دعا الدكتور عبدالعزير صالح بن حبتور – رئيس جامعة عدن الأمين العام المساعد لمنظمة «اليمن أولاً» إلى ضرورة تعميق التربية الوطنية في عقول النشء من طلاب المدارس والجامعات والمواطنين العاديين الذين يتعرضون لحملات تشويه وتزوير لتاريخ بلادهم.. مؤكداً أن الاختلاف في قضية معينة أو حول برنامج حزبي هو أمر مشروع، لكن لا يحق لأحد منا أن يعلن الانفصال أو يضر بمصالح المواطنين أو يقطع الطريق ويكرس ثقافة الكراهية. ورد ذلك في الكلمة التي ألقاها الدكتور عبدالعزيز صالح بن حبتور في الحفل التدشيني لفعاليات وأنشطة منتدى منظمة «اليمن أولاً» في محافظة عدن الذي عقد أمس الاثنين 14 يونيو 2010م بقاعة جامعة عدن، التي أوضح فيها أن انتقاد الدولة التي حققت انجازات كبيرة يجب أن يكون موضوعياً لا أن ننظر إلى نصف الكأس الفاضي وننسى النصف الآخر مثلاً : عندما نتحدث عن الجامعات اليمنية نتحدث عن الثغرات ولا نتكلم عن الزيادة الكبيرة في عدد الجامعات التي بنيت من قبل الحكومة بعد تحقيق الوحدة، وكم رفدت العمل بالكفاءات وحجم فوائدها على البلاد والاقتصاد.. إلخ. وتساءل الأخ رئيس جامعة عدن – الأمين العام المساعد للمنظمة: لماذا يندفع البعض إلى التدمير والفوضى وقطع الطرقات وايذاء المواطنين الأبرياء هل لدى هؤلاء هوى بذلك ؟ وهل خرق القانون والنظام سيؤدي إلى نتيجة ؟غير الاضرار بالوطن والمواطنين ومخالفة القوانين وشرع الله . وقال : نحن في الجامعة نختلف على برامجنا ونشاطنا بهدف التطوير والإصلاح وهذا شيء طبيعي ولكن لا نختلف على الوحدة والإيمان بقضية الوطن والاستقرار.. وأولئك الذين يكتبون بنشاز وتشنج ضد الوطن سوف نتعامل معهم بصدر رحب حتى يعودوا لجادة الحق.. منوهاً أن هذه ميرة لفخامة الرئيس في التعامل مع الجميع وأعلنها بعد التوقيع على اتفاقية الوحدة بالدعوة لإغلاق صفحة الماضي وعدم نكء الجراح. واستطرد الدكتور بن حبتور بالقول: إن الفتنة نائمة ولكن هناك من يريد أن يوقظها مشيراً إلى أن الأوطان لا تبنى بالفوضى والدسائس والمغالطات وسلق القضايا .. ووجه حديثه للذين يريدون نكء الجراح وتكرار مآسي الماضي بالقول : اتقوا الله في أنفسكم وأهلكم ولا تقودوا الناس إلى الدمار والحرب. وأردف الدكتور عبدالعزيز صالح بن حبتور بالتساؤل: من المستفيد من بث الفرقة والتشتت بين أبناء الوطن الواحد ؟ هل أولئك الذين يعيشون في الخارج ؟ هل هي قوى خارجية ؟ ولكن مهما كانت الجهة التي تقف وراء ذلك فإننا سنتصدى لها بكشف مخططاتها ومؤامراتها أمام الشعب ، ولهذا الهدف جاءت منظمة «اليمن أولاً» تدعو للوحدة والتماسك والحب وحمل مشروع تنويري تثقيفي سيشمل محافظات عدن ولحج وأبين يهدف لرفع راية التآخي والحب التي شرعتها الرسالة السماوية للإٍسلام قبل 1400 سنة.. وأشار إلى أن منظمة «اليمن أولاً» تسعى لايجاد ممهدات لقضية الوطن وتطوره من خلال تهيئة الفرص للاستثمار في ظروف من الاستقرار والاطمئنان بعيداً عن المكايدة السياسية والفوضى والتخريب. وأفاد الدكتور