مشاكل عدة يعاني منها صيادو ميناء الاصطياد في مدينة الحديدة ولا من يستجيب لهم أو ينظر إليهم رغم الشكاوى المتكررة من قبل الصيادين أو من يمثلهم من وكلاء وعقال وجمعيات عبر مختلف الوسائل. أهم تلك المشاكل عدم تأهيل وتحديث الميناء وتعثر مرور سفنهم من بوابة الميناء بسبب ضيق البوابة وتكدس الأتربة فيها ولهذا تضطر سفن الصيادين أحيانا للوقوف وسط البحر بعيداً عن البوابة لأنها لم تستطع المرور وهذا ما لا حظناه أثناء زيارتنا للميناء. حيث وجدنا تذمراً كبيراً من قبل الصيادين من هذه المشكلة وغيرها من المشاكل سنذكر أهمها في هذا التحقيق لعل وعسى ان تجد آذانا صاغية من قبل الجهات المختصة. البوابة مشكلة البوابة يمكن حلها بتوفير حفار خاص بالميناء للقيام بحفر وتصفية البوابة والرصيف كلما استدعت الحاجة بين الآونة والأخرى. أثناء زيارتنا للميناء وجدنا الجميع وبدون استثناء يشكون الوضع الحالي للميناء وخصوصا مشكلة البوابة. إمكانيات الميناء ليست حديثة بل إنها تكاد تكون معدمة ولم يشهد الميناء توسعاً أو إعادة تأهيل منذ إنشائه عام 1983م ورغم انه كان قد أعلن قبل أربع سنوات خلال احتضان محافظة الحديدة احتفالات العيد الوطني ال16 للجمهورية اليمنية عن وضع حجر الأساس لمشروع بناء وتشييد ميناء الاصطياد النموذجي في المحافظة في إطار مواكبة التطور الهائل الذي يشهده هذا القطاع, حيث إن الميناء الحالي للاصطياد لم يعد قادراً على استيعاب الأعداد الكبيرة من قوارب الاصطياد وأنشطة الصيادين ومجالات التسويق الداخلي والتصدير, وقيل حينها إن الميناء الجديد يحمل كل المواصفات الحديثة، وكامل التكوينات والتسهيلات ستكون متوافرة فيه. وقد أعلن حينها أن تكلفة مشروع ميناء الاصطياد الجديد تبلغ حوالي (11) مليون دولار،ولكن للأسف الشديد حتى اليوم لا توجد حتى أي بوادر للمشروع ولا يعلم عنه احد شيئاً. موقع استراتيجي الميناء الحالي يحتل موقعاً استراتيجياً ومناسباً ويقع في مساحة جيدة ومكان مناسب بالإمكان إجراء توسعته وإعادة تأهيله حتى يتمكن من استيعاب الأعداد الكبيرة من قوارب الاصطياد وأنشطة الصيادين ومجالات التسويق الداخلي والتصدير وهذا هو رأي اغلب الصيادين في الميناء. الوضع الحالي للميناء رديء جدا فالمساحة الخاصة بالحراج ورصيف الميناء وكل خدمات الميناء الحالية قديمة ومتهالكة لم تعد قادرة أو تستوعب عدد الصيادين الذين يصل عددهم إلى أكثر من 35 ألف صياد في ميناء الاصطياد بالحديدة فقط. من بين أهم المشاكل الكبيرة التي يعاني منها صيادو الحديدة احتجازهم من قبل الإريتريين عندما يكونون خارج المياه اليمنية فهناك العديد من الصيادين تم احتجازهم منهم من أفرج عنهم ومنهم ما يزال محتجزاً حسب ما قال لنا زملاؤهم من الصيادين الذين التقينا بهم في الميناء. ولم يكتف بالاحتجاز فقط بل يتم مصادرة القوارب وكل ما بحوزتهم ووصل الأمر إلى أن هناك صيادين ممن احتجزوا ووكلاء تضرروا كثيرا بسبب مصادرة سفنهم وقواربهم من قبل الاريتريين ووصلوا إلى مرحلة الإفلاس بعد أن كانوا يمتلكون قوارب وسفناً تكلفتها تصل بالملايين. هذه مشكلة لم تحل هي الأخرى ولم تتخذ الجهات المعنية الإجراءات لحل هذه المشكلة. اصطياد