حتى وإن لم يحرز فريق الصقر بطولة الموسم, يكفي انه تمسك بالصدارة فترة 19 أسبوعاً وفوق ذلك مازال يجلس على الكرسي يتابع وهو مطمئن محاولات تلال عدن وأهلي صنعاء الالتفاف حوله! الصقر بالمعنى الواضح ليس مجرد فريق يطمح إلى احراز بطولة, هو جامعة كبيرة, عميدها رجل مؤهل والعاملون فيها على قدر كبير من الثقافة والحماسة, لذا لاعجب في ان يصبح الصقر الأول على مستوى اليمن من حيث الأفضلية في الشكل والمضمون! كيف لايصبح كذلك والقائمون عليه يبذلون الغالي والرخيص في سبيل ان يعوض الصقر مافاته خلال 30 عاماً مضت, وبالفعل عوّض الكثير فتحول في غضون ثمانية أعوام إلى نادٍ عريق ثم أنموذج يحتذى به وقبل كل ذلك أصبح مضرباً للمثل في الإدارة الناجحة والارادة القوية, كل هذا لأن الأوفياء من الصقور لم يتسللوا من فوق الأسوار وانما ولجوا الانجازات من أبوابها وأرادوا بذلك أن يؤكدوا حقيقة ان (العراقة) لاتعني التاريخ فحسب، وإنما هي الحاضر المشرق والمستقبل الآمن, والصقر الذي أحرز بطولة 2006م ويتأهب هذا الموسم لإحراز بطولة ثانية, بإمكانه ان يتعاطى مع البطولات كأنها حق من حقوقه وأكثر من ذلك أن يعلنها رسالة واضحة المعاني للفرق التي أدمنت البطولات ان الصقر آت من رحم التحدي وليس بمقدوره سوى ان يصبح من الآن وصاعداً عميد الأندية اليمنية لا لكونه نادٍ يتولى إدارة شئونه رجل أعمال ثري وإنما لكونه بالفعل جامعة يديرها مجموعة أكاديميين في تخصصاتهم, وأحسب ان العميد شوقي أحمد هائل يدرك تماماً ان حصاد عطائه بات مثمراً وإلا كيف تحول الصقر من نادٍ مغمور إلى نادٍ يشار إليه بطرف العين وبالبنان وبنبض القلوب, نادٍ بات وزنه يعادل وزن أندية عريقة في تاريخها وحاضرها, هذا ليس مدحاً وانما واقع ينبغي ألا نغفل أهميته كلما أمعنا النظر في حقيقة ان الصقر بخفة صعوده صار له قاعدة متينة ينطلق من خلالها في أي أجواء كانت, وهو الآن بحسب الوقائع والأحداث الرقم الصعب في سائر الألعاب, مايعني ان وجود مهندس البطولات الأخ رياض الحروي نائب رئيس مجلس الادارة ومعه المجتهدون علي هزاع وعصام عبده عبدالله شكلوا فريقاً متجانساً في العطاء والمثابرة, لذا حلّق الصقر بجناحين قويين وهو الذي كان إلى ماقبل ان يصعد به الجرّاح زيد النهاري إبان توليه رئاسة النادي إلى مصاف أندية الأولى مجرد نادٍ لايسمن ولايغني من جوع! الصقر مجموعة جهود تضافرت وأحسب ألا أحداً سوف يعترض لو قلت بصريح العبارة ان لوجود المهندس رياض الحروي أثر كبييير في مسيرة الصقر كجامعة وإذا تسنى لي ولغيري في هذا المقام ان نشكره فهذا لانه فعلاً يستحق ان يحبه الصقراويون بل ويفخرون بوجوده بينهم كأب حنون وأخ مخلص.. الصقر وان كان ليس ملكاً شخصياً لمجموعة موهوبين هو في الأصل ملك مدينة تعز رجالاً ونساء وأطفالاً ومسنين, لهذا ينبغي الوقوف خلفه إن لم يكن بالتصفيق الحار فبالدعوات الصادقة.