عبدالعزيز صالح بن حبتور أن منظمة «اليمن أولاً» تضم في عضويتها المواطنين اليمنيين من مختلف الطيف كأعضاء الأحزاب والمنظمات والشخصيات الاجتماعية والإعلامية وبقية الشرائح في المجتمع لأنها جاءت لأمر ملح وكبير يتطلب التقاء الجميع عند نقطة واحدة هي الوطن اليمني والأمن والأمان لليمن وما يتعرض له المجتمع من محاولات للفتنة والشقاق بين أبنائه. ووجه الأخ رئيس جامعة عدن – الأمين العام المساعد للمنظمة دعوته إلى الجميع للانخراط الطوعي في منظمة «اليمن أولاً» والمشاركة في اللجان العديدة للمنظمة التي ستشكل للجانب العلمي والمنهج التعليمي والتربية الوطنية وللقطاع النسوي وللشباب أو في الهيئة الاستشارية التي ستناقش أنشطة المنظمة في كل فصل.. مؤكداً أن أي بديل عن الوحدة هو الدمار والكارثة المحدقة والحرب. وكشف الدكتور عبدالعزيز صالح بن حبتور أن منتدى منظمة «اليمن أولاً» سيعكف خلال المدة القليلة القادمة على استكمال لجان العمل الثقافية والإعلامية والتعليمية وقطاع المرأة والهيئة الاستشارية لبلورة نشاطاتها وفعالياتها في أطر منظمة وفاعلة. وكان الدكتور عبدالعزيز صالح بن حبتور قد رحب – في مستهل حديثه – بكل الذين لبوا الدعوة من محافظات عدن ولحج وأبين من رجال أعمال وشخصيات اجتماعية وصحفية وأكاديمية وثقافية ومن قطاع المرأة وشباب وطلاب ورياضيين، وذلك للمشاركة في أول فعالية لمنظمة تتبنى حمل قضية تسمو فوق الأحزاب والتنظيمات والبرامج الخاصة للأفراد والجماعات ألا وهي قضية اليمن للمنتدى الذي سيشمل نشاطه محافظات عدن ولحج وأبين.. من جانبه القى الشيخ محمد عمر بامشموس – رئيس الغرفة التجارية والصناعية بمحافظة عدن كلمة رجال الأعمال تطرق فيها إلى معاناة اليمنيين ابان مرحلة التشطير ... مستذكراً تجربته الشخصية المريرة في الاغتراب خارج الوطن اليمني والأحلام التي كان يحملها مع كل اليمنيين في المهجر لتحقيق الوحدة بين الشطرين المقسمين.. وأوضح الشيخ بامشموس أن أبناء اليمن في دول المهجر كانوا موحدين – قبل تحقيق وحدة الأرض – في مواقفهم ومتعاونين فيما بينهم ومتآزرين وأضحوا مضرباً للأمثال في القدوة الحسنة في تجاربهم وتعاملهم وصدقهم وأمانتهم، ودينهم الإسلامي الذي حملوه معهم في كل الدول التي هاجروا إليها، وكانوا رسل سلام وخير واستطاعوا أن يؤثروا في كل الشعوب التي هاجروا إليها. وأضاف قائلاً : اليوم – قبل عشرين عاماً – تحققت أحلامنا وتحققت الوحدة ورفع علمها في عدن ، ويجب علينا جميعاً أن نحافظ عليها والتوجه نحو بناء المجتمع المتآخي السامي فوق الأحزاب والمتماسك في لحمته تأسياً بدعوة رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى عضو منه تداعى له كامل الجسد بالسهر والحمى.. وأوضح الشيخ بامشموس بأن حب الوطن والوحدة يستدعي النزول إلى المجتمع للتعريف بفوائدها الجمة ومواجهة أي سلبيات موجودة والسعي لتصحيحها كي لا تكون هناك أي فرقة بين الناس لأن التصحيح واجب في كل ما من شأنه أن يؤخر تقدم المجتمع.