“مما لا شك فيه أن محافظة حضرموت “بساحلها وواديها وصحرائها” تتميز بخصوصية كبيرة بين محافظات الجمهورية الأخرى ليس لكونها أكبر المحافظات مساحة فحسب ولا للطبيعة الساحرة التي حباها الله بها “أو بجزرها الفاتنة ومآثرها التاريخية العريقة” وإنما لكونها كل ذلك ولأكثر من سبب يجعل هذه المحافظة ذات خصوصية وميزة أهلتها لأن تغدو أول محطات اهتمام الدولة والقيادة السياسية منذ بزوغ فجر الوحدة اليمنية المباركة وإلى اليوم.استهلال وسعادة ولو تحدثنا عن ذلك لما استطعنا أن نوجزه بكتب ولكن ما حاولنا التركيز عليه سريعاً في هذه العجالة هو إعطاء لمحة عن الوضع الراهن لمحافظة حضرموت من خلال الالتقاء بالأستاذ خالد سعيد الديني الأمين العام للمجلس المحلي بمحافظة حضرموت نائب المحافظ الذي تحدث ل “الجمهورية” في أول لقاء صحفي له عقب انتخابه أميناً عاماً لمحلي المحافظة كاشفاً عن أهم أولويات عمله خلال الفترة القادمة.. فإلى حصيلة هذا اللقاء الذي استهله بالقول: بداية أرفع باسمي ونيابة عن إخواني في السلطة المحلية والمجلس المحلي وأبناء محافظة حضرموت أجمل التهاني وعظيم التبريكات لفخامة الأخ الرئيس القائد باني نهضة اليمن الحديث الرئيس علي عبدالله صالح وإلى أبناء شعبنا اليمني كافة بمناسبة العيد الوطني العشرين للجمهورية اليمنية الذي عايشنا لحظاته سائلاً المولى عز وجل أن يجعل أيامنا أعياداً ويعيد هذه المناسبات الغالية وقد حقق شعبنا كل ما يصبو إليه من خير وعزّة ورفعة.. ويطيب لي أن أشكر صحيفة الجمهورية الغراء على إفساح هذا الحيز للحديث عن هذه المناسبة الوطنية الغالية والتطرق إلى ما يعتمل في محافظة حضرموت من نشاطات ونجاحات على صعيد البُنى التحتية والمشاريع الخدمية والإنمائية التي تتجسد يوماً بعد يوم في حضرموت الخير والعطاء.. وسعادتي تتضاعف كون صحيفة الجمهورية التي عودتنا على متابعة الأحداث والمناسبات الوطنية تصدر من محافظة تعز الحالمة، وبطبيعة الحال شهدت هذه المحافظة خلال الأيام الماضية وما زالت تشهد نشاطات وأصبحت تعز ورشة عمل لتظهر بالمظهر اللائق وهي تحتضن احتفالات شعبنا بالعيد الوطني العشرين للجمهورية اليمنية، فيسرنا أن نقدم التهاني لأهلنا في محافظة تعز وفي كافة المحافظات وكل عام والجميع بخير، وهذه تحية أرى أنه لا بد أن استهل من خلالها حديثي. ثمار التوجه الحكيم ويستطرد الديني: في الواقع وفي ظل التجربة الديمقراطية التي انتهجها فخامة الرئيس علي عبدالله صالح والتي رفعت اسم اليمن عالياً على الصعيد الدولي باعتبار أن الشعب يسهم في صنع القرار ابتداءً من أعلى سلطة في الدولة وهي رئاسة الجمهورية حتى عضوية المجالس المحلية في المديريات، في ظل ذلك يأتي نظام الحكم المحلي كأحد ثمار هذا التوجه الحكيم، إذ شهدت الدوائر الانتخابية سباقاً ديمقراطياً واسعاً بين كافة ألوان الطيف السياسي، وفي زخم هذا المارثون التنافسي الرائع تتجلى الديمقراطية في مشهد استحقاقي يمارسه الشعب