. وزار فخامة الأخ الرئيس بعد ذلك قصر السلطان ويسمى بحصن الرناد ويقع وسط المدينة القديمة جوار جامع تريم ،ويعتبر من أقدم قصور تريم التاريخية ، حيث يرجع تاسيسه الى الألف الثالثة قبل الميلاد ،ويقدر عمره بألفي سنة ، ويتربع على هضبة واقعة وسط البلدة ،وقد شهد جميع المراحل التي عاشتها تريم بدءا من عصر ما قبل الاسلام.. وكان اول والٍ لتريم في العصر الاسلامي الصحابي الجليل زياد بن لبيد البياضي الأنصاري واستمر كذلك في عهد الزياديين الذين حكموا تريم. ومما يحكى عن القصر انه عثر فيه في الستينيات على رأس حيوان من الرخام الأبيض ،وعلى كتابات بالخط المسند. وقد جدد بناؤه عدة مرات منها في عام 600 ه والتجديد الأخير للقصر في سنة 1352ه واستخدم القصر في السنوات الأخيرة وقبل إعادة تحقيق الوحدة المباركة كسجن خاص ومقر لمجموعة من الإدارات الحكومية التي تم اخلاؤها بعد تحقيق الوحدة واعيد ترميمه ابتداءا من العام 1998م وتوظيفه ليكون متحفا لمدينة تريم ومركزا للتنمية الثقافية. وقد عبر فخامة الاخ الرئيس عن سعادته بزيارة مدينة تريم الغناء والتي تم اختيارها عاصمة للثقافة الإسلامية للعام1431ه الموافق2010م لما تكتنزه من تراث إسلامي غني سواء قصورها التاريخية العامرة أو مساجدها أو مكتبتها النفيسة والغنية بشتى صنوف المعارف والتراث الإسلامي او بالاسهامات الرائدة لهذه المدينة التاريخية وابنائها في خدمة الدين وما تمتلكه من تراث إسلامي يمكن الاستفادة منه في الحاضر والمستقبل. وقال فخامته :” ان هذه المدينة ظلت مصدر اشعاع تنويري وإلهام بما قدمته من رسالة تنويرية اشعت بإشراقاتها في آفاق رحبة وواسعة. وأكد اهتمام الدولة بما تختزنه مدينة تريم الغناء من تراث ثقافي ومعماري بديع ونادر سواء في قصورها الكثيرة والبديعة بمعمارها الفريد او مخزونها الثقافي وأعلامها البارزين الذين اثروا بعطاءاتهم المكتبة الإسلامية بمعارفهم ونتاج عقولهم تؤكد على أهمية الاستفادة من هذه القصور وجعلها مركزا للتنمية الثقافية وتطوير التراث والحفاظ عليه. متمنيا للفعاليات الخاصة بتريم عاصمة الثقافة الإسلامية النجاح في تحقيق الأهداف المنشودة منها في التعريف بما تزخر به هذه المدينة من معالم عمرانية نادرة ورموز وتراث ثقافي وحضاري.