عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(من لم يدع قول الزور والعمل به والجهل فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه)رواه البخاري وأبو داود واللفظ له.ما يؤخذ من الحديث التحذير من قول الزور، وما ذكر معه أثناء الصيام قال ابن بطال:( ليس معناه أن يؤمر بأن يدع صيامه، إنما معناه التحذير من قول الزور وما ذكر معه، وهو مثل (من باع الخمر فليشقص الخنازير) أي يذبحها ولم يأمره بذبحها ولكنه على التحذير والتعظيم لإثم بائع الخمر. قول الزور، والعمل به، ونحوه ينقض الصوم، قال الحافظ: «واستدل به على أن هذه الأفعال تنقض الصوم لأن الرفث والصخب، وقول الزور، والعمل به مما علم النهي عنه مطلقاً، والصوم مأمور به مطلقاً فلو كانت هذه الأمور إذا حصلت فيه لم يتأثر بها لم يكن لذكرها فيه مشروطة فيه معنى يفهم فلماذا ذكرت في هذين الحديثين دلّ ذلك على أمرين: الأول زيادة قبحها في الصوم على غيرها.الثاني: البحث عن سلامة الصوم عنها وإن سلامته منها صفات كمال فيه وقوة الكلام تقتضي أن يقبح ذلك لأجل الصوم فمقتضى ذلك أن الصوم يكمل بالسلامة منها قال: فإذا لم يسلم منها نقص. قول الزور، والعمل به، والجهل، والغيبة حرام، وتزداد حرمتها حال الصيام، ولكن لا يبطل الصيام بهذه الأمور،وهذا مذهب الجمهور. قال أحمد: لو كانت الغيبة تفطر الصائم لم يبقِ لنا صوم.قال الشيخ ابن عثيمين رحمة الله( إن التحريم إذا كان عاماً فإنه لا يبطل العبادة، بخلاف الخاص، المحرم لخصوص العبادة يبطلها مرت علينا في قواعد ابن رجب، أما ما حرم من أجل الصوم فإنه يفسد الصوم نحو الطعام، أما الكذب، فإن تحريمه عام وليس من أجل الصوم فيه بيان إثبات الحكمة من الشريعة الغراء يؤخذ من قوله صلى الله عليه وسلم:(فليس لله حاجة...) وذكر العلماء الفوائد العظيمة للصيام منها تحقيق تقوى الله تعالى في المكلف والتعود على مراقبة الله وعلى الصبر والتحمل وكذلك معرفة نعمة الله على العبد بتيسير الأكل والشرب والنكاح وأيضاً كسر النفس عن الأشر والبطر، وكما أنه يساعد على تحصين الشباب عما حرم الله عليهم من الزنا ونحوه ومن فوائده أنه ينظف الجسم من الفضلات ويولد في صاحبه الشعور بحاجة الفقراء والمساكين والمحرومين، فيرق لهم ويرحمهم بشيء مما من الله به عليهم وغير ذلك من الفوائد العظيمة التي لا حصر لها.