اليمني بكل نزاهة وحرية لاختيار الأفضل والأكفأ على تمثيل المواطنين على مستوى مناطق المديرية الواحدة، وعلى مستوى مديريات المحافظات ويكتسب نظام الحكم المحلي أهمية قصوى كونه يقوي مداميك السلطات المحلية التي تقع على عاتقها مهمة رسم أولويات التنمية والارتقاء بالخدمات ذات الصلة بحياة المواطنين والتوظيف السليم للموارد المالية والبشرية. وقد كان للمجالس المحلية انعكاسات ايجابية على صعيد إشراك المجتمع بصورة فاعلة ومستمرة في عملية التخطيط والإنجاز والتقييم لعملية التنمية المحلية والرقابة على الأجهزة التنفيذية، ومن وجهة نظري أن توسيع صلاحيات السلطات المحلية سيمنح فرصاً أكبر للسلطات المحلية في تطوير الموارد وتعزيز القدرات المؤسسية والفردية وتحديد حاجيات المجتمع المحلي. لذلك فالحكم المحلي بات ضرورة واقعة وحاجة ملحة لإدارة الشأن المحلي على مستوى المديرية والمحافظة وفي ظل اهتمام فخامة الرئيس بمنح صلاحيات أشمل وأوسع للسلطات المحلية ستشهد هذه التجربة الناجحة نجاحات أوسع وستستطيع السلطات المحلية إدارة شئونها وتنمية مجتمعاتها بشكل ذاتي. خصوصية واهتمام وحول الاهتمام المتنامي بحضرموت يؤكد أمين محلي المحافظة بقوله: حضرموت كما تعلمون محافظة كبيرة، بل هي أكبر محافظات الجمهورية مساحة تبلغ مساحتها “193.032” كيلو متراً مربعاً موزعة على ثلاثين مديرية، ويبلغ عدد سكانها وفقاً للتعداد السكاني العام 2004م “1.028.556” نسمة وينمو السكان فيها بمعدل “3.80 %” سنوياً، وتشمل على مناطق ساحلية وصحراوية وجبلية بالإضافة إلى الأودية المتفرقة وأرخبيل سقطرى والعديد من الجزر التابعة له، أي إن التضاريس الطبيعية للمحافظة تنقسم إلى أربعة أقسام هي: السهل الساحلي، الجبال والهضاب، وادي حضرموت، السهل الصحراوي. ما سبق يؤكد أن حضرموت باتساع رقعتها وتعدد مديرياتها وتاريخها وحضارتها وإرثها الموغل في القدم يجعلها موضع اهتمام السياح من مختلف دول العالم، فهناك الشواطئ الجذابة ومدينة شبام التاريخية أقدم ناطحات سحاب في العالم وتريم بلدة ال “136” مسجداً ونحن العالم الإسلامي نحتفل هذا العام بتريم عاصمة للثقافة الإسلامية، وهناك سيئون الطويلة، ودوعن وضمنها مدينة الهجرين التاريخية، والشحر الميناء الأول، وغيل باوزير أرض العلم والمدرسة الوسطى، والمكلا عروس بحر العرب. هذا التنوع وهذه الخصوصية تجعلنا نولي اهتماماً أكبر بالبنية التحتية وتوفير الأرض الخصبة للاستثمار ودعوة المستثمرين لإقامة المشاريع المختلفة في المحافظة. وبالفعل شهدت محافظة حضرموت نقلة نوعية خلال العشرين عاماً من عمر الوحدة اليمنية المباركة اشتملت مختلف مجالات الحياة، وقد لمس القاصي والداني هذا التطور وهذه النقلة التي رعاها بصورة شخصية فخامة الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية، فنحن اليوم مثلاً لدينا ثلاثة مطارات رئيسية هي مطار المكلا الدولي ومطار سيئون ومطار سقطرى وهناك موانئ وشبكة طرقات