عبدالوهاب قطران حسنًا فعلت نقابة المحامين اليمنيين حين شكّلت باالامس فريقًا من تسعة محامين للدفاع عن الزميل المحامي الجسور عبدالمجيد صَبْرَة، محامي السجناء السياسيين، المغيّب منذ شهر في زنزانة انفرادية بأحد سجون صنعاء. لكن ما يؤلم ويثير الأسى هو صمت النقابة ونقيبها الأستاذ عبدالله راجح تجاه المظلومية الفادحة لزميلهم الأستاذ المحامي محمد لقمان، المغيّب في زنازين جهاز المخابرات منذ سبعة أشهر كاملة، وكل "جرمه" أنه كتب منشورًا حول آثار الغارات على المدنيين في العاصمة صنعاء! منذ ذلك اليوم لا يُعرف مصيره، ولا أين يُحتجز، ولا ما إذا كان لا يزال على قيد الحياة. وأشهد لله شهادة من القلب أنني عرفت الأستاذ محمد لقمان عن قرب؛ رجلاً شريفًا نزيهًا، دمث الخلق، صلب الموقف، يكره الفساد والظلم ويصدع بالحق، لا يبيع ضميره ولا يساوم على القيم. وإن السكوت عن مظلمته وصمة عار في جبين المهنة، وخذلان لقيم العدالة التي ننتسب إليها جميعًا. يجب أن نرفع صوتنا عاليًا للمطالبة بإطلاق سراحه فورًا ورد اعتباره كاملًا. ولعلّي أستعيد هنا ما قاله الزميل الفاضل الأستاذ عبد العزيز البغدادي ، النائب العام السابق، في مقالته اليتيمة التي كتبها قبل أشهر عن لقمان، إذ قال: "الأستاذ المحامي محمد لقمان من أنشط المحامين في الدفاع عن الحقوق والحريات، وهذا هو جوهر مهنة المحاماة، والمؤلم أنه مخفي قسرًا. إن مثل هذه الممارسات لا تليق بأي سلطة تمارسها، خصوصًا في هذه الظروف القاسية التي يعيشها اليمن تحت وطأة عدوان متعدد الأوجه والأشكال. ارحموا أنفسكم من أنفسكم، فالظلم ظلمات في الدنيا قبل الآخرة. واحتجاز المحامي من أبرز علامات عدم احترام العدالة. نأمل الإسراع في الإفراج عن المحامي لقمان، وإن كان عليه أي اتهام فليُعلن دون افتراء، لأن المحاماة مهنة مدنية حرة، والمحامي يتوجب عليه أن يدافع عن أعتى المجرمين، وينبغي أن تُسهّل مهمته لا أن يُهان، لأن إهانة المحامي إهانة للعدالة نفسها. هذا ما تقتضيه المسؤولية القانونية والأخلاقية في كل بلاد تحترم العدل وتصون الحقوق، والله المستعان." الحرية للمحامي محمد لقمان الحرية للمحامي عبدالمجيد صَبْرَة الحرية لكل سجناء الرأي والمظلومين والمغيّبين قسرًا في سجون صنعاء وسائر مدن اليمن. إننا نرفع أصواتنا لا من باب الخصومة، بل من باب الضمير المهني والواجب الإنساني، لأن المحامي حين يُسجن أو يُغيب بسبب رأيه، تُسجن العدالة نفسها، ويُغيب الوطن في ظلمة الخوف. ليكن صوتنا جماعيًا، واحدًا، صادقًا، من أجل أن يبقى الحق حرًا، والعدالة نزيهة، والإنسان مصانًا من القهر والتغييب.