بالرغم ممَّا يصدر عن المعتوه «ترامب» من صخب إعلامي يوشك يُعرِّض «أمريكا» لسخط عالمي، فإنَّ بغضه وعدوانيته تتركزان ضد كل ما هو إسلامي، بدليل أنَّ قائمة الدول المستهدفة في خطاباته الهجومية جلُّها إسلامية، بل إنَّ هجومه الأخير اقتصر على الجالية الصومالية، بما فيها عضوة الكونغرس الأمريكي «إلهان عمر» التي تعرضت لتحريضاتٍ ولألفاظٍ «ترامبية» نابية. تحريضه الأمريكان ضد النائبة «إلهان» لعل نرجسية الرئيس الأمريكي «دونالد ترامب» تحمله على البحث -بين الحين والحين- عن أعداء افتراضيين، لأن كثرة ما يحيط بشخصه من أعداء يمكنه من البقاء تحت الأضواء، ومن العداوات المختلقة -بحسب طريقة تفكيره وفي ضوء منطقه- عداوة الهجرة الإسلامية إلى «الولاياتالمتحدة» المتسببة -من وجهة نظره- بما يعانيه المواطن الأمريكي من ضائقة معيشية مطَّردة، وقد بلغ به تفكيره العدواني والانتقامي ضد كل ما هو إسلامي التوجه بخطاب تحريضي هو الأشرس والأخطر ضد عضوة الكونغرس الأمريكي عن الحزب الديمقراطي الصومالية الأصل النائبة «إلهان عمر»، وذلك ما أشير إليه في مستهل الخبر التفصيلي المعنون [ترامب: الصوماليون دمّروا أمريكا.. وإلهان عمر "كارثة"] الذي نشره موقع «CNN بالعربية» يوم الخميس ال4 من ديسمبر الجاري على النحو التالي: (قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب -الأربعاء- إنه لا ينبغي السماح للنائبة الديمقراطية عن ولاية مينيسوتا إلهان عمر و"أصدقائها" بالعمل كأعضاء في الكونغرس، مواصلًا اتهامه الصوماليين ب"تدمير الدولة". وقال ترامب عن عمر: "إنها كارثة، لا ينبغي أن تكون كذلك، ولا ينبغي السماح لأصدقائها بأن يكونوا أعضاء في الكونغرس لأنهم لا يمثلون مصالح بلدنا"). كما أشير إلى ذلك التحريض المنطلق من منطلقات عنصرية بحتة ضد «عضوة كونغرس» منتخبة وحائزة ثقة ناخبين أمريكيين وجدوا فيها ما حملهم على اختيارها -دون غيرها- لتمثيلهم في أعلى هيئة تشريعية في البلاد في مستهل الخبر الصحفي المعنون [ترامب مهاجمًا إلهان عمر: يجب أن تُرمى خارج بلادنا] الذي نُشر -بالتزامن- في موقع «جريدة القبس» بما يلي: (واصل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، استهداف المهاجرين الصوماليين المقيمين في الولاياتالمتحدة، والنائبة الأمريكية من أصل صومالي إلهان عمر. وطالب ترامب بطرد إلهان عمر خارج الولاياتالمتحدة قائلًا: «يجب أن تُرمى خارج بلادنا»). تعرض «إلهان» لألفاظ ترامبية نابية من المؤكد أنَّ طبيعة نشأة «ترامب» في بيئة رجال المال والأعمال والتجارة وتشكُّل شخصيته وفق مفاهيم حسابات الربح والخسارة قد انعكست على طبيعة تعامله المفتقرة إلى الحدِّ الأدنى من الدبلوماسية والكياسة حتى بعد تبوئه منصب الرئاسة، لذلك تخلو مجادلاته مع الخصوم من الألفاظ القائمة على الحجج الهادفة إلى الإقناع، وتحفل -بالمقابل- بالشتائم التي تعكس طبيعة تفكير الرعاع، فغالبًا ما يمطر خصومه -في معرض التجادل حول أية مسألة من المسائل- بألفاظ بذيئة ونابية لا توجد -عادةً- إلَّا في القواميس اللغوية الترامبية، ويكفي استدلالًا على ذلك وصفه عضوة الكونغرس «إلهان عمر» -وهو يصوب سهامه نحو المهاجرين الصوماليين من خلالها في الخطاب التحريضي الذي ألقاه في ال3 من ديسمبر- ب«الحثالة»، وهو لفظ لا يمكن أن يصدر إلَّا عن أشخاص أمثاله، لا سيما وقد وصفها في موضع آخر من خطابه بلفظ أقذر أشير إليه في مستهل خبر «منة الصياد» الصحفي التساؤلي المعنون [وصفها ترامب ب«القمامة».. من هي السياسية الأمريكية إلهان عمر؟] الذي نشره موقع «الوطن نيوز» في ال4 من ديسمبر الجاري على النحو التالي: (حالة واسعة من الهجوم شنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على عضوة الكونجرس الديمقراطية إلهان عمر، مشيرًا إلى أنّها جاءت إلى الولاياتالمتحدة بطريقة غير شرعية ووصفها في حديثه ب«القمامة»). إلهان تتهم ترامب المتعجرف بالعجز والخرف عار على العالم الغربي الذي يصف نفسه بالمتحضر أن يشن رئيس أكبر كيان سياسي معاصر هجومًا شرسًا ضد إحدى برلمانيات برلمان دولته، لمجرد اختلاف لو بشرتها عن لون بشرته، وحريٌّ بذلك العالم الذي يعد نفسه نبراسًا للتحضر أن يعتذر للبرلمانية الأمريكية ذات الأصل الصومالي «إلهان عمر» وأن يعلي من شأنها أكثر فأكثر مقابل ردها المؤدب على البذاءات والشتائم والسباب الذي وجه لها من قبل المتعجرف «ترامب»، فقد اقتصر ردُّها عليه بالإشارة العابرة إلى ما بات يعانيه من خرف وعجز عن تحمل المسؤولية وإلى ما يلجأ إليه من خوض معارك هامشية وجانبية لصرف الأنظار عن إخفاقاته السلبية، وذلك ما يمكن أن يفهم من احتواء خبر «منة الصياد» التساؤلي على ما يلي: (في مقطع فيديو انتشر بصورة واسعة عبر منصات التواصل الاجتماعي، ظهرت السياسية الأمريكية من أصل صومالي «إلهان عمر» وهي ترد على «دونالد ترامب» وتهاجمه بشدة، واصفة إياه بأنه «رجل عجوز فقد عقله، وتتمنى أن يحصل على المساعدة للعلاج»)، وهو ما يمكن أن يفهم -أيضًا- من احتواء خبر موقع «CNN بالعربية» المعنون [إلهان عمر ترد على تصريحات ترامب عنها: "يحاول إيجاد كبش فداء"] على ما يلي: (وقالت في تصريحٍ لها: "لستُ مصدومًة لأننا نعلم أنَّ الرئيس يلجأ غالبًا إلى خطابٍ مُتعصبٍ ومعادٍ للأجانب وذي طابع إسلاموفوبي وعنصري عندما يحاول إيجاد كبش فداء وصرف الانتباه عن إخفاقاته الحقيقية." وأضافت : "من المهم لنا -أولًا- أن نُذكّر الناس بأننا أمريكيون، لن نرحل، وسنبقى في هذا البلد، وثانيًا أنَّ سكان مينيسوتا صامدون، وسنواصل ازدهارنا").