عقدت مساء أمس الأربعاء في صنعاء الندوة الخاصة ب”دور المؤتمر الشعبي العام في تنمية المجتمع المدني” والتي نظمتها دائرة المنظمات الجماهيرية بالمؤتمر بمناسبة الذكرى ال 28 لتأسيس المؤتمر الشعبي العام . وفي مستهل الندوة تحدث الأمين العام المساعد للمؤتمر صادق أمين أبو راس .. حيث استعرض مراحل تأسيس المؤتمر الشعبي العام والإرهاصات التي تكللت بإعلان الميثاق الوطني في أغسطس 1982 م .. مشيرا إلى أن المؤتمر من خلال دليل عمله السياسي (الميثاق ) كان السباق إلى إقامة منظمات المجتمع المدني بكل حرية. وقال أبو راس :”إن الفترة من 82 - 90م شهدت تحولات كبيرة في عمل منظمات المجتمع المدني باليمن حيث بدأت تلك المنظمات بالتشكل والعمل بكل حرية وديمقراطية برعاية مباشرة من المؤتمر الشعبي العام وفخامة الأخ الرئيس علي عبد الله صالح رئيس الجمهورية - رئيس المؤتمر الشعبي العام. وأضاف:” ومنذ إعادة تحقيق الوحدة اليمنية في 22 مايو 1990 م شهد العمل الديمقراطي والمدني تحولاً أكثر شمولا وخاض المؤتمر الشعبي العام وشركاء العمل السياسي والحزبي العمل الديمقراطي عبر عدد من دورات الانتخابات النيابية والمحلية والرئاسية انطلاقا من العام 93 وحتى الوقت الراهن. من جانبه أكد رئيس دائرة المنظمات الجماهيرية في المؤتمر الشعبي العام طه حسين الهمداني أن ما يوليه فخامة رئيس الجمهورية رئيس المؤتمر الشعبي العام وحكومات المؤتمر المتعاقبة من اهتمام بمنظمات المجتمع المدني وبنائها أوصلها إلى ما وصلت إليه حاليا من تطور وازدهار وفعالية مؤثرة في المجتمع . وقال :”إن انعقاد هذه الندوة يحمل دلالة واضحة تؤكد مجددا على أهمية دور المجتمع المدني وشراكتها في الحياة العامة وما يعول عليها راهناً للإسهام بفاعلية في الحوار الوطني الشامل للخروج برؤية واضحة وموحدة حول التحديات التي يواجهها الوطن لتجسيد التوافق الوطني وتعزيز الاصطفاف الوطني الواسع حيال كافة القضايا والتحديات المطروحة على الحوار من أجل الانتصار للخيارات الوطنية العليا “. وقدمت إلى الندوة التي أقيمت في المركز الثقافي بصنعاء ست أوراق عمل من قبل عدد من قيادات المؤتمر والأكاديميين والباحثين والمهتمين بنشاط المنظمات المدنية في اليمن . وتناولت الورقة الأولى المقدمة من عضو مجلس الشورى الدكتور أحمد محمد الأصبحي بعنوان “المجتمع المدني في فكر وأدبيات المؤتمر الشعبي العام “, عرض موجز لمفهوم المجتمع المدني في العهدين الإمامي والاستعماري .. موضحا أنه تم تغيب دور المجتمع المدني في تلك المرحلة ماجعل المجتمع المدني ينتصر لوجوده بمقاومة تلك الفترة. وتناول الدكتور الأصبحي في ورقته واقع المجتمع المدني في ظل الثورة ودوره في الدفاع عنها وعن النظام الجمهوري,وكذا واقع منظمات المجتمع بعد قيام ثورة 26 سبتمبر ودورها في مرحلة حصار السبعين حين وقف الجيش الشعبي وقواه الشعبية وعموم المواطنين جنبا إلى جنب مع القوات المسلحة لمقارعة بقايا فلول الملكية حتى فك الحصار. وتطرق إلى استحقاقات الوحدة في ظل النظامين الوطنيين في صنعاء وعدن والملابسات التي أعاقت العمل الوحدوي والصراعات التي دارت بين الأحزاب التي لم يكن لها ماض تحتكم إليه , الأمر الذي نجم عنه تأثير العمل الحزبي على القوات المسلحة وحدوث أحداث أغسطس الدامية مما جعل