سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
تفاعل السلطة المحلية والباحثين متميز، والقطاع الخاص يتجاهل دوره في دعم البحث العلمي رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر الدولي السنوي الأول لعلوم وتكنولوجيا البيئة للجمهورية:
في إطار السعي المتواصل للمؤسسات العلمية نحو تقديم الحلول لبعض المشكلات التي يعاني منها المجتمع، تعمل جامعة إب على إعداد اللمسات الأخيرة لإقامة المؤتمر الدولي السنوي الأول بالجامعة، وهو المؤتمر المخصص لبحث ومناقشة مشكلات وقضايا البيئة..ويأتي انعقاد المؤتمر وسط ظروف وتفاعلات شديدة الحساسية على مختلف الأصعدة الوطنية والعربية والعالمية حيث تكاثفت الأصوات الداعية إلى إيلاء البيئة اهتماماً أكبر من ذي قبل نتيجة بروز الإصابات القاتلة في جسدها، وهو ما باتت معه البيئة محوراً للصراع الدولي في عالم اليوم وما مؤتمر كوبنهاجن 2009 عنا ببعيد حيث خاضت أقطاب التلوث صراعاً مريراً من أجل منع العالم من نيل حقوقه في فرض القيود على مستويات التلوث في وقت يضرب التغير المناخي باستقرار مناطق عديدة من هذا العالم.. وتأمل جامعة إب من خلال عقد هذا المؤتمر الاستفادة من مختلف الإنجازات العلمية والتجارب الدولية في معالجة مشكلات البيئة للإسهام بتقديم وصفة علاجية ووقائية لمشكلات البيئة اليمنية. ولتقديم صورة متكاملة للقارىء حرصت “الجمهورية” على محاورة الدكتور عبدالله قائد القدمي رئيس قسم الفيزياء وأستاذ النانو تكنولوجيا المساعد بجامعة إب، رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر الدولي السنوي الأول لعلوم وتكنولوجيا البيئة..وتالياً نص الحوار: مؤتمر إب 2010 •كيف ولدت فكرة المؤتمر الدولي السنوي؟ وما هي الأهداف التي يمكن أن تحققها على المستوى الجامعي والوطني؟ جامعة إب منذ فترة لم تعقد مؤتمراً دولياً بالرغم من أن الجامعة تمتلك نخبة من الباحثين المعروفين على مستوى العالم وأبحاثهم منشورة في أرقى المجلات العلمية المحكمة، ولذلك كان لابد من المبادرة إلى تنظيم مؤتمر سنوي وليس لمرة واحدة فقط.. وقد حظيت فكرة إقامة مؤتمر دولي باهتمام وتشجيع الأستاذ الدكتور عبد العزيز الشعيبي رئيس الجامعة، ومن هذا المنطلق ومع نهاية العام 2009 اجتمع في كلية العلوم خصوصاً رؤساء الأقسام العلمية مع مجموعة من الباحثين من كلية الزراعة والهندسة وبقية الكليات وتم طرح الموضوع، واتفقنا أن تكون البداية من البيئة خصوصاً في ظل التحديات القائمة والمتمثلة في شحة الموارد المائية وتلوثها وتدهور الغطاء النباتي والتلوث البيئي المستمر، وواكب ذلك التوجهات الصادقة من قبل قيادة المحافظة ممثلة بالقاضي أحمد عبد الله الحجري لإيقاف هذا التدهور البيئي والتخطيط لبناء إستراتيجية تحقق التنمية المستدامة في كل المجالات وأولها بيئة المحافظة والمحافظة على البيئة بكل مكوناتها، هذا من ناحية. . ومن ناحية أخرى فنحن ندرك أن تنظيم أول مؤتمر دولي في مدينة إب ربما لن يلقى الاهتمام والتجاوب المطلوب من حيث حجم المشاركات الوطنية والدولية ولذلك تم اختيار موضوع واسع باتساع البيئة بحيث يمكن إشراك كل الباحثين من مختلف التخصصات [علوم وزراعة وهندسة وطب وتربية وآداب وإدارة]، وتم إطلاق تسمية عامة للمؤتمر، وهي المؤتمر الدولي السنوي يأتي بعد ذلك الترتيب [الأول فالثاني]، واسم الشهرة [إب ويأتي بعد ذلك العام 2010 ثم 2011 وهكذا، بعد ذلك يأتي موضوع المؤتمر، وهذا العام سيكون موضوع المؤتمر علوم وتكنولوجيا البيئة وتمت تسميته إب 2010، بمعنى أنه سيكون هناك إب 2011 [العام القادم] ولكن بعنوان مختلف ربما سيكون بعنوان الإدارة والتنمية المستدامة أو ما شابه ذلك. 180 بحثاً مشاركاً •أين وصل مشوار الإعداد للمؤتمر الدولي لعلوم وتكنولوجيا البيئة؟ لقد قطعنا شوطاً كبيراً في التنظيم والإعداد لهذا المؤتمر منذ بداية العام 2010 حيث أطلقنا موقع المؤتمر الإلكتروني على شبكة الانترنت باللغتين العربية والانجليزية وفيه كافة المعلومات عن المؤتمر والجامعة والمحافظة واليمن ككل، كما تم فتح فترة استقبال الملخصات منذ بداية العام حتى 30 أبريل2010، وتم استقبال أكثر من أربعمائة وخمسون ملخص في محاور المؤتمر الخمسة وباللغتين العربية والإنجليزية ومن مختلف دول العالم، بعدها تولت اللجنة العلمية تحكيم الملخصات وتم اختيار ما يقارب [180] بحثاً للمشاركة موزعة بين مشارك من خارج اليمن ومشارك يمني من غير جامعة إب ومشارك من جامعة إب، بحيث تم اختيار ثمانين باحثاً من خارج اليمن [موزعة بين دول العالم المختلفة] والقائمة منشورة على الموقع الإلكتروني لمن يحب الاطلاع، بالإضافة إلى ذلك فنحن الآن في المرحلة النهائية وهى مرحلة الإعدادات النهائية لاستقبال هذا الحدث الأبرز والمتمثلة في تجهيز أدبيات المؤتمر وأماكن الاستضافة وما إلى ذلك. متفائلون بالمستقبل •وهل تلقيتم دعماً من الجهات الخاصة في البلاد؟ لم نتلقَ الدعم الذي كنا نتوقعه وننشده وهذا عائد إلى مستوى تفاعل القطاع الخاص والعام مع قضايا البحث العلمي على وجه العموم ولكن نحن مازلنا متفائلون بالمستقبل، ومن هنا أوجه رسالة شكر للصندوق الاجتماعي للتنمية الذي أخد زمام المبادرة والريادة بدعم كافة أدبيات ومطبوعات المؤتمر بمبلغ خمسة عشر ألف دولار، وكذلك الخطوط الجوية اليمنية التي من المتوقع أن تدعم المؤتمر بتذاكر سفر لكبار العلماء وتخفيض كبير للمشاركين المسافرين عبر اليمنية، والشكر الأول والأخير للأستاذ الدكتور عبدالعزيز الشعيبي رئيس الجامعة الراعي الأول للمبادرة والداعم الرئيسي للمؤتمر. الاعتذار لأكثر من مئة •ما مستوى التفاعل الأكاديمي مع فكرة المؤتمر على المستوى الوطني والعربي والعالمي؟ مستوى التفاعل رائع، بل وأكثر من رائع ويعكس ذلك حجم المشاركات الواردة، وتجدر الإشارة إلى أنه وصل أكثر من مئة مشارك لكن بعد انتهاء فترة استقبال الملخصات واضطررنا للاعتذار لهم. أهداف المؤتمر •ما هي أهداف المؤتمر الدولي لعلوم وتكنولوجيا البيئة بجامعة إب؟ أهداف المؤتمر وضعت منذ الوهلة الأولى وتتمثل في: مناقشة معوقات التنمية المستدامة للموارد البيئية في اليمن وخاصة في محافظة إب.. وكذا تبادل الرؤى والأفكار والخبرات بين العلماء والباحثين حول السلامة البيئية المنشودة.. والتوصل إلى أساليب التغلب على التحديات القائمة في مجال البيئة بمواردها المختلفة.. والخروج بتوصيات علمية لصناع القرار من أجل تنمية بيئية مستدامة.. وبلورة آليات لتعميم ونشر ثقافة الحفاظ على البيئة والممارسات الصديقة لها.. وإبراز المهارات البحثية لأعضاء هيئة التدريس في جامعة إب والجامعات اليمنية الأخرى وإتاحة الفرصة لهم لعرض خلاصة أبحاثهم في مجال علوم وتكنولوجيا البيئة وصقل مواهبهم وخبراتهم في تنظيم المؤتمرات العالمية. قضايا بيئية كبرى •ما هي أبرز المحاور والقضايا التي سيناقشها المشاركون في المؤتمر؟ أبرز المحاور والقضايا التي ستناقش على مدى ثلاثة أيام هي: المحور الأول: الموارد الزراعية والمائية ودورها في إحداث التنمية البيئية المستدامة، المحور الثاني: الملوثات البيئية “المشاكل والحلول”، المحور الثالث: الإدارة والتكنولوجيا ودورهما في تنمية الموارد البيئية واستدامتها، المحور الرابع: الصحة العامة لأفراد المجتمع وعلاقتها بسلامة الموارد البيئية، المحور الخامس: الوعي البيئي وحماية البيئة في التشريع والموروث الشعبي. تفاني منقطع النظير •ما هو تقييمك لمستوى أداء اللجنة التحضيرية للمؤتمر حتى اللحظة؟ مستوى أداء اللجنة التحضيرية رائع وبكل معنى الكلمة وحقيقة يجب أن أنوه هنا إلى أن عمل اللجنة التحضيرية هو عمل طوعي ومرهق في نفس الوقت، ومع ذلك فالجميع متفاعل ومتفان في سبيل إنجاح مستوى التحضير، وتجدر الإشارة إلى أن أعضاء اللجنة كلهم متميزون ولديهم خبرة غير عادية في مجال التنظيم والإدارة والترتيب والإعداد وكلهم حضروا وشاركوا في مؤتمرات دولية وعالمية ويعرفون ماذا يفعلون. تفاعل متميز •ما هو مستوى تفاعل قيادة السلطة المحلية مع اللجنة التحضيرية للمؤتمر؟ مستوى تفاعل قيادة السلطة المحلية متميز، وعلى رأسهم محافظ المحافظة الذي اجتمعنا به أكثر من مرة وزارنا إلى الجامعة أكثر من مرة في هذا الخصوص، ومستوى التنسيق أيضاً متميز، ولدى قيادة السلطة المحلية تقارير كاملة عن كل جديد بخصوص المؤتمر، ونستطيع أن نقول إن المحافظة بشكل عام ومدينة إب على وجه الخصوص تستعد لاستقبال المؤتمر باعتباره حدثاً علمياً وسياحياً يتواكب مع فعاليات المهرجان السياحي السنوي. التوثيق الأكاديمي •هل وضعتم خطة شاملة لانجاز مهمة التوثيق بالصورة والصوت والنص المطبوع لأدبيات وفعاليات المؤتمر؟ وهل تم إقرار خطة التغطية الإعلامية لفعاليات المؤتمر؟ وهل سيتم تخصيص نافذة للبث المباشر لوقائع المؤتمر عبر الموقع الإلكتروني لجامعة إب على شبكة الانترنت؟ التغطية الإعلامية مواكبة للتحضير منذ الوهلة الأولى، وقد قمنا بإطلاق موقع خاص بالمؤتمر على شبكة الانترنت منذ بداية عام2010 ويحمل تفاصيل المؤتمر كلها، أما التغطية الصحفية أيضا لا بأس بها، وهذه المقابلة هي إحدى هذه التغطيات والفضل يعود إلى الإدراك والتعاون بين الصحافة والجامعة في سبيل تحقيق التنمية المستدامة، أما بالنسبة للتوثيق فسيقوم بهذه المهمة كل من الإدارة العامة للإعلام الجامعي وإدارة التوثيق الإعلامي، وكافة أدبيات المؤتمر ومطبوعاته ستكون موثقة أيضاً على شكل أقراص مضغوطة، أما التغطية التلفزيونية فسيتم توفيرها خلال أيام المؤتمر وسيتم تغطية الأخبار عن طريق موقع المؤتمر وموقع الجامعة الإلكتروني. النشر الإلكتروني •هل سيتم نشر أبحاث المؤتمر الكترونياً وورقياً عقب انتهاء أعمال المؤتمر؟ نعم سيتم نشر الأبحاث إلكترونياً بعد تحكيمها، بعد انتهاء المؤتمر، وسيتم نشر الأبحاث المقبولة بعد التحكيم في إصدار خاص لمجلة الباحث الجامعي التي تصدرها جامعة إب،وستتم طباعة العدد لاحقاً وسنرسل الأعداد لكل المشاركين عبر البريد العادي، أما أثناء أعمال المؤتمر فسيتم إصدار ما يسمى بكتاب الملخصات فقط كما هو معمول به في معظم المؤتمرات الدولية. دعم مراكز البحث العلمي •ما هي الصعوبات والعوائق التي تواجهكم لدى عملكم في اللجنة التحضيرية للمؤتمر ؟ أهم الصعوبات والعوائق هي الدعم المالي حيث وكما أشرت سابقاً تم مراسلة معظم الشركات والمؤسسات الوطنية الرائدة والتي معظمها تساهم بشكل أو بآخر في إحداث التلوث البيئي والتي من المفروض أن تبادر إلى دعم البحث العلمي والمؤتمرات في مجال حماية البيئة وإيقاف النزيف البيئي المستمر، بل ويجب أن يتعدى ذلك إلى دعم مراكز البحث العلمي بالأجهزة والمعدات اللازمة لعملية البحث العلمي كجزء من أخلاقيات العمل والتزامات المؤسسات المختلفة أمام البيئة, لم يكن التجاوب كما كنا نتوقع أو نأمل, لكن نحن ماضون قدماً وسنقيم المؤتمر في موعده المحدد وبإمكانياتنا المتواضعة ونعد بأن يكون المؤتمر على أرقى مستويات التنظيم والإعداد والإدارة بإذن الله تعالى.