ابتسم كلمة جميلة أخاذة معجبة مطربة...وكيف لا يبتسم المسلم وقد رضي بالله رباً وبالإسلام ديناً وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبياً؟! كيف لا يبتسم وقد أنبت له حدائق ذات بهجة ورياضاً خضراء. فيها كل زوج بهيج، وخمائل مائسة بالحسن، وجعل له سفوحاً هائمة بالجمال. كيف لا يبتسم وقد أوجد الله له نجوماً زاهرة وبحاراً زاخرة وأرضاً ذات فجاج وكواكب في أبراج؟! كيف لا يبتسم، والطير يشدو والحمام يغرد والشمس تشرق والقمر يبهر والصباح أقبل في حلة من النور والغيث هل في معطف من السحب؟! رق النسيم، وشذا الورق، وغنا العندليب، وفاح الأقحوان، وتمايل الريحان، وتمتم الماء بين الروابي يتلو آيات الحب ويقص سور الجمال. ولا ضير على بعض الكتاب إذ جعل الابتسامة دليلاً على حضارات الشعوب ومرآة راقية وأمارة ظاهرة تعكس المستوى اللائق لتفكيره وسجل أخلاقه الكريمة. الابتسامة من أقوى الأسباب التي تدفع الإنسان ليكون أكثر فاعلية وإنتاجاً وقد وصف عدد من العلماء الضحك بأنه اختلاجات عقلية تستهلك الكميات الفائضة من التوتر. الابتسامة بلسم للروح ودواء للنفس ، وراحة للخاطر المكدود بعد الجهد والعمل. الابتسامة فن من فنون الحياة لا يرغب الكثير أن يتعلمه رغم سهولته ويسره. الابتسامة تتيح للإنسان مواصلة عمله بروح معنوية مرتفعة وفي حيوية ونشاط. الابتسامة تحية صامتة. الشخصية الباسمة أقرب إلى النجاح من غيرها إذ تستطيع بسهولة غزو قلوب الآخرين. وهيا بنا نقم بأفضل تمرين رياضي لأشرف مكان في جسدك وهو الضحك «الابتسامة» إذ إننا عندما نبتسم فإننا نحرك ثلاث عشرة عضلة من عضلات الوجه. وقد ثبت أن المبتسمين بكثرة أقل الناس تعرضاً لتعرجات تقاسيم الوجه التي سببها الهرم. إن انقباض الوجه، والعبوس والاشمئزاز أحذرك منها وأنصحك بمحوها من قاموس حياتك. وكانت العرب تمدح ضحوك السن، وتجعله من عظيم مآثر المرء وكريم سجاياه وسخاوة طبعه ونداوة خاطره: ضحوك السن يطرب للعطايا ويفرح إن تعرض بالسؤال