بميلاد ال22من مايو الأغر عام 1990م، وإعلان إعادة تحقيق وحدة الوطن وقيام الجمهورية اليمنية، زاد الاهتمام بقطاع الاستثمار وجاء صدور القانون رقم 22 لعام 2002م ليقدم المزيد من عوامل الدعم والتشجيع والتسهيلات للمستثمرين خصوصاً في المنطقة الحرة بعدن، وليصل عدد المشاريع التي تم الترخيص لها إلى 1535 مشروعاً بتكلفة تزيد عن 415 مليار ريال.. أتاحت أكثر من 39.000 فرصة عمل.. وكيل محافظة عدن لقطاع الاستثمار وتنمية الموارد يتحدث متطرقاً إلى العديد من الجوانب ذات العلاقة بتنمية الاستثمار.. ميلاد وطن بعد عقدين من الزمن على إعلان إعادة تحقيق الوحدة المباركة.. ماذا تودون قوله بالذكرى ال20 للعيد الوطني ال22 من مايو المجيد؟ - الأستاذ أحمد الضلاعي وكيل محافظة عدن لقطاع الاستثمار أجاب قائلاً: أي قول وأي حديث، وأي كلام، أو كتابات أو أدب أو شعر، مهما كانت بلاغة الكلمات فيه، فإن الحديث وتناول الحدث الوطني التاريخي الكبير المتمثل ب22 مايو عام 1990م سيظل قاصراً ومهما قلت أنا وغيري عن عظمة ذلك اليوم، الذي ذرفت فيه الدموع فرحاً.. تظل تلك الدموع التي خالطت الفرحة والابتهاج الوطني الكبير ساعة إعلان إعادة تحقيق الوحدة المباركة ورفع علم الجمهورية اليمنية خفاقاً في سماء مدينة التواهي بمحافظة عدن الأبية. ونحن نحتفي بعيد الأعياد الوطنية الذكرى ال22 للعيد الوطني المجيد هذا اليوم المبارك، الذي بزغ فيه إشعاع نور تحقيق أهم وأبرز حلم لشعبنا اليمني، والذي كان من أسمى أهداف الثورة اليمنية الخالدة 26 سبتمبر و14 أكتوبر والذي من أجل تحقيقه ناضل أبناء شعبنا طويلاً مقدمين الغالي والنفيس للوصول إلى تحقيق هذا المنجز الوطني العظيم الذي بفضله انتهى عهد التمزق والشتات والفرقة بين أبناء الوطن الواحد.. بفعل المؤامرات التي كان يحيكها أعداء اليمن المتخوفون من وحدته. وجاء إعلان ميلاد الوحدة اليمنية المباركة في ال22 من مايو عام 1990م في لحظات تاريخية وكان لمدينة عدن الوحدوية شرف احتضان هذا العرس الوطني والجماهيري الكبير، إعلان ميلاد عصر وحدوي في إعادة تحقيق الوحدة المباركة، وقيام الجمهورية اليمنية، في كيان سياسي كبير، والذي مثّل منجزاً عظيماً في تحقيق رغبة أبناء الشعب اليمني بمختلف أطيافهم وانتماءاتهم السياسية والاجتماعية وليعتبر ذلك الإنجاز أهم الأحداث الوطنية والإقليمية والعربية والإسلامية التي تفخر بها أمتنا العربية والإسلامية وأهم مشروع سياسي تحقق لشعبنا في إعلان إعادة تحقيق وحدته المباركة، وإنشاء نظام سياسي واحد، يقوم على الديمقراطية والتعددية السياسية والحزبية، وكفالة الحقوق والحريات العامة في إطار الدستور والقانون. منجز عظيم بماذا تردون على من يحاولون التقليل من منجزات الوحدة المباركة؟ - إن أي منجز عظيم، تقابل مسيرة تحقيقه مصاعب ومشاكل عديدة وإلا لما سمي منجزاً عظيماً.. والتاريخ يروي لنا المصاعب والمشاكل جراء المؤامرات التي واجهت الثورة اليمنية سبتمبر وأكتوبر وأيضاً تحقيق منجز الوحدة المباركة 22 مايو عام 1990م فمنذ الوهلة الأولى، برزت إشكاليات ومصاعب، ومؤامرات للنيل من الوحدة في مهدها مستغلة النهج الديمقراطي وحرية الرأي والرأي الآخر وصعوبة الوضع الاقتصادي للدولة الوليدة، ودأبت إلى افتعال جملة من الأزمات بهدف التشكيك في عظمة هذا المنجز في تحقيق تطلعات وطموح الشعب اليمني، في التنمية الاقتصادية وتحسين مستوى حياته المعيشية والاجتماعية. ونتذكر جميعاً الأزمة الاقتصادية والسياسية بين الأعوام 911994م التي كان الهدف منها الالتفاف والتآمر على منجز الوحدة، وبفضل وصمود وتضحيات أبناء شعبنا المجيد، تم الانتصار على دعاة الفرقة والشتات. وللأسف يلاحظ استمرار افتعال المشاكل التي تضر بمصالح الوطن، في محاولة بائسة للزج بالوطن في أتون صراعات وحروب أهلية من خلال نشر ثقافة الكراهية والعنف بين أبناء الوطن الواحد، من قبل عناصر فقدت مصالحها وهي على صلة بأجهزة تآمرية خارجية حاقدة على وحدة اليمن واستقراره، مستفيدة من وجود شرذمة قليلة من ضعاف النفوس، ومن باعوا أنفسهم للشيطان لنشر الدعايات الكاذبة والدعوات المناطقية والانفصالية الهادفة للنيل من هذا المنجز الوحدوي والوطني العظيم. ولكن نقول لهم: هيهات فشعبنا وبعد عقدين من الزمن على تحقيق وحدته المباركة قد صار اليوم أكثر قوة وأكثر صلابة وقادر بإرادة كل أبنائه الأوفياء والوطنيين المخلصين على الحفاظ على وحدته وصيانة مكتسباته ومنجزاته في الثورة والجمهورية، والوحدة. إلى أي مدى وصل نجاح تجربة المحليات؟ - تجربة المجالس المحلية في محافظة عدن ناجحة بكل المقاييس وبالنظر لما يمتاز به مواطنو المحافظة من وعي ثقافي واجتماعي لمفهوم الإدارة المحلية، ومدى ارتباطها بشكل مباشر، وإدراكها لاحتياجاتهم التنموية والاقتصادية، فقد كان لذلك أثر إيجابي في تفاعل مواطني هذه المحافظة في تطبيق تجربة السلطة المحلية. والمشاركة الفعالة في انتخاب المجالس المحلية على مستوى المحافظة والمديريات وأصبحت الوحدات الإدارية تتمتع بالصفة الاعتبارية ولها مجالس محلية منتخبة مباشرة من الشعب، والتي كفل لها القانون موارد التمويل المحلية لتسيير أعمالها والإشراف على التنفيذ للمشاريع وكذا صلاحيات مهام الرقابة والتقييم لأداء السلطة المحلية. ماذا أعطيتم قطاع الاستثمار من أولويات؟ - الاستثمار يحظى باهتمام كبير من قبل القيادة السياسية والحكومة وأيضاً من قبل السلطة المحلية في محافظة عدن حيث أعطيت الأولوية لهذا القطاع الهام من حيث التسهيلات وتبسيط الإجراءات أمام المستثمرين لاسيما، العمل بنظام النافذة الواحدة. وعموماً فإننا في محافظة عدن نقدم كافة التسهيلات للراغبين في الحصول على تراخيص لإقامة مشاريع استثمارية وعلى اعتبار أن محافظة عدن وكعاصمة اقتصادية وتجارية لليمن فإنها أيضاً تمتلك مقومات استثمارية ومزايا وفرصاً استثمارية ضخمة في مختلف المجالات الصناعية والتجارية والسياحية والاستثمارية المختلفة. فهي مازالت محافظة بكر.. وبها كل المؤهلات والمقومات التي تشجع القطاع الخاص للإقدام في إقامة المشاريع الاستثمارية العملاقة، والتي نحن على الدوام نرحب بكل المستثمرين المحليين، والأجانب، وسنرعى ونقدم كل الرعاية والاهتمام وتقديم كافة التسهيلات اللازمة لإنشاء مشاريعهم في القطاعات الاستثمارية المختلفة. ماهي المقومات أو المزايا التي تمتلكها عدن لجذب الاستثمار؟ - عدن بما حباها الله من مزايا عديدة وفريدة لايوجد لها نظير سواء على الصعيد المحلي أم الإقليمي أم الدولي، فهي مدينة مطلة على ملتقى البحر الأحمر، وخليج عدن وتطل على سواحلها وشواطئها الرملية الذهبية الناعمة جبال ومناظر طبيعية وخلجان ومنتزهات جميلة هي محط جذب للسياح والزائرين. كما أنها تمتلك موقعاً بحرياً متميزاً وميناءً بحرياً تجارياً وتاريخياً نال شهرة دولية وعالمية واسعة بسبب موقعه الذي يشرف على أهم طرق الملاحة البحرية الدولية.. وتوفر خدمات التمويل للسفن.. ووجود عدد من المراسي والأرصفة البحرية.. ضف إلى ذلك مطار عدن الدولي.. النافذة الجوية لمحافظة عدن وماشهده من أعمال تحسين وتطوير في السنوات القليلة الماضية.. بالإضافة إلى وجود المنطقة الحرة.. والتي خصصت لها مساحات كبيرة للاستثمار وإقامة المشاريع الاستثمارية بالإضافة إلى وجود عدد من العوامل الطبيعية التي تجعل مدينة عدن مؤهلة للعب دور اقتصادي وتجاري واستثماري كبير منها وجود مصافي عدن وميناء الزيت، والمواقع التاريخية كصهاريج عدن، وقلعة صيرة وغيرها. ناهيك عن الأهمية التاريخية التي اكتسبتها عدن والتي عرفت نظام التجارة الحرة كأول مدن الموانئ على المستوى الإقليمي، أي منذ منتصف القرن التاسع عشر أيام الاحتلال الانجليزي.. وفوق هذا وذاك فإن عدن بطبيعة أهلها الطيبين والذين عرفوا المدنية منذ وقت طويل وما يمتازون به من وعي متحضر، وثقافة عالية، جعل من هذه المدينة نموذجاً رائعاً في التعامل الراقي الذي يلقاه الزائر إليها، والسياح القادمون إلى هذه المدينة العريقة. الآن ونحن على موعد مع استضافة عدن لخليجي 20 ماهي استعداداتكم لهذا الحدث كمناسبة للترويج الاستثماري؟ - ما من شك بأن خليجي 20 مناسبة هامة وحدث رياضي مهم جداً، والجدير بالإشارة هو أن احتضان مدينة عدن لهذا الحدث الخليجي الكروي الهام يمثل محطة تشريف لهذه المدينة، التي تستقبل المناسبة وبكل تأكيد بما يليق بها كعاصمة اقتصادية وتجارية وبما يليق بتعزيز سمعة اليمن التي تمثل امتداداً طبيعياً وعمقاً استراتيجياً للدول الشقيقة في الجزيرة والخليج العربي.. وما هذا الحدث إلا جزء على طريق مسيرة انضمام اليمن بشكل كامل إلى دول مجلس التعاون الخليجي.. وهي فرصة أيضاً لعرض كل الفرص الاستثمارية المتاحة في مدينة عدن على وجه الخصوص وفي اليمن عموماً، على الإخوة المستثمرين من دول الخليج العربي.. والذين من المتوقع أن يكون لهم حضور كبير، خلال فعاليات استضافة عدن لبطولة خليجي 20 نهاية العام الجاري.