تراجع احتياطيات النقد الأجنبي بالصين في أبريل الماضي    حقيقة ما يجري في المنطقة الحرة عدن اليوم    اكتشاف مقبرة جماعية ثالثة في مستشفى الشفاء بغزة وانتشال جثامين 49 شهيدا    "هدية أمريكية" تُسعف اليمنيين في ظل فشل اجتماع المانحين    دورتموند الألماني يتأهل لنهائي أبطال أوروبا على حساب باريس سان جرمان الفرنسي    فريق شبام (أ) يتوج ببطولة الفقيد أحمد السقاف 3×3 لكرة السلة لأندية وادي حضرموت    هجوم حوثي جديد في خليج عدن بعد إطلاق "الجولة الرابعة" وإعلان أمريكي بشأنه    الاتحاد الدولي للصحفيين يدين محاولة اغتيال نقيب الصحفيين اليمنيين مميز    الولايات المتحدة تخصص 220 مليون دولار للتمويل الإنساني في اليمن مميز    الوزير البكري: قرار مجلس الوزراء بشأن المدينة الرياضية تأكيد على الاهتمام الحكومي بالرياضة    جماهير البايرن تحمل راية الدعم في شوارع مدريد    مدير عام تنمية الشباب يلتقي مؤسسة مظلة    الاشتراكي اليمني يدين محاولة اغتيال أمين عام نقابة الصحفيين اليمنيين ويدعو لإجراء تحقيق شفاف مميز    قمة حاسمة بين ريال مدريد وبايرن ميونخ فى نصف نهائي دوري أبطال أوروبا    مورينيو: لقد أخطات برفض البرتغال مقابل البقاء في روما    تستوردها المليشيات.. مبيدات إسرائيلية تفتك بأرواح اليمنيين    لماذا تقمع الحكومة الأمريكية مظاهرات الطلبة ضد إسرائيل؟    عصابة معين لجان قهر الموظفين    مقتل مواطن برصاص عصابة حوثية في إب    الحكومة الشرعية توجه ضربة موجعة لقطاع الاتصالات الخاضع للحوثيين.. وأنباء عن انقطاع كابل الإنترنت في البحر الأحمر    تحديث جديد لأسعار صرف العملات الأجنبية في اليمن    استشهاد وإصابة 160 فلسطينيا جراء قصف مكثف على رفح خلال 24 ساعة    سيتم اقتلاعكم عما قريب.. مسؤول محلي يكشف عن الرد القادم على انتهاكات الحوثيين في تهامة    رغم إصابته بالزهايمر.. الزعيم ''عادل إمام'' يعود إلى الواجهة بقوة ويظهر في السعودية    إغلاق مركز تجاري بالعاصمة صنعاء بعد انتحار أحد موظفيه بظروف غامضة    محاولة اغتيال لشيخ حضرمي داعم للقضية الجنوبية والمجلس الانتقالي    الحزب الاشتراكي اليمني سيجر الجنوبيين للعداء مرة أخرى مع المحور العربي    أجمل دعاء تبدأ به يومك .. واظب عليه قبل مغادرة المنزل    ذمار: أهالي المدينة يعانون من طفح المجاري وتكدس القمامة وانتشار الأوبئة    نيمار يساهم في اغاثة المتضررين من الفيضانات في البرازيل    قصة غريبة وعجيبة...باع محله الذي يساوي الملايين ب15 الف ريال لشراء سيارة للقيام بهذا الامر بقلب صنعاء    زنجبار أبين تُودّع أربعة مجرمين... درس قاسٍ لمن تسول له نفسه المساس بأمن المجتمع    إهانة وإذلال قيادات الدولة ورجالات حزب المؤتمر بصنعاء تثير غضب الشرعية وهكذا علقت! (شاهد)    اتفاق قبلي يخمد نيران الفتنة في الحد بيافع(وثيقة)    شبكة تزوير "مائة دولار" تُثير الذعر بين التجار والصرافين... الأجهزة الأمنية تُنقذ الموقف في المهرة    وداعاً صديقي المناضل محسن بن فريد    وزير المياه والبيئة يبحث مع اليونيسف دعم مشاريع المياه والصرف الصحي مميز    فرقاطة إيطالية تصد هجوماً للحوثيين وتسقط طائرة مسيرة في خليج عدن مميز    أبو زرعه المحرّمي يلتقي قيادة وزارة الشؤون الإجتماعية والعمل    مركز الملك سلمان للإغاثة يدشن توزيع المساعدات الإيوائية للمتضررين من السيول في مديرية بيحان بمحافظة شبوة    هل السلام ضرورة سعودية أم إسرائيلية؟    