قال تعالى:( لا يحب الله الجهر بالسوء من القول إلا من ظُلِم وكان الله سميعاً عليماً) النساء: 148 وقال جل ثناؤه:( لا خير في كل من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس ومن يفعل ذلك ابتغاء مرضات الله فسوف نؤتيه أجراً عظيماً) النساء: 144 - وقال عَّز من قائل:( ولقد خلقنا الإنسان ونعلم ما توسوس به نفسه ونحن أقرب إليه من حبل الوريد.إذ يتلقى المتلقيان عن اليمين وعن الشمال قعيد. مايلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد.)ق:16-18 ومن قول رسول الله صلى الله عليه وسلم :(رحم الله امرءاً قال فغنم أو سكت فسلم). وقال لمعاذ بن جبل:(يا معاذ أنت سالم ماسكت فإذا تكلمت فعليك أو لك). وروي عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال لعمه العباس رضي الله عنه( يعجبني جمالك قال: وما جمال الرجل؟قال:لسانه). وقال عليه السلام:(أكثر الناس ذنوباً أكثرهم كلاماً فيما لا يعينهم). وقال أيضاً:( طوبي لمن ملك لسانه ووسعه بيته وبكى على خطيئته)وروي في حديث طويل عن أبي ذر الغفاري رحمه الله أنه قال: واجعل كلامك كلمتين: كلمة نافعة في أمر ديناك، وكلمة باقية في أمر آخرتك،والثالثة تضر و لا تنفع. وروي عن سيدنا المسيح عيسى عليه السلام أنه قال:كل كلام ليس بذكر الله تعالى فهو لغوُ، وكل سكوتٍ ليس بتفكر فهو غفلة، وكل نظرة ليست بعبرة فهي لهو.فطوبى لمن كان تكلمه ذِكراً،وسكوته افتكاراً، ونظره اعتباراً. وعن لقمان أنه قال لابنه:يا بني، من يصحب صاحب السوء لا يسلم،ومن يدخل مدخل السوء يتهم، ومن لا يملك لسانه يندم,. وروي أن رجلين طلبا العلم، فلما علما صمت أحدهما وتكلم الآخر، فكتب المتكلم إلى الصامت: وما شيءٌ أردت به اكتسابا بأجمع في المعيشة من لسانِ فكتب إليه الصامت: وما شيءُ أردت به كمالاً أحق بطول سجن من لسانِ وقال الشاعر: خلِّ جنبيك لرامٍ ومض عنه بسلام مت بداء الصمت خيرٌ لك من داء الكلام إنما السالم من أل جم فاهُ بلجامِ وقال الشاعر: واحذر لسانك لا تقول فتبتلى إن البلاء موكلُ بالمنطقِ وقال إبراهيم بن هرمة: فإنك لا تستطيع رد الذي مضى إذا القول عن زلاته فارق الضما فكائنْ ترى من وافر العرض صامتاً وآخر أردى نفسه إن تكلما وقال آخر: إن كنت تبغي الذي أصبحت تظهره فأحفظ لسانك واخش القال والقيلا ما بال عبدٍ سهام الموت ترشقه يكون عن ربه بالناس مشغولا وقال آخر: انطق مصيباً بخير لا تكن هذراً عيَّابةً ناطقاً بالفحُش والريبِ وكن رزيناً طويل الصمت ذا فِكر فإن نطقت فلا تكثر من الخطبِ ولا تجب سائلاً من غير ترويةٍ وبالذي عنه لم تسأل فلا تجبِ وقال آخر: متى تطبقْ على شفتيك تسلم وإن تفتحها فقل الصوابا فما أحدٌ يطيل الصمت إلا سيأمن أن يذم وأن يعُابا فقل خيراً أو اسكت عن كثير من القول المحلّ بك العقابا وقال عبدالله بن معاوية بن جعفر رحمه الله: أيها المرء لا تقولن قولاً لست تدري ماذا يعيبك منهُ والزم الصمت إن في الصمت حكماً وإذا أنت قلت قولاً فزنهُ وإذا القوم ألغطوا في كلامٍ لست تعني بشأنه فالهُ عنهُ وقال آخر: إن السكوت سلامةٌ ولربما زرع الكلام عداوةً وضِرارا فلئن ندمت على سكوتك مرةً فلتندمن على الكلام مرارا