سيطرت المخاوف من تجدد أعمال العنف في جنوبي قرغيزستان رغم تطمينات الحكومة المؤقتة ببدء عودة الحياة إلى طبيعتها وسط دعوات دولية وأمريكية لإجراء تحقيق مستقل، وإنهاء الأزمة الإنسانية لمليون شخص تضرروا من المواجهات العرقية بين القرغيز والأوزبك. وكان التوتر حاداً أمس في أوش ثاني مدن هذه الدولة الصغيرة في آسيا الوسطى، وسادها انتشار عسكري كثيف إثر أعمال العنف التي اندلعت قبل تسعة أيام وامتدت إلى جلال آباد موقعة ألفي قتيل، بحسب ما أعلنت رئيسة قرغيزستان الانتقالية روزا أوتونباييفا. وأعرب سكان أوش عن مخاوفهم من تجدد المواجهات، بينما أبقت قوات الجيش والشرطة على مراكز التفتيش التي أقامتها في جميع أرجاء المدينة وعند مشارف الأحياء الأوزبكية التي شهدت أعنف المواجهات. وكان الجنود يفتشون السيارات بحثاً عن أسلحة ويتثبتون من هويات ركابها، ولا تزال الطرقات إلى معظم المناطق الأوزبكية مقطوعة بواسطة جذوع أشجار وسيارات محترقة وحاويات وشاحنات وحافلات مما يمنع السلطات من الدخول إليها.. وأعلنت الرئيسة المؤقتة روزا أوتونباييفا الجمعة عزمها إزالة هذه العوائق ،مما أثار مخاوف الأوزبك الذين يتهمون الجيش بالضلوع في أعمال العنف التي استهدفتهم.. من جهته حث روبرت بليك -مساعد وزيرة الخارجية الأميركية والمبعوث الأميركي الخاص إلى آسيا الوسطى- قرغيزستان على تهيئة الظروف لعودة مئات الآلاف من اللاجئين بسلام بعدما شردهم عنف عرقي الأسبوع الماضي.