الدوام الوظيفي عقب إجازة عيد الفطر المبارك كان خجولاً حيث امتلأت أروقة الوزارات والمكاتب الإدارية بالمراجعين وأصحاب المعاملات وخلت من الموظفين الذين صاموا عن الدوام الوظيفي طيلة شهر رمضان ويريدون إتباع الصوم عن العمل الوظيفي في شهر شوال. والملاحظ أن التهرب من الدوام الوظيفي بعد الإجازة خلق نوعا من التسيب الإداري في أغلب الإدارات والمرافق الحكومية بالإضافة إلى بروز ظاهرة الإجازات المرضية والتي تمادى أغلب الموظفين في طلب الحصول عليها ويعتبر هذا الأمر تلاعباً على النظام والقانون حيث صارت تمنح من المستشفيات لمن هب ودب دون حسيب أو رقيب.. مديرو المصالح والمكاتب الإدارية الحكومية كانوا سبباً رئيسياً في غياب الموظفين كونهم ساهموا بشكل مباشر أو غير مباشر في غياب الموظفين عن أعمالهم بسبب منحهم إجازات دون مسوغ قانوني.المهم أن هناك تهاوناً في مسألة الدوام الوظيفي حضوراً أو انصرافاً وموظفين خارج نطاق التغطية وهذا كله يدل على ضعف الرقابة الإدارية من قبل الجهات المعنية بالإضافة إلى فقدان رقابة الضمير. “الجمهورية” أجرت هذا الاستطلاع وخرجت بالحصيلة التالية: عدم شعور بالمسئولية البداية كانت مع الأخ منير أحمد السلطان موظف حيث قال: الالتزام بالدوام الوظيفي وخاصة بعد إجازة عيد الفطر المبارك يعتبر واجباً فرضته الأنظمة واللوائح الوظيفية ومظهراً حضارياً يدل على احترام المسئولية حيث يحتم على الموظف أن يحضر من أول وقت الدوام إلى آخره ليجسد بذلك خدمة الوطن بالإضافة إلى كون الدوام من الأمور المهمة لاستقبال المراجعين وإنجاز المعاملات المتراكمة من شهر رمضان بالإضافة إلى اكتساب الموظف حقوقه الوظيفية مقابل الأعمال التي يقوم بها فكم يكون الموقف مؤلماً وصعباً عندما يحضر المراجع من مكان بعيد ولايجد الموظف الذي توجد لديه المعاملة إما بسبب عدم حضوره العمل أو أنه حضر ولكنه خرج لمصلحة شخصية خاصة به والأسوأ عندما يحضر الموظف الصغير ومديره غائب كيف سيتم إنجاز المعاملات!؟ وكيف سيكون الموظف!؟ وهل سيقتدي الموظف بمديره أترك السؤال للإجابة عليه من قبل المديرين. مكاتب خاوية منصر عبيد موظف قال: رغم التعميم الذي أصدرته وزارة الخدمة المدنية والتأمينات بتحديد بدء الدوام الرسمي وضرورة حضور الموظفين إلى مقار أعمالهم فلم تلق تلك التعاميم آذاناً صاغية من الموظفين الذين فضلوا الجلوس في منازلهم وخلت المكاتب منهم وازدحمت بالمراجعين الذين ينتظرون معاملاتهم المكدسة منذ بداية شهر رمضان حيث صام بعض الموظفين عن العمل طيلة شهر رمضان ويريدون أن يتبعوه بشهر شوال في ظل رقابة غائبة عن بعض المكاتب وحاضرة في مكاتب أخرى. المدير قدوة لموظفيه مرشد أحمد حبيش نائب مدير مكتب الخدمة المدنية بالمحويت قال: الدوام الوظيفي عقب انتهاء إجازة عيد الفطر المبارك يعد واجباً على الموظف كونه يتقاضى أجراً ويتطلب من الموظف تكريس وقت الدوام للقيام بتأدية وظيفته وعدم الخروج خلال وقت الدوام الرسمي.. كما أن المسئول المباشر يجب أن يكون قدوة لموظفيه في الانضباط في الدوام حضوراً والتزاماً كما أن الالتزام بوقت الدوام الرسمي من أهم الواجبات الوظيفية ومن علامات كفاءة الموظف الحضور والانتظام في عمله الوظيفي. غياب مبدأ الثواب والعقاب حسن محمد الرباط موظف: أشار إلى أن غياب مبدأ الثواب والعقاب السبب الرئيسي في غياب أغلب الموظفين في الأيام الأولى للدوام الوظيفي عقب إجازة العيد إذ إنه هناك موظفون حضروا إلى مقار أعمالهم الوظيفية بينما غاب آخرون والذين غابوا لايتم اتخاذ الإجراءات العقابية بحقهم كما في المقابل لايثاب الذين حضروا بحوافز تشجيعية إذ يجب على الجهات الرقابية تفعيل مبدأ الثواب والعقاب من أجل مصلحة العمل الوظيفي. استهتار بالوظيفة العامة الأخ محمد عبدالله علي قال: عدم الشعور بالمسئولية الملقاة على عاتق الموظف كان سبباً للغياب في أولى أيام الدوام الوظيفي بعد إجازة عيد الفطر المبارك إذ إن أغلب الموظفين لايدركون أن مهامهم الوظيفية متعلقة بحقوق ومصالح الآخرين بالإضافة إلى عدم اهتمام بعض المديرين بمتابعة حضور موظفيهم إذ إن هؤلاء المديرين واقعون في نفس المشكلة فهم أيضاً يتأخرون عن وقت الدوام ويخرجون خلاله وينصرفون قبل نهايته فكيف سيكونون قدوة!؟ وكيف سينتظم الموظف الصغير إذا كان الكبير غائبا ومستهترا بالدوام الوظيفي!؟. اختلالات إدارية الأخ عبدالله محمد الهاري موظف قال: حقيقة أن الدوام الوظيفي بعد إجازة عيد الفطر المبارك كان ضعيفاً وإن وجد فهناك تهاون بمسألة الحضور والانصراف وأداءً وإن حضر موظف غاب آخرون الأمر الذي يؤدي إلى تأخر كبير في إنجاز معاملات الناس بالإضافة إلى إهدار العديد من ساعات العمل التي يأخذ الموظف أجراً عليها. كما أن عدم وجود أعمال لدى الموظفين تستدعي حضورهم وانضباطهم كان سبباً آخر في غيابهم بعد الإجازة العيدية وهذا الأمر يعود إلى مسؤولية جهات العمل التي ينبغي عليها توزيع الوظائف والأعمال على الموظفين بحسب حاجيات العمل الإداري إذ يجب على جهة العمل على ألا يكون هناك موظفون مضغوطون ومزدحمون بالأعمال الإدارية أوالوظيفية بينما في المقابل هناك آخرون ليس لديهم أعمال أو مهامهم محدودة. إجراءات عقابية صارمة مدير عام الموارد البشرية بوزارة الخدمة المدنية الأخ محمد إبلان قال: إن الوزارة قامت بعمل تعاميم ببداية وقت الدوام الوظيفي ووجهت مكاتبها باتخاذ الإجراءات العقابية القانونية بحق المتغيبين عن أداء مهامهم الوظيفية ووجهت أيضاً مكاتبها في المحافظات والوزارات للقيام بحملات تفتيشية مفاجئة في بداية الدوام ونهايته لحصر حالات الغياب والحضور واتخاذ الإجراءات القانونية بما يكفل الحفاظ على الدوام الرسمي من الاستهتار واللامبالاة قائلاً: لقد حرصنا على توجيه الرؤساء والمشرفين في جهات العمل على أن يكونوا قدوة حسنة لموظفيهم في الانضباط بأوقات الدوام الرسمي لأن موقف المدير العام أو مدير الموارد البشرية أو رئيس قسم الرقابة سيكون ضعيفاً جداً عند مناقشة الموظفين المتغيبين في موضوع عدم انضباطهم بالدوام الوظيفي مؤكداً أن وزارة الخدمة المدنية لن تتهاون تجاه من يتلاعبون بالدوام الوظيفي وسيكون هناك إجراءات عقابية صارمة بحق المتقاعسين عن الدوام الوظيفي. ضعف الرقابة الإدارية علي الحفاشي موظف قال: الجرأة على الغياب في بداية الدوام الوظيفي بعد إجازة عيد الفطر المبارك يعود إلى ضعف الرقابة الإدارية في بعض المكاتب بالإضافة إلى غياب الضمير ومعه ضياع للأمانة التي يحاسب عليها الإنسان داعياً الموظفين إلى تقوى الله وأداء الأمانة التي أؤتمنوا عليها في عملهم حيث إن الإخلال بالدوام الوظيفي يؤثر في طيب مصدر الرزق كون المرتب أو الأجر الذي يتقاضاه الموظف على وظيفته منه يأكل ومنه يشرب ومنه يلبس وإذا تلوث مصدر الرزق أثر ذلك في قبول الدعاء ونزع البركة كما ورد في الحديث “أطب مطعمك تستجب دعوتك”. لافتاً إلى أن الموظف إذا تأخر مرتبه تذمر بينما لا يؤنب نفسه حين يتقاعس عن أداء مهامه الوظيفية ويتأخر عن الذهاب إلى مقر عمله ولا يهتم بمصالح الآخرين فهذا تناقض واضح يجب التنبه له والعمل بضمير من أجل مصلحة الوطن. مبررات واهية أمين حبيش مراقب دوام قال: بصراحة هناك موظفون يلجأون للتهرب من الدوام الوظيفي عقب إجازة عيد الفطر المبارك ويختلقون أعذاراً واهية فالبعض منهم يقوم بعمل إجازات مرضية إذ إن سهولة الحصول على التقارير والإجازات المرضية كان سبباً للتهرب من الدوام الوظيفي بحيث استغل الموظف رخصة المرض للغياب القانوني داعياً الجهات المعنية إلى وضع ضوابط صارمة تجاه هؤلاء المتلاعبين الذين يستغلون علاقاتهم الشخصية للحصول على إجازات مرضية.