عشوائي كذلك من أهم المشاكل التي ذكرها الصيادون في الحديدة شحة الأسماك في المياه الإقليمية نتيجة الاصطياد العشوائي وأعمال الجرف العشوائي الذي تقوم به سفن الاصطياد الصناعي وقد حدثت الكثير من الأخطاء والمخالفات من قبل الاصطياد التجاري والاصطياد التقليدي في هذا الجانب أثرت بشكل كبير على البيئة البحرية والثروة السمكية في فترة زمنية محددة ونظرا لشحة الصيد في المياه اليمنية يضطر الصيادون اليمنيون للذهاب إلى المياه الإقليمية للاصطياد فيتم احتجازهم ومصادرة قواربهم وممتلكاتهم. وكذلك من المشاكل التي تواجه الصيادين اليمنيين في مدينة الحديدة عدم وجود الاهتمام والدعم وتعاون الجهات المعنية تجاههم رغم ان إيرادات ميناء الاصطياد تصل إلى أكثر من 60 مليون ريال سنوياً. كلام بدون تحفظ أحاديث الصيادين كانت بحماس وبدون تحفظ وهذا يدل على أن مشاكلهم ليست هينة وليست بسيطة فبالنسبة لهم أصبحت كبيرة جدا وتشكل لهم هماً كبيراً. عبده عائش جابر من كبار وأقدم الصيادين ونائب العرف البحري في الميناء تحدث حول مشاكل الصيادين والاصطياد فقال: مشاكلنا في الميناء من يدخل الميناء لا يخرج ومن يخرج لا يدخل والسبب بوابة الميناء ونحن ننتظر من الحكومة ان تقوم بإصلاح البوابة وتفرحنا مثلما أفرحتنا عندما أنشأت الميناء وكان حينها للصيادين أشبه بالعروسة واليوم أصبحت العروسة لا تجيب عيالاً أصبح الخور مغلقاً فنرجو من الجهات المعنية أن تنظر إلى الصيادين بعين الرحمة وتنظر إلى الميناء حقنا ويكون للصيادين مستقبل زاهر. ونرجو من صحيفة الجمهورية أن توصل رسالتنا هذه إلى جميع المسئولين في الجهات ذات العلاقة. حقوق ضائعة الصياد عبده عائش يعتبر من كبار الصيادين في ميناء الاصطياد بالحديدة يمارس الصيد منذ أن كان عمره ثماني سنوات وما يزال واليوم عمره 65 سنة ، تكسر صندوقه وتحطم في البحر قبل سنتين وتقدم بطلب وحصل على أمر بصرف قارب ومكينة قبل سنتين من محافظ الحديدة السابق محمد صالح شملان وحتى اليوم لم يستطع الحصول عليه يقول الصياد عبده عائش كبير الصيادين في الحديدة: رغم أن الأمر واضح وصريح ومع ذلك لم ينفذ. ومع ذلك أهم شيء يهمنا الميناء مصدر رزقنا وخيره يعود للوطن كله مطلبنا الاهتمام وإصلاح بوابة الميناء. البحر ساعة بساعة عائش أصبح صديق البحر ينزل إلى البحر في أي وقت وزمن لكنه قال البحر ساعة بساعة أحياناً يجعل من الصياد ملكاً وأحياناً يجعله فقيراً. وأضاف عبده عائش قائلا: من مشاكل البحر قيام الارتيريون باحتجاز أصحابنا بدون وجه حق وهم يدخلون عندنا بكل حرية ولا احد يعترضهم بعكس هم عندما يتجاوز أي صياد يمني الحدود اليمنية يقومون باحتجازه ويصادرون معداته ومن ثم يفرجون عنه وقد صادروا كل ما يملك أنا ارجو من الدولة أن تتجاوب مع أصحابنا. ملتزمون بلائحة الاصطياد وبالنسبة لمدى التزام الصيادين بضوابط ولوائح الاصطياد قال: إن جميع الصيادين ملتزمون بتطبيق لائحة الاصطياد المقررة من قبل الدولة وملتزمون بالشروط, ولم يذهب أي صياد إلى البحر إلا بإذن من الدولة وتصريح رسمي ويحدد المكان الذي سوف يذهب إليه, بوابة شبه مغلقة يشاركه في الرأي زميله الصياد محمد عبد الله جابر بالقول: إن بوابة الميناء أصبحت شبه مغلقة تتأثر القوارب أثناء الدخول وأثناء الخروج مما يسبب في خللها وتجلب إعاقات سلبية على الصياد من إصلاحات وترميم لأن القارب عندما يتعرض لدقة في البوابة نتيجة عدم تصفيتها من الأتربة والأحجار وغيرها يتأثر القارب عندما يمر فبدلا من أن يذهب الصياد يطلب الله ينشغل بأعمال الصيانة وهناك صيادون يضطرون للهروب ويتركون الاصطياد بسبب أن قواربه تعطلت بسبب البوابة هذا بالنسبة للمشاكل الداخلية للصيادين في الميناء. أما المشاكل الخارجية قال الصياد محمد جابر: تتمثل في اريتريا إذا تعدى الصياد من المياه اليمنية مسافة كيلو أو نصف كيلو يحتجزونه ويأخذون القارب بكل ما فيه ويخرجون الصياد اليمني بالبذلة فقط, بينما الارتيريون يدخلون إلى المياه الإقليمية والى السواحل اليمنية ويقومون بالاصطياد ويبيعون إنتاجهم السمكي بكل حرية ولا يعترضهم أي احد. وطالب جابر وهو وكيل لعدد من الصيادين في ميناء الاصطياد من الحكومة عمل حل كونها مشكلة حلها يتطلب الطرق الرسمية وقال: نريد منها أن تنظر إلى الصياد في محافظة الحديدة على وجه الخصوص وتعمل مع الإرتيريين حلاً سلمياً لهذه المشكلة بحيث يتم الاتفاق على السماح لنا بالدخول إلى المياه الاريترية بهدف الاصطياد بكل حرية مثلنا مثل الصيادين الارتيريين فمثلما هم يدخلون عندنا نحن ندخل عندهم بالمثل ونصطاد بكل حرية المهم المطلوب حل لهذه المشكلة بأي طريقة سواء اتفاقية أو حتى تحديد رسوم للدخول إلى المياه الاريترية ونحن سنتقبل أي حل. إلغاء الاتفاق شعبي كان في السابق توجد اتفاقية شعبية قال عنها جابر انه كان يسمح للصياد اليمني بموجبها الدخول إلى اريتريا بتصريح من الدولة الاريترية ويلتزم الصياد اليمني بأن يقوم ببيع منتجاته من الصيد مرتين في الميناء الاريتري ومرة في اليمن, ولكن المشكلة انه عندما يتم البيع في اريتريا الثمن يكون بخساً ولا تكفي حتى خرج الصياد فنضطر أحيانا أن نتلاعب ونهرب وكنا نعمل بهذا الاتفاق قبل حوالي ثلاث سنوات بينما حاليا ممنوع دخول الصيادين إلى المياه الإريترية وكل من يدخل يحتجز. عاقل الصيادين علي حنش النهاري عاقل الصيادين في الميناء من جهته أكد أن مشاكل الصيادين البحرية كثيرة وخصوصا فيما يتعلق بالبوابة وقال حنش: ندخل البحر ونرى العجب فالصيادون يتعرضون في البحر للرياح وللأمواج وللغرق والحرق وكذا شحة الأسماك في البحر وكثرة الصيد يقل الإنتاج والعوامل البحرية مثل الرياح والمواسم هي الأخرى تسبب مشاكل للصياد كل هذه المشاكل وغيرها يواجهها الصياد في البحر ولكن من أجل المعيشة يتحمل وكل الناس لهم مشاكل يتحملها ويتغلب عليها الصياد والله سبحانه وتعالى ييسر الأمور ويحفظ الجميع. مشاكل كثيرة حول مشكلة بوابة الميناء قال عاقل الصيادين: إن مكتب الثروة السمكية وعد بالقيام بعمل مشروع توسيع الميناء ونأمل أن يبدأ العمل حتى في البوابة والإسراع في فتحها قبل أن تحدث كارثة, فهذه اكبر المشاكل التي تواجه الصيادين ويعانون منها وقد رفعنا وأبلغنا أكثر من مرة بضرورة حل مشكلة البوابة. علي حنش عاقل الصيادين في الميناء يعتبر بمثابة همزة وصل بين الصيادين والجهات المعنية. وأي شكوى يتلقاها