سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
رفوف ذاكرة مهملة المكتبة السلطانية بالمكلا والتي شيدت قبل 69 عاماً كأول مكتبة أهلية في بلادنا تعاني من غياب موازنة مالية مستقلة وتعتمد على التبرعات والإصدارات التشجيعية
لعبت المكتبة السلطانية في المكلا دوراً مهماً في مسار النشاط الثقافي بمحافظة حضرموت فقد مثلت منذ تأسيسها عام (1925)م ملاذاً للمثقفين والباحثين في شتى مجالات العلوم والمعارف ، وبعد أن تجاوزت المكتبة حقب من الأزمنة الصعبة أصبحت المكتبة السلطانية إحدى المعالم التراثية والثقافية التي تتباهى بها محافظة حضرموت. من المهد بدأت المكتبة رسالتها من القصر السلطاني في عهد السلطان عمر بن عوض القعيطي قبل أن تنقل في العام (1941)م إلى مقرها الحالي الواقع شرق سوق النساء المشهور بمدينة المكلا حيث أنشأ السلطان صالح بن غالب القعيطي مقراً خاصاً للمكتبة وأهدى لها معظم كتبه الخاصة بما فيها كتب باللغتين الإنجليزية والأوردية. إنصافاً للتاريخ وعندما استقل جنوب الوطن من الاحتلال البريطاني وتم طرد السلطنة القعيطية من محافظة حضرموت قامت السلطات بتغيير اسم المكتبة السلطانية إلى مكتبة الشعب واستخدمت المكتبة مقراً لعقد الاجتماعات الرسمية وظلت على هذه الحال إلى أن قامت الوحدة اليمنية في (22)مايو (1990)م حيث تمت إعادة الاسم الأصلي للمكتبة عرفاناً بالدور المتنور الذي لعبته السلطنة القعيطية خلال فترة حكمها في محافظة حضرموت والتي شهدت فيها المكلا نهوضاً ثقافياً واجتماعياً. محتويات تحتوي المكتبة السلطانية حالياً على (14) ألف مؤلف في مختلف المجالات العلمية والإنسانية بالإضافة إلى الموسوعات والقواميس ،وبإمكان الزائر ان يبحر في عوالم من المعارف في مجالات الأدب والطب والتاريخ والفيزياء وغير ذلك من الكتب التي تتخذ وضعاً منتظماً بتسلسل دقيق بين أرفف الأشلاف الحديدية وتصنيف يثير شهية القراء.. والشيء الوحيد الذي تفتقر له المكتبة هو وجود أي دراسات أو منشورات تتحدث عن تاريخ المكتبة ودورها وبحسب مسئول المكتبة (الكمية نفذت) مما يجعل مكانة المكتبة وتاريخها أمراً مجهولاً بالنسبة للزوار وهي مسألة لاتليق مع مكانة المكتبة وأهميتها السياحية والثقافية. للقراءة والسياحة تستقبل المكتبة الكثير من الزوار يومياً بين قراء و سياح ،حيث أصبحت المكتبة التي تجاوزت الأزمنة معلماً سياحياً بارزاً كان في يوم من الأيام مقصداً لعدد من الشخصيات الرائدة في مجالات الفنون والأدب الذين أنجبتهم محافظة حضرموت. هموم الكتب تعاني المكتبة السلطانية من جملة مشاكل وأوجاع لا توصف في كتاب ولا يستوعبها قاموس السلطة المحلية بمحافظة حضرموت بحكم أن المكتبة أهلية وليست رسمية، الأخ عبدالله عمر السكوتي مسئول المكتبة تحدث عن المشاكل والاحتياجات قائلاً: نحن نعاني من مشاكل مالية تتمثل بغياب موازنة مستقلة للمكتبة نستطيع من خلالها إدارة شؤون المكتبة وتوفير المراجع والكتب الحديثة التي لاتستغني عنها أي مكتبة .ونحن نأمل من السلطات المحلية أن تهتم بوضع المكتبة. التبرعات وحول المصادر التي تعتمد عليها المكتبة بصفتها مكتبة أهلية غير تابعة لأحد للاستمرار في مزاولة عملها قال السكوتي: المكتبة تعتمد على التبرعات والإصدارات التشجيعية التي تأتي عبر الجهات الحكومية. من الأعضاء لكي تواصل المكتبة السلطانية في أداء رسالتها تم فرض مبالغ زهيدة على الأعضاء فيها وبهذا الخصوص يقول عمر السكوتي: يقوم العضو في المكتبة بدفع رسوم اشتراك سنوية قدرها (300) ريال مقابل استخدام الكتب وهي المبالغ الوحيدة التي نستفيد منها لصيانة الكتب. رسالة بيضاء الكتب صامتة لاتأكل ولا تشرب لكنها تعلمنا كل شيء ولا تطلب إلا القليل من الاحترام بين جدران أول مكتبة أهلية شيدت قبل (69)عاماً لتنهض بأعباء التنوير لعامة الشعب والتي تحتاج هي الأخرى لبعض الاحتفاء من قبل السلطات المحلية بمحافظة حضرموت على اعتبار أن المكتبة السلطانية في مدينة المكلا معلم نادر ولا يتكرر كثيراً في بلادنا.