خيط أبيض أن تتصفح كتاب أيامك،وأن تتذكر وجوهاً تحبها...وأصواتاً تفتقدها ..هاتفهم بحب ..بادرهم بقولك (خواتم مباركة وعيد مبارك) وأن تذهب إليهم. خيط أسود أن لا تفتقد أحبابك، وأن تنتظر أن تأتي بهم الصدفة إليك أو تلقي بهم أمواج الحنين على شاطئك. خيط أبيض أن تفقد ذاكراتك الحزينة قدر استطاعتك، وأن لا تتحسس طعنات الغدر في ظهرك، ولا تحص عدد هزائمك معهم. خيط أسود أن تسجن نفسك في زنزانة الألم، وأن تجلد نفسك بسياط الندم. خيط أبيض أن تغفر للذين خذلوك،وضيعوك وشوهوا صورتك أمام الآخرين. خيط أسود أن تحقد عليهم إذا يغتابوك،حتى وإن أكلوا لحمك ميتاً على غفلة منك، وتذكر سنوات العمر الجميل. خيط أبيض أن تغمض عينيك بعمق لتدرك حجم نعمة البصر، ولتتذكر القبر وظلمة القبر،وأحبة رحلوا تاركين خلفهم حزناً بامتداد الأرض وجرحاً باتساع السماء. خيط أسود أن تفتح عينيك بعمق لترى بقايا مؤلمة تقتلك كلما لمحتها، وأن تستمر في هذا الأمر رغم علمك بعواقبه الكارثية. خيط أبيض أن تنشر السعادة في وجوه اليتامى والمساكين في هذه الأيام،وأن تجود ببعض ما تملك لهم من خلال شراء كسوة العيد لمن يحتاج . خيط أسود أن تجود ببعض ما تملك لأولئك الذين يملكون الكثير من المال و الجاه لتنال حظاً وافراً من اهتمامهم. خيط أبيض أن تقوم بزيارة في هذه الأيام لدور الأيتام لتعطف ببعض كرمك على صغار تاهت وجوهم في زحمة الحياة، ولا يجدون يداً حانية على رؤوسهم. خيط أسود أن تقول مالي ولهؤلاء، وتعلن أنك رب إبلك وتنسى أن تنفق يمينك بأشياء لا تعلمها يسارك.