بعدما عرفنا أهمية الصبر ما هو الشكل المطلوب للصبر؟.. يقول تعالى:(فاصبر صبراً جميلاً) «المعارج» ويقول سيدنا يعقوب هذا المعنى ( ...فصبر جميل...) «يوسف». - فما هو الصبر الجميل؟ - وما الذي أضافته كلمة جميل إلى الصبر؟ إن الصبر الجميل هو صبر بلا ضجر، بلا قلق، بلا ضيق، بلا اعتراض، صبر باللسان والقلب معاً، وليس كما نرى ترى لسانه راضياً ولكن قلبه يقول لماذا يا رب؟ فمن اتفق لسانه مع قلبه فهو الصابر(صبراً جميلاً) وترى وجهه عليه علامات الرضا، بلا عبوس، وكأنه لم يصب بمصيبة وهذا لا يتنافى مع تألم القلب ودموع العين فإننا بشر. وهناك معنى آخر للصبر الجميل، وهو الصبر الإيجابي وأعني به مثلاً: شاب لا يستطيع الزواج، فيصبر عن الحرام ويغض بصره،ولكنه لا يعمل فهذا ليس صبراً جميلاً، بل هو صبر سلبي فإن الصبر الجميل أن تصبر وتبذل الجهد وتكون إيجابياً ولا تجلس في بيتك وتقول: إني صابر، ولكن تحرك واعمل واصبر والصبر يساوي الجنة روى مسلم أن امرأة كانت تصرع وتتكشف، طلبت من النبي صلى الله عليه وسلم أن يدعو لها، فقال لها صلى الله عليه وسلم:(اصبري ولك الجنة) فصبرت فكانت لها الجنة. أم سلمة عند وفاة زوجها، استقبلت الوفاة بهذا الدعاء( إنا لله وإنا إليه راجعون اللهم أجرني في مصيبتي وأبدلني خيراً منها) فقالت في نفسها إني أعاض خيراً من أبي سلمة؟ واستجاب الله لدعائها وكانت المفاجأة أن خطبها النبي صلى الله عليه وسلم لتكون أماً للمؤمنين وزوجة للنبي صلى الله عليه وسلم. علي رضي الله عنه يقول:( الصبر مطية لا تكبو) هو فرس يجول به فارسه آفاق الحياة لا يتعب، هو راحلة تجوب الصحراء، لا تمل هو سفينة في بحر متلاطم لا تتحطم. أحد الحكماء ابتلى بمصيبة فدخل عليه إخوانه يعزونه في المصاب فقال إني عملت دواء من ستة أخلاط.قالوا:ما هي؟ قال: الخلط الأول الثقة بالله.والثاني علمي بأن كل مقدور كائن. والثالث الصبر خير ما استعمله الممتحنون.والرابع إن لم أصبر أنا فأي شيء اعمل؟ ولم أكن أعين على نفسي بالجزع.والخامس قد يمكن أن أكون في شر مما أنا فيه والسادس من ساعة إلى ساعة فرج. لذلك أخي الحبيب إذا استحكمت الأزمات وتعقدت حبالها وترادفت الضوائق وطال ليلها فالصبر وحده الذي يشع النور العاصم من التخبط والهداية الواقية من القنوط. وأكثر دائماً من هذا الدعاء:(ربنا أفرغ علينا صبراً وتوفنا مسلمين).