طلاب تعز.. والامتحان الصعب    الهلال يهزم الأهلي ويقترب من التتويج بطلا للدوري السعودي    دار الأوبرا القطرية تستضيف حفلة ''نغم يمني في الدوحة'' (فيديو)    صفات أهل الله وخاصته.. تعرف عليها عسى أن تكون منهم    شاهد: قهوة البصل تجتاح مواقع التواصل.. والكشف عن طريقة تحضيرها    البشائر العشر لمن واظب على صلاة الفجر    الشيخ علي جمعة: القرآن الكريم نزَل في الحجاز وقُرِأ في مصر    البدعة و الترفيه    حقيقة وفاة محافظ لحج التركي    تعز: 7 حالات وفاة وأكثر من 600 إصابة بالكوليرا منذ مطلع العام الجاري    ها نحن في جحر الحمار الداخلي    يا أبناء عدن: احمدوا الله على انقطاع الكهرباء فهي ضارة وملعونة و"بنت" كلب    الثلاثاء القادم في مصر مؤسسة تكوين تستضيف الروائيين (المقري ونصر الله)    في ظل موجة جديدة تضرب المحافظة.. وفاة وإصابة أكثر من 27 شخصا بالكوليرا في إب    تعز مدينة الدهشة والبرود والفرح الحزين    صحيح العقيدة اهم من سن القوانين.. قيادة السيارة ومبايض المرأة    النخب اليمنية و"أشرف"... (قصة حقيقية)    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أكاديميون.. الفراغ الكبير في حياة الشباب يجعلهم عرضة لاستغلال التيارات المتطرفة
نشر في الجمهورية يوم 19 - 09 - 2010

جاء إعلان الأمم المتحدة عن تخصيص السنة الحالية العاشرة في مفتتح الألفية الثالثة كسنة دولية للشباب ليفتح الباب أمام تساؤلات عديدة وربما لا حصر لها، خصوصاً أن هذا الإعلان يمس أهم شرائح المجتمع المحلي والعربي والعالمي، ومن هذا المنطلق فقد كان لابد من الاسترشاد برؤى أهل العلم والمعرفة الأكاديمية، وفي هذا السياق فقد التقينا خبيرين بارزين بحكم رصيدهما العلمي والعملي في الحياة وطرحنا عليهم بعض الاستفسارات التي تناولت الموضوع من مختلف الزوايا فجاءت إجاباتهم لتمثل نبراساً ينير الدرب لكل من له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد..
السنة الدولية للشباب
بداية التقينا الدكتور عبدالعزيز محمد الشعيبي رئيس جامعة إب الذي تحدث عن أهمية إعلان الأمم المتحدة عن تحديد العام الحالي 2010 السنة الدولية للشباب... حيث قال:
نعلم تماماً أن موضوع الشباب هو موضوع محوري وأساسي في كل دولة من الدول سواء أكانت متقدمة أو نامية، والأمم المتحدة عندما قامت بهذا الإعلان بلا شك فإنها تعي أهمية وجود الشباب في دول العالم الثالث وخصوصاً أن موضوع الشباب يحتل جزءً كبيراً من حيز الحياة بشكل عام في هذه الدول ونسبة الشباب في هذه الدول تبلغ في كثير من الأحيان من 60 إلى 65 بالمئة وهذه نسبة كبيرة جداً إذا ما قورنت بالنسبة الأخرى في دول العالم المتقدم، ولذلك يعول على الشباب كثيراً، وفي نفس الوقت هذه النسبة الكبيرة في دول العالم الثالث لا تلقى حقها من الرعاية والاهتمام، فهناك الكثير من الصعوبات التي تقف أمامها وبالتالي لابد من مواجهة هذه الصعوبات في كثير من نواحي الحياة وخصوصاً أو على رأسها تأتي صعوبة الحياة الاقتصادية التي يعاني منها معظم الشباب، وبالتالي فهذه الإشكالية تشكل معوق هام في مسألة التنمية وحجر عثرة في هذه الدول النامية وما نلاحظه اليوم من مشاكل على المستوى الدولي والوطني ،والمتمثلة بالإرهاب والكثير من المشكلات والأزمات، هذه أيضاً تزيد من عبء المسؤولية الملقاة على عاتق الأمم المتحدة، فلذلك لابد أن تعالج سواءً كان من قبل الأمم المتحدة أو أن تفرض على الدول مجتمعة أن يكون هناك علاجات ناجعة لهذا الموضوع المهم.
