«القلب والصدر»أهميتها بالغة في أي جسد .. و(كليهما) كانا يمثلان للمستشفى الجمهوري كل الجسد .. بهما اشتهر وذاع صيته .. وحج إليه المرضى من كل الأرجاء .. واليوم يشهد هذا المستشفى انتعاش (قسم) .. وانتكاس (آخر) .. ترى ما أسباب ذلك ..؟؟ القطط السمان دخلت باحة قسم الصدر .. الواسعة .. هناك في أعلى المستشفى الجمهوري حيث الأشجار الوارفة الظلال .. والانسام العليلة التي سرت في أعماق أعماقي طرية نقية خالية من أدران الهواء .. ياله من مكان رائع أختير بعناية فائقة ليشفي بكل سهولة ويسر صدر كل عليل. في الجوانب ثمة غرف واسعة لاشيء فيها غير أسرة فارغة هدها الصمت تشكو الوحدة بكل تفاصيلها فيما الأقسام الأخرى والمهمة بلغة اليوم الطبية مكتظة حد التخمة لاشيء فيها شاغر سوى أسفل الأسرة أما الفائض من المرضى الذين يتواردون يومياً فعليهم السلام .. بينما هذا الفراغ الهائل فله القطط السمان تجي وتروح فيه بحرية مطلقة وكأنها المرحلة الأولى لوفود الأشباح. مفارقة عجيبة اليس كذلك .. والمفارقة الأكثر عجباً ان هذا القسم ومن يوم وضع لبنته الأولى الطبيب الفرنسي الأشهر (أندريه) كان الأكثر اكتظاظاً ببشر وجاءوا من كل اليمن والأكثر عناية بخدمات لم تكن تقدم إلا في البلدان المتقدمة والأكثر والأكثر. نظرة مختلفة يقول الدكتور – أحمد صالح .. آخر الأطباء الذين تولوا رئاسة قسم الصدر في المستشفى الجمهوري والمتقاعد منذ عامين .. دون أيجاد بديل يخلفه في ذات المهام التخصصية .. يقول ان النظرة بشكل عام تغيرت صحياً ومادياً تجاه مرضى الصدر (السل والتيبي) .. وهي نظرة حسب وصفه ايجابية واقتصادية .. ودليله انه من المستحيل استقبال كل الحالات المرضية وحصرها في مبنى محدود خاصة وان آخر إحصائية في هذا الجانب أثبتت أن إجمالي مرضى الصدر في بلادنا حوالي (800.000) حالة. وأضاف الدكتور صالح : إن كافة الاحترازات الصحية أثبتت سهولة معالجة مرضى الصدر (السل والتيبي) منزلياً مع الأخذ بالاحتياطات اللازمة والمراجعة الدورية والمستمرة للمراكز الصحية والمتخصصة في ذات الجانب والتي أضحت اليوم منتشرة في جميع المناطق والتي بسببها كانت معظم الحالات تأتينا وقد تجاوزت مرحلة الخطر وبالنسبة للأمراض الصدرية الأخرى مثل الالتهابات الرؤية أفصح الدكتور صالح عن إمكانية معالجتها في أقسام الباطنية. جراحة الصدر لحظتها بادرت بسؤاله .. هل هذا يعني انه لا داعي لوجود قسم الصدر في المستشفى الجمهوري ؟ فأجاب بنبرة واثقة أنه من كلامه السابق لا يقصد هذا المعنى ولكنه يدعو إلى تطوير القسم عبر (جراحة الصدر) وعلاج الحالات الخطيرة والسيئة التي وصلت إلى مرحلة الخطورة واستعصى علاجها عبر المراكز المتخصصة وبالنسبة للمعضلة القائمة بعدم وجود كادر متخصص للأمراض الصدرية في المستشفى الجمهوري قال الدكتور صالح أنه سبق وان طلب من الإدارة السابقة توفير خمسة أطباء كي يقوم بتدريبهم دون فائدة .. موضحاً في ذات السياق ان الإدارة السابقة طلبت التعاقد معه براتب _15.000 ريال إلا أنه رفض الطلب وآثر البقاء في عيادته المجاورة للمستشفى لأن الراتب السابق ضئيل جداً ولن يفي حتى بتكاليف المواصلات. أحسن حالاً بالنسبة لقسم القلب التخصص الثاني الذي اشتهر به المستشفى .. فحاله أحسن بكثير من قسم الصدر رغم عدم وجود مبنى متكامل يضم جناحاته المختلفة فقد بادرت وزارة الصحة بهدم المبنى القديم وأسست مكانه مبنى حديث من خمسة أدوار هو الآن قد شيد هيكلاً وتلبيساً ولا تنقصه سوى التشطيبات الأخيرة، حيث سيكون مستقبلاً مركزاً للقلب الحديث وفق أحسن المعدات وأشهرها. وبالنسبة للبدايات الأولى لقسم القلب في المستشفى الجمهوري فقد وضع لبناتها الأولى