تأتي “الحوثية” كحركة تمرد تنسب إلى بدرالدين ابن أميرالدين الحوثي المولود في مدينة ضحيان عام 1345ه الموافق 1924م ارتكزت في البداية على الفكرالجارودي الذي يجيز استحقاق البيعة لمن يخرج عن طاعة ولي الأمر داعياً لنفسه الإمامة التي يحصرها في البطنين كحق إلهي.راودت بدرالدين الحوثي أحلام الإمامة في مقتبل عمره وظل رافضاً للنظام الجمهوري يتحين الظروف التي واتته مع انتصار ثورة الخميني في إيران عام 1979م ليجد ضالته في الطموحات الشيعية لتصدير الثورة. في مطلع الثمانينيات انتقل من مدينة ضحيان إلى قرية “آل الصيفي” بمديرية سحار وهناك امتلك منزلاً ومزرعة وبنى مسجداً فالتف الناس حوله وتكاثر مرتادو مسجده لسماع خطبه التي دعا فيها إلى ضرورة اضطلاع آل البيت بالمسئولية في قيادة الأمة معتبراً تنازلهم عن الحق الإلهي قد أورد الأمة موارد الذل والهوان ليتنبه لما يدعو له بدرالدين الحوثي الشيخ حسين فايد مجلي والذي كان ضمن المجموعة التي قضت على الأمير عبدالله بن الحسن الذي كان والياً على صعدة وظل يقاوم الجمهوريين بعد حروب الإمام البدر إلى أن لقي مصرعه في العام 1969م جنوب مدينة صعدة، حيث رأى الشيخ حسين مجلي في ما يقوم به الحوثي محاولة لعودة الإمامة ليطرده من “آل الصيفي” فانتقل إلى مديرية “مران” ومع ذلك لم يتخل عن نشر أفكاره إلى أن وصل به الأمر لزيارة إيران حيث أقام فيها لمدة عام وخلالها حصل التلاقح بين الفكر الجارودي والإثني عشري بترسخ القناعة لديه بضرورة التمرد على النظام الجمهوري للتمهيد لظهور المهدي المنتظر من صعدة. في العام 1986م قام محمد بدرالدين الحوثي الذي كان يلازم والده في حله وترحاله بتأسيس (اتحاد الشباب) كنواة لمشروع والده بدر الدين ليتخذ شكل مراكز صيفية في آل مزروع ومعهد السماوي للمعلمين بمدينة ضحيان الذي تخرج منه ومن ثم عمل مديراً له وكان من ضمن مدرسيه والده بدر الدين ومجد الدين المؤيدي وصلاح فليتة. بقيام الوحدة اليمنية وانتهاج الديمقراطية والتعددية الحزبية تحول “اتحاد الشباب” من الأنشطة التربوية إلى مشروع سياسي من خلال حزب الحق. في العام 1992م تم تأسيس “منتدى الشباب المؤمن” على يد محمد بدرالدين الحوثي وإلى جانبه كل من “أحمد محمد الهادي، محمد يحيى سالم عزان،صالح هبرة، عبدالكريم جدبان، علي أحمد الرازحي” ليتمدد نشاط المنتدى حتى وصل إلى “45” مركزاً صيفياً في محافظة صعدة وصولاً إلى حجة وذمار وصنعاء وأمانة العاصمة ليبدأ الخلاف بين مؤسسي المنتدى حول المنهج وأنشطة المراكز الصيفية الذي اعترض عليه محمد عزان خصوصاً التاريخ الإسلامي لمؤلفه أحمد محمد الهادي الذي حصره في تاريخ الأئمة في اليمن وخارجها إلى جانب محاضرات للسعودي حسن الصفار واللبناني محمد حسين فضل الله والتي اعتبرها خروجاً عن المذهب الزيدي وأهداف المراكز الصيفية بتكريسها للمغالاة والتشدد في نفوس الطلاب. في أواخر التسعينيات أقحم حسين بدرالدين الحوثي نفسه في حل الخلافات بين قيادات المنتدى ولكنه تحيز إلى جانب شقيقه محمد ليزيح في مطلع العام 2002م جميع قيادات المنتدى الفكري واستبدل المناهج بملازمه وتحول منتدى الشباب المؤمن من تنظيم فكري إلى تنظيم سياسي حمل اسم “تنظيم الشباب المؤمن” وأعلن حسين الحوثي نزعته الثورية وفكر أسرته الإثني عشري ودعا أنصاره إلى ترديد شعار “الصرخة” الموت لأمريكا...لتعتريه رغبة جامحة لإعلان التمرد بعد التفاف الكثير حوله وهو ما حدث بالفعل بإشعاله لشرارة الحرب الأولى في يونيو من العام 2004م لتتوالى بعدها حروب ستة أكلت الأخضر واليابس وخلفت الآلاف من القتلى والجرحى وما زالت تبعاتها تتعاظم يوماً بعد يوم.