بالإضافة إلى ذلك، فإننا نعلم أن طاقة الشباب هي طاقة متدفقة وكبيرة جداً، ولذلك لابد من توجيه هذه الطاقة، وأن تتكاتف الدول جميعها بأن يكون لها إسهام سواء كان في البرامج المختلفة أو في توجيه الشباب وجهة تنموية وتركيز التنمية أو جزء كبير منها على هذا الموضوع الهام، ولذلك ربما تكون الأمم المتحدة محقة عندما أوجدت هذا الإعلان، لأن المشاكل ليست موجودة في قطر بحد ذاته، أو القضايا والظواهر التي نراها اليوم موجودة في أماكن كثيرة من العالم، هي ليست موجودة فقط في دولة بحد ذاتها، ولكنها موجودة على مستوى العالم، ومن هنا كان لابد أن يكون هذا الإٌعلان إعلاناً دولياً ترتبط به كل الدول، وأن تكون بعد ذلك ملزمة على المستوى الأخلاقي والمستوى القانوني بأن تعالج هذه المشاكل بقدر الإمكانيات المتاحة لكل دولة على حدة، أو يكون مساهمة العالم أيضاً سواء العالم بشكل عام، أو المتقدم منه على وجه الخصوص، للأخذ بيد الدول الفقيرة للنهوض بأوضاع الشباب بشكل عام.
الطاقة الشبابية الهائلة
وفي رده على سؤالنا حول صورة الأنشطة والإنجازات التي يمكن للشباب الخروج بها من هذه السنة الدولية عموماً، وشبابنا اليمني خصوصاً يقول رئيس جامعة إب:
أنا أقول أن هذه الطاقة الكبيرة الموجودة لدى الشباب يمكن توجيهها في أكثر من مجال، هناك مجالات كثيرة في مثل هذه الحياة، وكل ما في الأمر يتمثل في ضرورة توجيهها الوجهة الصحيحة، هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى فلابد من التركيز على قضايا العطاء أكثر من قضايا الأخذ، ولابد كذلك من الاهتمام بالجوانب الدينية، والأخلاقية والسلوكية، وأن يتعاون فيها الجميع، فليس مقصور هذا الأمر على مؤسسات الدولة فقط، ولكن لابد أن يشمل الأسرة، والمدرسة والأقران والأصحاب والمؤتمرات والندوات المختلفة وأجهزة الإعلام عليها دور كبير في هذا الموضوع ويتمثل في توجيه طاقات الشباب نحو البناء، ولذلك أنا أقول أننا الآن في وقت عصيب جداً، لأن هناك متغيرات كثيرة في حياتنا وهناك تسارع في الخطى، وهناك احتياجات كثيرة للمجتمع بشكل عام، وبالتالي كيف يتم مواجهتها، ولا يمكن مواجهتها من خلال ترك الحبل على الغارب وأن كل فرد يتصرف على هواه ومزاجه وأن يتخذ من الوسائل ما يمكنه من الحصول على ما يريده في أقرب وقت ممكن وبأي وسيلة كانت، لأن هذه ستوجد للأسف الشديد متناقضات كثيرة في الحياة، وفي نفس الوقت ستزيد من شدة الصعوبة ولن تسهل الأمر على الشباب، ولذلك تركيز المجتمع بشكل عام، وأقصد بالمجتمع هنا السلطة والشعب، كل في حدود مسؤوليته أن يركز على هذه القضية كقضية جوهرية وأساسية وليس هناك من خيار أخر لهذا الموضوع، بمعنى أن الأدوار التي يجب أن تؤدى لابد أن تكون حقيقية، سواء كانت في الجامعة أو في البيت أو في المدرسة والنادي والمنتديات، أي أن القضية لابد أن تكون مسؤولية الجميع وبالتالي توجيهها الوجهة الصحيحة.