ومهابط ترابية ومشاريع صحية وتربوية وفي مختلف المجالات. تناغم وهدف ويضيف الأستاذ خالد قائلاً: ونحن في السلطة المحلية بالمحافظة بشقيها التشريعية والتنفيذية نعمل بتناغم تام والجميع هدفه الأساسي تنمية المحافظة وتطويرها وهو ما يشكل نقطة دعم لنا في الهيئة الإدارية للمجلس المحلي بالمحافظة ويلعب ذلك دوراً فاعلاً في الدفع بالنشاط وتجسيد تنفيذ الخطط على أرض الواقع وتلبية متطلبات المواطنين وملامسة همومهم، وهو ما اتطلع إليه شخصياً بعد انتخابي أميناً عاماً للمجلس المحلي بالمحافظة في الانتخابات الداخلية الأخيرة للمجلس المحلي بالمحافظة، وأدعو الله تعالى أن يأخذ بيدي ويساعدني لتحقيق ما تصبو إليه المحافظة، والوقوف إلى جانب المواطنين والأخذ بآراء المختصين ومراقبة جوانب الخلل ودعم الناجحين، والعمل بشفافية مطلقة في إطار المجلس المحلي والمكتب التنفيذي والسعي لتنفيذ الخطط المرسومة بدقة وإتقان. مشاريع استراتيجية ويمضي نائب محافظ حضرموت في حديثه: ويأتي احتفال شعبنا بذكرى وحدته العشرين هذا العام وقد تحقق له الكثير، وباتت الوحدة رمز عزتنا وشموخنا في الداخل والخارج. احتفالنا بالعيد الوطني العشرين للجمهورية اليمنية في ظل انجازات عملاقة شهدتها بلادنا في مختلف المجالات وهو ما يجعلنا نشعر بالغبطة ونرفع الرؤوس شموخاً وكبرياء. وبهذه المناسبة شهدت جميع محافظات الجمهورية احتفالات فرائحية ومظاهر مباهج وافتتاح ووضع حجر الأساس لمشاريع عملاقة تعود بالنفع على المجتمعات والمواطنين، وحضرموت كغيرها من محافظات الجمهورية تشهد مشاريع استراتيجية بهذه المناسبة الوطنية الغالية. زيارة الرئيس - ويختتم الأستاذ خالد سعيد الديني – الأمين العام للمجلس المحلي بمحافظة حضرموت نائب المحافظ حديثه بالقول افتتح فخامة الرئيس خلال زيارته الأخيرة للمحافظة ووضع حجر الأساس ل(163) مشروعاً خدمياً وتنموياً في حضرموت بكلفة إجمالية بلغت (23) مليار ريال، وشملت المشاريع التي افتتحها الرئيس (103) مشروع منها (12) في مجال الطرق وتسعة في مجال الأشغال العامة وستة مشاريع في مجال الكهرباء وثلاثة في مجال الشباب والرياضة وأربعة خاصة بمطار المكلا، و (17) في مجال الصحة العامة والسكان و 3 في مجال التعليم الفني والتدريب المهني ومشروعين في مجال الثروة السمكية ومشروعين خاصين بكهرباء الريف، وستة في مياه الريف، و 26 في مجال التربية والتعليم و13 في مجال الاتصالات. - فيما بلغت المشاريع التي وضع حجر الأساس لها فخامة الرئيس (62) مشروعاً منها (4) في مجال الطرقات ومشاريع في الأشغال العامة ومشروع في قطاع الكهرباء ومثله في الشباب والرياضة ومشروعين في مجال الصحة العامة والسكان، ومشروعاً في مجال الثروة السمكية وستة في كهرباء الريف ومشروعاً في المياه والصرف الصحي وخمسة في مجال مياه الريف وسبعة في مجال التربية و(15) مشروعاً في مجال الاتصالات وهذا كله يدلل وبلا أدنى شك الاهتمام المتنامي للدولة بمحافظة حضرموت.