هو ولي الدين عبدالرحمن بن محمد بن خلدون الحضرمي. ولد في تونس وتوفي في مصر (1332م – 1406م). كنيته أبو زيد، وهو عالم موسوعي، وواضع علم الاجتماع الحديث، سابقاً بذلك علماء الغرب. تمكن من تقديم عدد من النظريات الجديدة في كل من علمي الاجتماع والتاريخ. ترك تراثاً مازال تأثيره ممتداً حتى اليوم. وظائف تولاها كان ابن خلدون دبلوماسياً حكيماً أيضاً. وقد أُرسل في أكثر من وظيفة دبلوماسية لحل النزاعات بين زعماء الدول: مثلاً، عينه السلطان محمد بن الأحمر سفيراً له إلى أمير قشتالة للتوصل لعقد صلح بينهما وكان صديقاً مقرباً لوزيره لسان الدين ابن الخطيب. كان وزيراً لدى أبي عبد الله الحفصي سلطان بجاية، وكان مقرباً من السلطان أبي عنان المرينى قبل أن يسعى بينهما الوشاة. وبعد ذلك بأعوام استعان به أهل دمشق لطلب الأمان من الحاكم المغولي القاسي تيمورلنك، وتم اللقاء بينهما، وقد وصف ابن خلدون اللقاء في مذكراته، حيث وصف ما رآه من طباع الطاغية، ووحشيته. ساهم في الدعوة للسلطان أبى حمو الزيانى سلطان تلمسان بين القبائل بعد سقوط بجاية في يد سلطان قسنطينة أبي العباس الحفصي وأرسل أخاه يحيى بن خلدون ليكون وزيراً لدى أبي حمو. كتبه ومؤلفاته تاريخ ابن خلدون (مذكرات لحياته العلمية ورحلاته بين المشرق والمغرب), كتاب “العبر” و”ديوان المبتدأ والخبر” والذي جاء في سبع مجلدات يتصدرها كتاب “المقدمة” (مقدمة ابن خلدون). شفاء السائل لتهذيب المسائل، نشره وعلق عليه أغناطيوس اليسوعي.