الحافز الحقيقي
ويستطرد رئيس جامعة إب متحدثاً بالقول: لابد من إيجاد الحافز الحقيقي لدى الشباب في مسألة الإبداع والتنافس الشريف ومحاولة السلوك الراقي والنظيف والشريف والأخذ بالأسباب للوصول إلى الأهداف المبتغاة، لكن ما نراه اليوم يتمثل في استسهال الكثير من الأشياء وأحياناً من يملك القدرة الاقتصادية يستطيع من خلال هذا العنصر أو العامل للأسف الشديد أن يسير به الكثير من العناصر الشبابية، وهذه إشكالية كبيرة، ولكن السؤال هنا؛ كيف يمكن أن يكون الدين الذي يمثل العامل الأخر الذي يدعو إلى التوازن؟ وكيف تكون الأخلاق والتنشئة والتربية والتعليم عوامل مساعدة للشباب في عدم الانحراف أو عدم الخروج عن الطريق الصحيح، ولذلك هناك مشروعات كثيرة يمكن للشباب أن يقوم بها في أي مجال من مجالات الحياة، والإمكانيات كبيرة في حقيقة الأمر، ولذلك أنا أقول كان لدينا على مستوى اليمن في الحقيقة مشروع قبل 3 أو 4 سنوات والذي تمثل بإعداد إستراتيجية للشباب، لفترة طويلة من الزمن، للأسف الشديد أن هذا المشروع وصل إلى مستوى معين، ثم لم ينته، ولم يتم التواصل، وكان المفروض أن يتم خصوصاً أن البداية كانت بداية جادة وأنجزت أبحاث كثيرة في هذا الموضوع بمختلف الاتجاهات وتم التركيز على كثير من القيم ومن هنا كان لابد أن يتم توجيه الجهات المختلفة لتنفيذ هذه الإستراتيجية كل في ما يخصه إلا أن الموضوع وصل إلى منطقة معينة ولم يكتمل المشروع.
مسؤولية الجامعات
أما دور الجامعة الذي ستسهم به في تشكيل وعي الشباب وصقل مهاراتهم بما يؤهلهم لبناء الوطن فيوضحه الدكتور الشعيبي بقوله:
دور الجامعات دور مهم جداً، وشكراً لطرحك هذا السؤال لأن الجامعة عليها واجب أساسي والتزام مجتمعي وأخلاقي فيما يتعلق بهذا الدور بالنسبة للشباب، ولابد للجامعة أن تكون حريصة على وجود علاقة متميزة بينها وبين المجتمع من خلال التركيز على الكثير من القضايا وأهمها قضية الشباب، وفي الحقيقة في جامعة إب على وجه التحديد كبداية أو كنواة لهذا الدور هناك مركز أقيم لرعاية الشباب، وهو يقدم خدمات في مختلف الأغراض والنواحي، والخدمة الأولى تتعلق بالمستوى الصحي لأنك تعلم أن المسألة الصحية أصبحت ترتبط بالثقافة بشكل أو بآخر، ولذلك في كثير من أمور الحياة عندما نفتقد لهذا الجانب التثقيفي في الجانب الصحي تسوء الحياة أو أحياناً تتدهور بشكل كبير جداً نتيجة لعدم التركيز على مسائل بسيطة وهي في متناول اليد وبالإمكان إتمامها من قبل الإنسان نفسه، ولذلك تركز الجامعة على هذا الموضوع بشكل جوهري أو أساسي حتى تضمن أن تصبح هذه الثقافة متيسرة بيد الجميع، ويمكن الاستفادة منها من قبل أكبر عناصر المجتمع، وخير من يقوم بهذا الدور هي الجامعة من بكوادرها بحيث يمثل هذا المركز نواة ليس فقط في الجامعة، بل يقوم بهذا الدور في الجامعة أولاً، ثم بعد ذلك ينتشر خارج إطار الجامعة، هذا من ناحية.
الشراكة مع المجتمع
ومن ناحية أخرى، أن هذا المركز لا يركز على هذا الدور الصحي فقط، بل يركز نشاطه على المجالات الأخرى فيعمل على صقل مواهب الشباب وتبني المواهب وتنظيم المحاضرات الهادفة للتوعية الأخلاقية في الجوانب المختلفة وهي كثيرة في الحياة، والآن هناك تنسيق مع مختلف الجهات المستعدة لأنشطة التدريب في إطار الموضوع نفسه، بحيث يكون هناك جماعة متخصصة في كل جهة على حدة، بحيث أن هذه الجماعة تكتسب المهارات من هذا المركز أو من داخل الجامعة ثم تقوم بنشرها على الجهات المختلفة في مختلف الميادين، وهذه في اعتقادي ستكون لبنة أساسية في طريق عمل الشباب وإيجاد رؤى مختلفة سواء في الأوقات التي يمكن أن تستثمر من قبل الشباب ولا تضيع هدراً أو سدى، فيما يتعلق بالتوعية المختلفة في المجالات الكثيرة في حياتنا، فيما يتعلق بالسلوكيات التي نعلمها جميعاً سواءً كانت في القات أو في التدخين، أو غير ذلك، كل هذه يقوم بها المركز لإدراكه أهمية هذه المواضيع وربطها بالقيم لكي تكون حصن منيع للشباب.
