الحياة العصرية تزخر بالضغوط البيئية المتنوعة، مثلاً المهنية والاجتماعية والأكاديمية والأسرية والزوجية،وكلما كانت الحياة أكثر تقدماً ورقياً،كلما ازدادت هذه الضغوط، وبالتالي كلما كانت الحياة بسيطة ومتوافرة ولا يستدعي تحقيقها الكثير من العنت البدني أو العقلي أو التنافس الشديد.. لذلك أحياناً نجد أن الضغوط النفسية تعكر صفو الحياة الزوجية وتجعل من البيت الأسري حلبة للصراعات النفسية والمشاكل الزوجية مما يخلق جواً غير قابل للإبداع والصفاء.. الباحثان “ توماس ولمز” و” رتشارد رايت” أعد قائمة بالأحداث الحياتية التي تشكل مصدراً للضغوط بترتيب تنازلي على حسب شدة الضغط، في أعلى القائمة نجد وفاة الزوج أو الزوجة أشد وطأة، ويلي ذلك الطلاق والمشكلات الزوجية، والمشكلات المادية والمرض، والمشكلات الجنسية، والبطالة، قد يكون النجاح في الحياة والتميز على الغير قد تكون نتيجة مزيد من الضغوط وترى ذلك واضحاً لدى أغلبية المهنيين،مثل الأطباء والمهندسين ورجال الأعمال، والمديرين،والسياسيين، والوزراء. أمثلة للضغوط الحياتية: ضغوط مهنية نسبة كبيرة منا لايحب عمله، بل الظروف اضطرته عليه،قد يكون ذلك لعائده المادي الذي لا يساوي المجهود المبذول أو لعدد الساعات الطويلة، أو العمل لنوبات مختلفة، أو العمل في غير مجال التخصص، كذلك المعاملة القاسية من الرئيس في العمل. أو عدم تقديره لمجهود العامل عدم تعاون الزملاء أو اضطهادهم. ضغوط زواجية عدم التكيف الزواجي لاختلاف العمر أو الوضع الاجتماعي أو الثقافي أو اختلاف الشخصية، خلافات أو مشاحنات مستمرة، أو عدم فعالية الشريك أو إهماله لواجباته. ضغوط عائلية: تدخل العائلة الممتدة في الحياة الزوجية أو الالتزامات المادية نحوهم أو حساسية العلاقة مع الشريك. ضغوط اجتماعية: العلاقات الاجتماعية التي قد تتطلب كثيراً من الوقت والجهد. ضغوط صحية: المعاناة من مرض عضوي أو نفسي أو من الأعراض الجانبية أو تكاليف العلاج المادية الباهظة. ضغوط داخلية: الصراعات الداخلية بين رغبات ونزعات النفس ووقوف المثل العليا الأخلاقية والدينية والاجتماعية في طريق تحقيقها. ضغوط ذاتية: طموح ودافعية كبيرة للتميز أو التفوق على الآخرين. ضغوط مادية: لتوفير احتياجات الأسرة من مسكن وتعليم أطفال ونفقات معيشة. أعراض الضغط النفسي يشكو الشخص الذي يعاني الضغط النفسي من أعراض مختلفة نفسية وعضوية وسلوكية. هذه الأعراض تأتي بصورة متفرقة ولكنها مستمرة ومزعجة للمصاب وأحياناً قد تؤثر بصورة ما في أدائه المهني والاجتماعي. الإنسان بقدر الإمكان يحاول التكيف مع هذه الضغوط ليخفف عن نفسه المعاناة النفسية التي تنتج عنها،فإن فشل في ذلك فقد يلجأ إلى أساليب تكيف غير مرغوبة تنتج عنها مشكلات صحية إضافية. 1) أعراض نفسية: القلق والتوتر ونوبات الغضب واضطراب النوم والأحلام المزعجة ونوبات البكاء والشكوك والوساوس ومشاعر الاكتئاب والحزن والهموم الزائدة مع الإعياء البدني والذهني. 2)أعراض معرفية: منها ضعف التركيز والشرود والنسيان والتردد في اتخاذ القرار أو اتخاذ قرارات غير مدروسة، وفقدان الثقة بالنفس وتدني احترام الذات. 3) اضطرابات سلوكية: منها الشراهة في التدخين والإكثار من تعاطي القهوة والشاي وإساءة استعمال العقاقير المهدئة والمنومة والمكسرات، التهور الشديد، نوبات من عدم السيطرة تؤدي لسلوك عدواني أو عنيف واضطرابات الطعام. 4) أعراض عضوية: الشعور بالغثيان والصداع المستمر، وارتفاع ضغط الدم وكثرة العرق الارتجاف والشد العضلي وآلام في الصدر والبطن والعنق والظهر والإمساك أو الإسهال، وسرعة ضربات القلب. وفي حلقة الغد إن شاء الله سنتعرف وإياكم على الاستراتيجيات التي ينبغي اتباعها لكي نتعايش مع ضغوطنا.