هي مجموعة قصص وحكايات يحكيها شيخ علماء اليمن القاضي الفقيه محمد بن إسماعيل العمراني أعدها وحققها الدكتور محمد عبدالرحمن غنيم. العنوان لكتاب أدبي مشوق ولطيف من تراثنا الأدبي العربي.. “الجمهورية” تنشر مجموعة القصص والحكايات التي حواها الكتاب لتعميم الفائدة والمتعة للقارئ. حكى القاضي محمد حفظه الله : كان السيد عبدالرحمن بن حسين الأمير عاملاً (أي مديراً) على بني الحارث في الروضة ,وأراد أن يتزوج فخطب فتاة من بني حوات , وأخوالها من بني زياد ,وكانت البنت غير راضية ,ولكن أباها رأى هذا الزواج والارتباط سيشرفه ,يرفع من قدره فأصر على اتمام الزواج ,وفي يوم العرس دعا العامل الناس واجتمعوا من كل حدب وصوب ,وفوجئ الأب بهروب ابنته إلى أخوالها بني الحارث ,وأنها تريد أن تقتل نفسها فأخذ المهر الذي دفعه العامل في نفس صرته ,وطلب الخلوة بالعامل وقال له: الآن البنت هربت وليس في يدي شيء تريد أن تحبسني فاحبسني ,أو افعل ماتريد وهذه فلوسك كما هي ,فقال له العامل: لا احبسك ولا شيء اذهب عفا الله عنك ثم استدعى العامل قريباته من النساء ,وحكى لهن ماحدث وبين لهن حرج الموقف وأن العروس (وتسمى : الحريوة بلغة أهل صنعاء) قد هربت فانظروا لنا امرأة أخرى ,فقالت احدى النساء :هذه فلانة من بيت العلفي جيدة وتناسبك فما رأيك؟ فقال العامل: لابأس كلموا أمها. وصادف أن هذه الفتاة وامها جاءتا لتساعدا النساء في العرس في الطبخ وغيره.. وكانت هذه البنت في المطبخ ويسمى :الديمة بلغة أهل صنعاء ,وكانت بلباس المطبخ فجاءت النساء إلى أمها وكلمنها فلم تمانع وقالت: كلموا اخوتها ,فقلن: اين هم: قالت : في صنعاء. فأرسل العامل إليهم فوافقوا وعقد للبت على العامل في نفس الوقت ,وأعطى لاخوتها نفس الفلوس التي ردت إليه من أبي العروس (الحريوة) الهاربة.. تم كل ذلك والناس في المجلس (المتكى) لايشعرون وتم العرس والزفاف وعاد الناس إلى بيوتهم والرجال لايدرون بما حدث والنساء يدرين ,فكانت المرأة من المدعوات تقول لزوجها: بمن تزوج العامل؟ فيقول الزوج : تزوج بفتاة بني الحارث. فتقول المرأة: لا لقد تزوج ببنت العلفي فيتعجب الزوج فتحكي له ماحدث من تغيير في العروس (الحريوة)!.