الوقوف مع الشباب
وفي رده على سؤالنا حول ما الذي يحتاجه شبابنا اليوم ليصبح في مستوى طموح الوطن أجاب الشعيبي قائلاًً:
الحقيقة أن الشباب محتاج لمن يقف معه، لمن يقف وراءه، هذه مسألة في غاية الأهمية لأن الإنسان لا يمكن أن يدرك بذاته ما الذي يمكن أن يحققه أو يعمله، فالأسرة والجهات المختلفة المتمثلة بالجامعة والمدرسة والجامع والسلطة الرسمية، أو الرسميون في البلد، هذه أيضاً مهمة عليهم أن يوجهوا طاقات الشباب الوجهة الصحيحة، وهذه نقطة جوهرية وأساسية. والنقطة الثانية تتمثل في توفير كل ما أمكن توفيره للشباب، فمثلاً الجامعة يجب عليها أن توفر المكتبات، وأن تكون ساحة الجامعة بحد ذاتها يمكن أن تكون حديقة ومكتبة ومكان للعلم وللرياضة وغيرها، وكل هذا يجب أن يوجد لامتصاص هذا الفراغ الكبير الموجود في حياة الشباب.
ديمومة الرعاية
ويؤكد الشعيبي أهمية ديمومة الرعاية المتكاملة بالشباب حيث يقول:
في نفس الوقت أيضاً، لابد من الانتباه إلى أن الشباب بحاجة إلى رعاية دائمة ومستمرة لأن الشباب أياً كان مستواه لا يمكن أن تكون المسألة مجرد عظة وينتهي الموضوع، أو محاضرة وتنتهي عند الخروج من المحاضرة، بل المسألة أكبر فلا بد من برامج مستمرة وطويلة ولا يمكن الانتهاء في مستوى معين أو في وقت معين، بل لابد أن تكون مدركة من قبل الجميع أن هذا الموضوع علينا أن نستمر فيه، أن يكون هناك برامج سواء في الإذاعة أو في الصحافة المختلفة أو في التلفزيون تقدم مثلاً على مدى خمس وعشرين سنة، أي لأجل طويل وليس لأجل محدود أو قصير، شريطة التنوع في الموضوع بحيث لا أظهر هذه المسألة كما يحدث في بعض البرامج التي تظل لمدة خمس عشرة سنة أو عشرين سنة أو أكثر بنفس النمط وبنفس الأسلوب، هو برنامج الهدف منه الوصول إلى نتيجة معينة لكن يتغير كل فترة، وفي نفس الوقت لابد أن يتوجه إلى الشباب بجهود مختلفة.
