عن عائشة رضي الله عنها، أن النبي صلى الله عليه وسلم اكتحل في رمضان وهو صائم. رواه ابن ماجة بإسناد ضعيف، وقال الترمذي : لا يصح في هذا الباب شيء وصححه الألباني. مايؤخذ من الحديث : جواز الكحل للصائم، وأنه لا يفطر، ويشهد لذلك أنه لم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم نهي عن الكحل، كما أنه ليس بمعنى الأكل و الشرب، كما أن قاعدة استصحاب البراءة الأصلية تشهد لذلك، كما أن العين ليست بمنفذ معتاد للغذاء. قال شيخ الإسلام ابن تيمية : “وأما الكحل.. فهذا مما تنازع فيه أهل العلم.. والأظهر أنه لا يفطر بشيء من ذلك، فإن الصيام من دين المسلمين الذي يحتاج إلى معرفته الخاص والعام، فلو كانت هذه الأمور مما حرمها الله ورسوله في الصيام، ويفسد الصيام بها لكان هذا مما يجب على الرسول بيانه، ولو ذكر ذلك لعلمه الصحابة، وبلغوه للأمة كما بلغوا سائر شرعه. فلما لم ينقل أحد من أهل العلم عن النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك، لا حديثاً صحيحاً ولا ضعيفاً، ومسنداً، ولا مرسلاً علم أنه لم يذكر شيئاً من ذلك، والحديث المروي في الكحل ضعيف”. قلت : ولكن حديث عائشة صححه الشيخ الألباني كما مر. قال الشيخ ابن عثيمين: “ وظاهر عمومه يقتضي أنه لا يفطر الصائم ولو وصل إلى حلقه، وقال في الشرح الممتع : “ وماذهب إليه ابن تيمية هو الصحيح ولو وجد الإنسان طعمه في حلقه، وبناء على ما اختاره شيخ الإسلام لو أنه قطر في عينه وهو صائم، فوجد الطعم في حلقه، فإنه لا يفطر بذلك”. فوائد متفرقة : -مشروعية الاكتحال للرجال، وردت نصوص أخرى تشهد لذلك، أذكر منها : عن جابر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : “ عليكم بالإثمد عند النوم، فإنه يجلو البصر وينبت الشعر”. - عن علي رضي الله عنه أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال : “ عليكم بالإثمد، فإنه منبتة للشعر، مذهبة للقذى، مصفاة للبصر”، وقال ابن قدامة في المغني: “ويستحب أن يكتحل وتراً..” -مشروعية التداوي، لان الكحل كما يستخدم للزينة عند النساء، فإنه كذلك يستخدم للتطيب.