ذات مرة سألت الأخ مدير فرع المؤسسة العامة للكهرباء بتعز عن صحة مايقال بأن مصنع اسمنت البرح يستهلك أكثر من نصف استهلاك محافظة تعز فأجاب المهندس غازي أحمد سعيد: نعم, ولكن ذلك لا يعني أن حصة المصنع من ضمن حصة كهرباء المحافظة ومنذ ذلك اليوم وحتى وصولي مديرية مقبنة لإعداد هذا الملف الصحفي وأنا أتحرق شوقاً لسبر أغوار المصنع الهائل الدائرة حوله أكثر من علامة استفهام. حصة للنظافة ارتأى مدير عام المصنع أن ألتقي بنائبه الأخ منصور أحمد الصراري بعد أن استقبلنا بلطف في مكتبه توجه بمعيتي اثنان من أبناء المديرية إلى مكتب الأخ منصور الصراري أبيض الشعر والقلب أيضاً.. حال وصولنا والتحاور معه.. قال في البدء: لم يمض لي هنا في المصنع سوى أربعة أشهر ولكن لا بأس.. هات أسئلتك.. قلت: مدير عام المجلس المحلي في مديرية مقبنة قال بأن ال(3) ريالات مقدار الدعم المقدم من المصنع للمديرية ضئيل وبالكاد يلبي نفقات ورواتب عمال النظافة بالمديرية في حين تذهب “7” ريالات من بيع كل كيس اسمنت إلى صندوق تحسين مدينة تعز، إضافة إلى أن مواطني المناطق القريبة من المصنع يحسدون جيران مصنع اسمنت عمران! يوجد تعاون بين المصنع والمجلس المحلي في مديرية مقبنة في كافة المجالات والمشاريع اجتماعياً وثقافياً وتنموياً وتربوياً. تعويض عن الأضرار شكا سكان القرى والعزل المحيطة بالمصنع بمسافة تزيد عن “10” كيلو مترات تأذيهم من عوادم المصنع والغبار المتصاعد في الأفق الناتج عن التكسير في محاجر المصنع إضافة إلى تضرر حوالي “8” منازل قريبة من محاجر المصنع من جراء التفجير.. فكيف تحدون من ذلك؟ المصنع مزود بفلترات كهربائية وقماشية في مختلف المواقع وهذا يسهم في حفظ الانبعاثات الغازية والغبار إلى الحد الأدنى المسموح به عالمياً ولا صحة لما يشاع بأن الفلاتر نزعت لأنه إذا صح ذلك لشوهد بمجرد النظر إليه ولتضرر من في المصنع قبل غيرهم في الخارج. أما أصحاب تلك المنازل القريبة من المحجر فالمصنع في سبيل تعويضهم ليتركوا منازلهم ويبنوا بعيداً غير أن مبالغ التعويض هي مكمن التأخير. وماذا بشأن تعويض الأهالي الواقعة أراضيهم ضمن مساحة المصنع ومحاجره؟ اعفني من هذا السؤال. طموح إنتاجي بعد ذلك انتقلنا بدفة الحوار مع نائب مدير عام المصنع إلى منحى آخر متصل بالمصنع ذاته.. ^^.. كم القوة البشرية لديكم وهل من احتياج في الكادر؟ وكم الطاقة الإنتاجية؟ الطاقة الإنتاجية “500000” كيس يومياً. أما القوة البشرية فلا بأس بها فهي كافية ولسنا بحاجة إلى المزيد وإنما هناك مستقبلاً مشروع توسعة للمصنع بطاقة إنتاجية مليون طن سنوياً في حينها سيكون الاحتياج كبيرا للكادر الفني والمهني والإداري وسيتم تغطية السوق المحلي بالاسمنت العادي والمقاوم للأملاح وأيضاً سيتم التصدير لدور الجوار. التدريب والتأهيل ^^.. كيف يتلقى العمال والفنيون في المصنع المهارات والتدريب؟ لدينا في المصنع مركز لتدريب وتأهيل العاملين من خلال دورات داخلية بالمصنع أو خارجية لرفع المهارات من ناحية ولخفض التكاليف في سبيل تحقيق معدلات إنتاجية أفضل وأعلى وبتمويل ذاتي كما يتم الاستفادة من دعم صندوق تنمية المهارات في هذا الجانب. تأمين صحي ماهي الميزات التي يحصل عليها العاملون في المصنع خاصة المعرضين لمخاطر صحية؟ يتمتع عمال المصنع وموظفوه برعاية طبية شاملة من خلال وجود لائحة طبية تأمن للموظف وأسرته من الدرجة الأولى الرعاية الطبية اللازمة من خلال تعاقد المصنع مع كثير من المستشفيات الخاصة والعامة وإن تطلب الأمر يتم علاجهم في الخارج بما يواكب اللوائح القانونية، إضافة إلى وجود تأمين شامل على الحياة والسلامة الجسدية أثناء العمل أو خارجه بما في ذلك الوفاة الطبيعية أو الوفاة بحادث فعلى سبيل المثال لا الحصر نعوض أسرة المتوفى من عمال المصنع بحادث في مقر عمله أو خارجه بمبلغ “2” مليون ريال، أما الوفاة الطبيعية فنعوض الأسرة بمبلغ مليون ريال ناهيكم عن العجز وفقدان الأجر في حالة الإصابة التي تضاهي مبلغ الوفاة، إضافة إلى تحمل المصنع تكاليف علاج أصحاب الأمراض المزمنة وتوزيع الحليب يومياً على العاملين بالجانب الفني والإنتاجي. لا أدري لماذا أغفل نائب مدير عام المصنع إضافة ال(200) وحدة سكنية إلى الميزات التي يحضى بها بعض عمال أو مهندسوا المصنع والتي بنيت بأحدث مواصفات المدن السكنية وموقعها في الجهة المقابلة للمصنع. قفلة تركنا إدارة مصنع اسمنت البرح وتوجهنا إلى الجبال التي تعتليه والواقعة ضمن مساحة محاجر المصنع لنرى كيف غدت الجبال أخاديد من جراء قهر البارود لكبريائها ومايجدر وصفه ونقل تفاصيله أثناء صعودنا إلى محاجر المصنع كيف يقضي ملاك الأرض الزراعية والمراعي وسط مساحة المصنع أيامهم وكيف يمارسون نشاطهم فوحدهم من يسمح حارس بوابة المصنع لعبورهم إلى حقولهم ومنازلهم المعتلية تلك المحاجر المتفجرة ووحدهم من يلتفون من الخلف صوب الماء والعشب والمسكن، فلقد تكيفوا مع هذه الأوضاع الحتمية، لاسيما ووظائف بعض أبنائهم في المصنع إضافة إلى المساعدات التي يتلقونها لقد انصهروا إذاً في تكوينة المصنع الذي ويكبر ويكبر وتكبر معه أحلامهم بالتعويض ما استطاعوا إلى ذلك سبيلا وليسوا وحدهم هؤلاء بل أعيان المديرية ومشائخها ومن حولهم يرون التعويض والعون نصب أعينهم والمدينة كذلك لاتقرأه إلا ملتهماً للوقود من الكهرباء وعداداً للنقود لاينبغي عليه أن يعطب! مدير مشروع النظافة في مديرية مقبنة: حصة المشروع من مبيعات مصنع اسمنت البرح قليلة وقيادة محلي المديرية لهم صلاحيات الصرف لعل من الصعوبة بمكان توزيع عمال النظافة في مديرية مقبنة على “ 27” عزلة تتباعد فيما بينها الأغلبية ووعورة الطريق أيضاً تحول دون التواصل فيما بينها بيسر خاصة وأطراف المديرية تبدأ من حدود مديرية التعزية شرقاً وحتى مشارف مديرية حيس غرباً ومن جبل حبشي جنوباً وحتى شرعب شمالاً، ولذلك فقد استحال وصول آليات وعمال النظافة إلى ال “ 27” عزلة فاقتصر نشاطهم إذاًَ على التجمعات والأسواق الحيوية الواقعة على الطريق الإسفلتي الرئيس الرابط بين محافظتي تعز والحديدة وخلال استطلاعنا لنشاط تلك المراكز المستحوذة على مجمل نشاط مشروع النظافة بالمديرية لاحظنا قاسماً مشتركاً بين سوقي مدينتي هجدة والبرح، يتجلى ذلك بحجم المسئولية الثقيلة الملقاة على عاتق منتسبي نظافة المديرية ال”27” وآلياتهم الثلاث المخصصة لنقل مخلفات الباعة الذين يتركون مساحات خالية وراء ظهورهم في سبيل الاقتراب قدر ما يستطيعون من المركبات المارة من وإلى تعز والحديدة أو إلى خارج الوطن المملكة العربية السعودية. أنا كوز بطاقة يقول الأخ نبيل محمد ثابت الرامي مدير مشروع النظافة بمديرية مقبنة:ليس فينا موظف واحد رسمي أي مسكن وظيفياً والعبء ثقيل جداً ورواتب لا تتناسب مع حجم العمل المنوط بنا فالمرتبات زهيدة والمكافآت والحوافز من موازنة الصندوق المخصصة للمديرية وحدنا نحن لا نستفيد منها.. فإذا كنت أنا “ عاقلهم” يقصد مديرهم أستلم فقط “17.000” ريال فقط وقس ذلك على من هم أدنى مني. سألنا مدير مشروع نظافة مقبنة: سمعنا أن لدى مشروع النظافة في مقبنة حصة “3” ريالات من كل قيمة كيس أسمنت .. أين تذهب ولماذا لاتواجهون. ما ينقصكم من تلك الحصة؟ فأجاب: مدير عام المديرية والأمين العام وحدهم من بصرف أي مبلغ شهري من تلك النسبة. ووحده يتدخل بكل صغيرة وكبيرة: ليش هذا البترول؟ ليش هذا الديزل ليش هذا الحافز؟ بصراحة طرحونا مدير “ كوز بطاقة” والأمين العام هو الكل بالكل!