من الصيادين بدوره يقوم برفعها إلى مكتب الثروة السمكية وقال: أحيانا نرفع شبه يومي بوجود مشاكل. عبث كبير في البحر وبالنسبة للبحر قال علي حنش : إن العبث بالبحر كبير وخاصة من قبل السفن الأجنبية, والجرف العشوائي للصيد له دور كبير في قلة الإنتاج من الأسماك لأن الجرف الأجنبي بوسائل حديثة جرف قاع يأخذ الأخضر واليابس ورغم انه تم منع التصاريح للسفن الأجنبية في المياه الإقليمية اليمنية وحاليا توقفت التصاريح لكن توجد بعض الاختراقات من قبل بعض القوارب الأجنبية. نحن بدورنا نقوم بالإبلاغ ولكن للأسف الرقابة تحتاج إمكانيات كبيرة وهي غير متوفرة ونأمل من وزارة الثروة السمكية والجهات المعنية توفير الرقابة الفعالة لمنع الاختراقات وحماية الثروة السمكية وحماية السيادة الوطنية من العبث. مشروع بإمكانيات كبيرة وقال عاقل الصيادين حول أسباب تأخر تنفيذ مشروع الميناء الجديد : حصل أن تم التخطيط لمشروع ميناء جديد لكن إذا كانوا لم يستطيعوا تعميق الحوض الموجود والتوسيع المخطط له وهو بمبالغ جامدة كيف بالمبالغ الباهظة تكلفة المشروع الجديد, نأمل أن يتم تعميق الحوض الموجود وتوسيعه وحمايته من الترسبات وحتى توجد الإمكانيات الكافية لإنشاء ميناء جديد والتي لا توجد حاليا نتمنى البدء بتعميق البوابة البحرية والتوسيع بقدر الإمكان للميناء الحالي. خدمات بحسب الإمكانيات وينظر علي حنش إلى الخدمات الموجودة التي تقدمها الجهات المعنية في ميناء الصيد أنها تقدم بحسب الإمكانيات الموجودة وقال: بين الآونة والأخرى تقوم وزارة الثروة السمكية بعمل مشاريع فمثلا حصل أن تم توزيع حوالي خمس دفع من القوارب بنصف التكلفة بالتقسيط للصيادين عن طريق الجمعيات والاتحاد السمكي ونأمل إن شاء الله أن تستمر هذه المساعدات. متطلبات كثيرة ويؤكد حنش بأن متطلبات الصيادين كثيرة ويتمنى الإسراع بالأهم ثم الأهم وحاليا يطالبون بضرورة توسيع الميناء والبوابة وحفرها ورفع المخلفات منها وتصفيتها ولا توجد مطالبات باستبدال الميناء الحالي من قبل الصيادين فالجميع مقتنع بالميناء الحالي ولا نعلم على أي أساس تم الإعلان عن مشروع الميناء الجديد فالميناء الحالي مناسب وموقعه كبير وما تزال توجد مساحة بالإمكان القيام بأعمال التوسعة وإعادة تأهيله وهذا هو المطلوب. إمكانيات قديمة وقال عاقل الصيادين: إن عملية تأهيل الميناء الحالي أصبح ضرورة فالإمكانيات قديمة، الكثير منها أصبحت لاتصلح للاستخدام ومع ذلك تعمل رغم أن عمرها الافتراضي انتهى منذ سنوات فعلى سبيل المثال قبل أربع سنوات الحفر توقف بعد ذلك والبوابة تحتاج أن يتم دائما حفرها وتصفيتها بين الآونة والأخرى فهي تحتاج أن يوجد حفار خاص بالميناء. التزام بدفع الرسوم وقال علي حنش: رغم كثرة المشاكل التي يواجهها الصيادون إلا أنهم ملتزمون بدفع الرسوم حسب القانون ولا توجد أي مخالفات بالنسبة للرسوم. ويقيم عاقل الصيادين دور الجمعيات السمكية فيقول: نشاط كل جمعية حسب إمكانياتها تعمل هناك جمعيات تستطيع مساعدة الصياد وبعض الجمعيات ضعيفة تكتفي بالتمثيل فقط. واختتم علي حنش عاقل الصيادين بمحافظة الحديدة بالقول: نأمل أن يكون المستقبل واعداً فيه خير للصيادين والدولة.