الدكتور الفرنسي الذائع الصيت (أندريه) هكذا قيل لي ليأتي بعده الدكتور الفرنسي يانس .. الذي زار المستشفى في العام 1971م واستمر يمد هذا القسم باستشارته وهو للعلم لايزال حتى اليوم يتردد لزيارة المستشفى وذلك من خلال ترأسه للبعثة الطبية الفرنسية التي تأتي إلى اليمن كل ثلاثة أشهر .. أما فيما يخص مركز القلب والعناية المركزة والقسطرة فقد أسست في العام 2004م. اعطونا أولاً قبل ان الج بوابة المستشفى الجمهوري .. انقادت إلى مسامعي تشكوى أو تذمر من أن جهاز الايكو التابع لقسم القلب لا يستقبل جميع الحالات المرضية المراد فحصها أو بمعنى أصح _ تعود أغلب الحالات قبل ان يتم فحصها بحجة انتهاء الدوام الرسمي وكان السؤال الذي طرحه التذمر ذاك .. لماذا لا يعمل جهاز الا يكون في وقت إضافي بعد الظهر؟ وأنا في عمق المستشفى اغوص في تفاصيل هذه الإشكالية صادفت مجموعة من أطباء قسم القلب العاملين في ذات الجهاز .. وعلامات التذمر الشديد بادية على ملامحهم ليس من إدارة المستشفى المستجدة ولكن من مركزية مكتب مالية محافظة تعز الشديدة التي هي أصلاً سبب هذه القضية كاشفين في ذات الوقت استعدادهم للحضور في وقت إضافي للعمل فوق جهاز الايكو إذا ما استلموا مستحقاتهم المالية أولاً بأول. جهاز الايكو! لتوي توجهت صوب الدكتور محمد عبدالله فاضل – رئيس قسم القلب والعناية المركزة للاطلاع عن كثب على تفاصيل هاتين الإشكاليتين ؟! فجهاز الايكو حد وصفه متوقف عن العمل فترة بعد الظهر الإضافية وذلك خلال الثلاثة الأسابيع الماضية إلا إذا اقتضت الحاجة وذلك بعد ان بقي ولمدة شهرين متواليين يعمل على ذات المنوال المسائي وبصورة يومية دون توقف معلناً تضامنه مع زملائه الأطباء الذين يعملون على الجهاز متسائلاً بنبرة حادة : لا يعقل ان يستمر هؤلاء الأطباء قرابة الأربعة الأشهر الماضية دون ان تصرف لهم أي مستحقات تذكر. د- فاضل اطلعني بعد ذلك على رسوم الفحص على جهاز الايكو واصفاً اياها بالرخيصة فهي لا تتجاوز ال2000 ريال فيما يخص الفترة الصباحية وفيما يخص الفترة المسائية – بعد الظهر فهي 3200 ريال وبتخفيض يصل نحو 50 % عن تكلفة الفحص في المستشفيات الأخرى .. موضحاً ان هذه الزيادة تجتزأ أصلا لصالح الأطباء العاملين على الجهاز في ذلك الوقت الإضافي 1000 للطبيب و200 للممرضة المناوبة وبالنسبة لعمل هؤلاء الأطباء أفصح د- فاضل ان بعضهم يمارسون عملهم فوق الجهاز بالخبرة فيما الجزء الآخر اخذوا دورات متخصصة في هذا الجانب في العاصمة صنعاء. العناية المركزة أما جناح العناية المركز التابع لذات القسم فهو معد وفق أحسن التجهيزات الحديثة وتحت إشراف كادر ماهر ومتخصص مشهود له بالكفاءة والخبرة الطويلة .. يعرفنا الدكتور فاضل عن خدمات العناية التي هي كما يصف محصورة على الحالات القلبية الحرجة. وفيما يخص المستجد الأهم مبنى القلب الجديد (القسطرة) فقد أكد الدكتور فاضل ان هذا المركز لن يعمل على المستوى المطلوب إلا إذا توفرت الكوادر المؤهلة لأن الأخصائيين لديهم في حالة زحام شديد ويعملون فوق طاقتهم. كاشفاً في ذات الوقت عن كلام يتردد بأن المركز الجديد سيعمل تحت إشراف فريق أردني متكامل وذلك نظراً لشحة الكوادرلديهم . أفضل جهاز من جهته قال الدكتور زكريا أحمد الشيباني أن هذا المبنى الحديث سيكون مركزاً للقلب وانهم الآن بصدد إجراء من (15) إلى (20) عملية تشخيصية للقسطرة القلبية بالتوأمة مع هيئة مستشفى الثورة العام بصنعاء. وبالنسبة لجهاز الايكو قال الدكتور الشيباني ان لديهم أفضل جهاز ايكو داخل محافظة تعز .. منوهاً إلى الإشكالية القائمة فيما يخص عرقلة المالية لأجور العاميلن .. ستحل قريباً وستعود المياه إلى مجاريها.