هو ولي الدين عبدالرحمن بن محمد بن خلدون الحضرمي ولد في تونس وتوفي في مصر (1332م – 1406م). كنيته أبو زيد، وهو عالم موسوعي وواضع علم الاجتماع الحديث سابقاً بذلك علماء الغرب. تمكن من تقديم عدد من النظريات الجديدة في كل من علمي الاجتماع والتاريخ. ترك تراثاً مازال تأثيره ممتداً حتى اليوم. أسرة ابن خلدون أسرة علم وأدب، فقد حفظ القرآن الكريم في طفولته وكان أبوه هو معلمه الأول, ومن بين أساتذته الفقيه الزيتوني الإمام ابن عرفة حيث درس بجامع الزيتونة المعمور ومنارة العلوم بالعالم الإسلامي آنذاك. شغل أجداده في الأندلس وتونس مناصب سياسية ودينية مهمة وكانوا أهل جاه ونفوذ..نزح أهله من الأندلس في منتصف القرن السابع الهجري، وتوجهوا إلى تونس، وكان قدوم عائلته إلى تونس خلال حكم دولة الحفصيين. قضى أغلب مراحل حياته في تونس والمغرب الأقصى وكتب الجزء الأول من المقدمة (مقدمة ابن خلدون) بقلعة أولاد سلامة بالجزائر. عمل بالتدريس في جامع الزيتونة بتونس، وفي المغرب بجامع القرويين في فاس الذي أسسته الأختان الفهري القيروانيتان، وبعدها في الجامع الأزهر بالقاهرة والمدرسة. في آخر حياته تولى القضاء المالكي بمصر بوصفه فقيهاً متميزاً خاصة أنه سليل المدرسة الزيتونية العريقة. .يعتبر ابن خلدون أحد العلماء الذين تفخر بهم الحضارة الإسلامية، فهو مؤسس علم الاجتماع وأول من وضعه على أسسه الحديثة، وقد توصل إلى نظريات باهرة في هذا العلم حول قوانين العمران ونظرية العصبية، وبناء الدولة وأطوار عمارها وسقوطها. وقد سبقت آراؤه ونظرياته ما توصل إليه لاحقاً بعدة قرون عدد من مشاهير العلماء كالعالم الفرنسي أوجست كونت.