مسألة تدبير المعيشة أصبحت مشكلة جسيمة عند عابد قائد عبدالواسع الذي كان يعمل في محل الطباعة بصنعاء, ويتقاضى في ذلك عشرة آلاف ريال هذا المبلغ الذي يعج بالصدى بالكاد يتسع لمعاناته على أن يعيش بالقرب من الستر فقط. ومع أن عابد له أسرة في إحدى قرى مدينة تعز فكر ذات يوم بالعيش إلى جوار أسرته فاستأجر دراجة نارية لتكن مصدر دخله, إلا أن الواقع ليس له نسق ليعيش به على وجه منسق وطبيعي. بجولة العواضي, أحد شوارع المدينة بدأت حكايته مع معاناة نتمنى أن لاتطول على هذا الحد.. لقد سرد واقع اصابته بالتالي: “أثناء عملي على الدراجة النارية- لاأملكها- وأنا في جولة العواضي تحديداً, قاصداً ايصال شخص”راكب” إلى المسبح, صادفتنا سيارة مسرعة لتصدمنا بقوة.. وكانت قدمي موضع الصدمة, وأصبت بثلاثة أكسار, فأخذنا إلى مستشفى العظام, وتركني صاحب السيارة هناك دون عودة, وعندما تتبعناه عند إدارة المرور حضر وعقد بيننا صلح, حصل السائق بموجبه على تنازل مني مقابل دفع نصف مبلغ العملية وإلا سأظل على هذه الحالة أحمل الجبس على قدمي وسأبقى على هذه الحالة سبعة أشهر اضافية, حيث سأجري عملية أخرى لإزالة الجبس وسيكلفني ذلك حوالي”70”سبعين ألف ريال. عابد أب لطفلين وزوجته تحمل بالثالث, عمره خمسة وعشرون عاماً, يسكن في بيت بوادي الفل مديرية شرعب الرونة بأجرة خمسة آلاف شهرياً, ليس له مصدر دخل البتة.. لذلك هو بأمس الحاجة إلى مساعدته في مجارحة الكسور إذ يضطر للدخول إلى المدينة أسبوعياً لإجراء المجارحة, وقد شدد الطبيب على إجراء تلك المجارحة التي تكلفه بمفردها حوالي ثلاثة آلاف ريال ناهيك عن مصاريف النقل والمعيشة.