القيادة السياسية تقدم على تحريم الحزبية في تلك الفترة الأمر الذي أدي إلى تأزم العلاقات بين النظاميين. وعرض المجتمع المدني في أدبيات ووثائق المؤتمر الشعبي العام “الميثاق الوطني” برامج العمل السياسية. بينما استعرضت الورقة الثانية المقدمة من وزير الشباب والرياضة- عضو اللجنة الدائمة للمؤتمر حمود عباد دور المؤتمر الشعبي العام في تأسيس وتطوير المجتمع المدني.. مبينة واقع المجتمع المدني قبل تأسيس المؤتمر الشعبي العام، ومراحل تطورها في عهد المؤتمر تنظيمياً، وتنفيذياً. الورقة الثالثة التي قدمها الأمين العام المساعد للمؤتمر الشعبي العام الدكتور أحمد عبيد بن دغر حول الحقوق والحريات المدنية في التشريعات الرسمية وفي برامج وأدبيات المؤتمر.. تناولت دور المؤتمر في تعزيز الحريات المدنية والحريات السياسية،مستعرضة الحريات في التشريعات اليمنية وفي أدبيات المؤتمر والتي تدعم التعددية السياسية، حرية الإنشاء والتكوين وحرية النشاط للأحزاب والمنظمات، وكذا الحقوق والحريات المدنية في الممارسة العملية. وركزت الورقة الرابعة المقدمة من عضو اللجنة العامة -رئيس الدائرة السياسية بالمؤتمر عبد الله أحمد غانم على استعراض التطورات السياسية والديمقراطية التي شهدها اليمن منذ تأسيس المؤتمر الشعبي ودور المؤتمر في ترسيخ قيم الديمقراطية ومساندة ودعم منظمات المجتمع .. فضلا عن إبراز دور المؤتمر الشعبي العام في ترسيخ وتطوير المجتمع المدني ومؤسساته خلال مسيرته النضالية والديمقراطية. في حين ركزت الورقة الخامسة المقدمة من أستاذ علم الاجتماع بجامعة صنعاء الدكتور عبد الحكيم الشرجبي على استعراض وتقييم جهود حكومات المؤتمر في تنمية المجتمع المدني .. موضحا ماتضمنته البرامج التنفيذية لحكومات المؤتمر من أهداف وماحققته من نتائج على صعيد تنمية وتعزيز منظمات المجتمع. الورقة السادسة المقدمة بعنوان “علاقة المؤتمر الشعبي بمؤسسات المجتمع المدني مع رؤية مستقبلية “ من رئيس دائرة المنظمات الجماهيرية بالمؤتمر طه حسين الهمداني .. تناولت الدور الذي تقوم به دائرة المنظمات الجماهيرية في المؤتمر الشعبي العام لمساندة نشاطات مؤسسات المجتمع المدني ودورها في خلق علاقات متينة مع المنظمات الجماهيرية. وتطرق الهمداني إلى علاقة المؤتمر الشعبي العام بالمنظمات الجماهيرية قبل الوحدة اليمنية وبعدها ودور المنظمات الجماهيرية في جهود إعادة تحقيق الوحدة . وقال:”إن أوجه الدعم الذي قدمه المؤتمر الشعبي العام للمنظمات الجماهيرية لاينطلق من منظور حزبي أو سياسي وإنما يستند إلى مبادئ المؤتمر وتوجهاته ورؤيته لضرورة وحاجة بناء المجتمع المدني للوطن في ظل النظام الديمقراطي. وأشار الهمداني في ورقته إلى أن المؤتمر يتعاطى مع منظمات المجتمع المدني وفق محددات متعددة ترتبط بعلاقة تأثيرية متبادلة وعلاقة تكاملية في إطار دور ووظيفة الحزب السياسي ودور ووظائف الدولة في المجتمع .. مؤكدا أن المؤتمر الشعبي العام لا يتعامل بانتقائية مع هذه المنظمات. وقال:”إن المؤتمر كان له دور بارز وأساسي في إصدار القوانين المنظمة لعمل وأنشطة منظمات المجتمع المدني”. حضر الندوة عدد من الوزراء وأعضاء مجلسي النواب والشورى وقيادات عدد من منظمات المجتمع المدني وجمع من الباحثين والمهتمين بمنظمات المجتمع المدني.