القدوة الحسنة
وبرأي الدكتور عبدالعزيز الشعيبي فغياب القدوة يدفع بالشباب نحو المجهول الغامض حيث يقول:
لابد أن نخلق لديهم القدوة، هذا القدوة في الوقت الحاضر للأسف الشديد مفتقد إلى درجة كبيرة، فالقدوة الآن في حياة الشباب هو من يستطيع أن يبطش بالآخر، القدوة الآن في حياة الشباب هو من يستغل ظروف الآخر، القدوة الآن لدى الشباب للأسف الشديد من يتجمع حوله الناس وهذه كلها للأسف الشديد مظاهر وأشكال وظواهر لا يجب أن تظهر، ويجب أن تختفي وأن تنتهي، ففي حياة الشباب يجب أن يكون القدوة ذلك الإنسان المثالي، ذلك الإنسان الذي هو ناصع كالبياض، ذلك الإنسان الذي يعتمد في حياته على البساطة والأخلاق والعلم، وهي على أساس أن الشباب سيكتسب كل هذه الخصال من القدوة أياً كان هذا القدوة في حياة المجتمع، فالقدوة إذا لم يوجد بهذا الشكل، فإنه سيوجد بالشكل الآخر، لأن القدوة لا يمكن أن يغيب عن حياة المجتمع لكنه سيظهر بأشكال مختلفة، وبالتالي علينا أن نحافظ على هذا القدوة، وأقولها حتى لو صنعناه صناعة لأنها مسألة مطلوبة، ويجب ألا يفهم هذا الأمر على أننا نريد أن نزيف الوعي، ولكن أن نشجع الذين يعملون بجد واجتهاد والذين هم على خُلق ومثل، والذين يستجيبون للقيم الحقة في المجتمع، وهذه كلها يجب أن نركز عليها بحيث تصبح في أذهان الشباب هذه القيم المثالية التي عليهم أن يقتدوا ويتحلوا بها، وفي اعتقادي أنه عندما تصلح أو يصلح جزء من القيادات في المجتمع، سواء كان الجزء من القيادات متمثلاً برب الأسرة، أو مدير المدرسة، أو في الجامعة، أو الأستاذ، أو الموظف الرسمي في الدولة، أو التاجر الأمين والصادق، كل هؤلاء سيمثلون قدوة في حياة المجتمع، وبالتالي فالشباب سوف يسير بنفس الطريق وبنفس التصرف، لكن إذا كان المجتمع سيقدر من لا يحترم هذه القيم فللأسف الشديد هنا سنسير بالشباب إلى وجهة غير تلك الوجهة التي نرجوها.
إعلان متأخر
من جهته الأكاديمي والمؤرخ المخضرم الأستاذ الدكتور عبدالشافي صديق محمد عميد كلية الآداب بجامعة إب تحدث عن أهمية الإعلان العالمي للسنة الدولية للشباب حيث قال:
في تقديري أن هذا الإعلان جاء متأخراً، فقد كان يجب الانتباه له منذ الحركة العارمة للطلاب في أوروبا وخاصة الفرنسيين في العام 1986 والتي أسقطت جمهورية ديغول مع أنه كان ولا يزال بطلاً قومياً بالنسبة لهم، لكن هذه الظاهرة في ذلك الوقت أو حركة الشباب كانت عارمة وأنا أفتكر أن ما حدث بعدها في المواقف التي يتخذها الشباب الأوروبي بشكل مستمر كلما حاولت الدول الصناعية الكبرى عقد مؤتمر العولمة فإن المتصدي الحقيقي لأهداف اجتماع العولمة هم الشباب، كما أن الحربين العالميتين الأولى والثانية حصدت 60 مليون شاب، فالشباب هو الوقود الأساسي لأي حرب، وهو في ذات الوقت الوقود الأساسي للتنمية، وبالتالي فالشباب بشكل عام وسن الشباب سكين ذو حدين وبالغة الحدة في كل من حديها فنقول مثلاً للتذكرة أو للفت الانتباه أن الشباب في العالم يحتل رقماً مهولاً فاثنين من كل ثلاثة من البشرية هم من الشباب، يعني إذا كانت البشرية 6 أو 8 مليارات إنسان فأتصور أن 4 مليارات في سن الشباب وهي المعروفة بين 18 و40 وهي القوة الأساسية العاملة المنتجة، القوة الضاربة في التنمية وفي الحروب وفي التغيير، ولعلك تذكر، أن الذين صوتوا لفكرة التغيير لأوباما..هم الشباب الذين يمثلون أكثر من 60 بالمائة من الناخبين الأمريكيين، ولذلك يجب التنبه لهذه الأرقام...
مرتكز التنمية والنهوض
ويستطرد الدكتور عبدالشافي صديق حديثه مبيناً حيثيات الضرورة التي فرضت الإعلان العالمي للشباب حيث يقول:
أعيد القول، أن هؤلاء الشباب بشكل عام، 70 بالمائة منهم ذهبوا وقوداً للحربين العالميتين الأولى والثانية، حيث أن الحرب سواء كانت أهلية أو إقليمية أو عالمية فإن لحمتها ووقودها الشباب، لكن لا ننسى أن هؤلاء الشباب الذين يمكن أن يذهبوا إلى الحرب هم خصم للتنمية وخطر على مستقبل النهوض العام في البلاد، لكن من حسن الحظ أن مثل هذه الحروب الكبيرة كتلك التي شهدها العالم ما بين 1914 إلى 1945 والتي تعني 31 سنة يعني ثلاثة عقود وفيها ذهب 70 مليون شاب في فترة ثلاثة عقود وهذه خسارة فادحة على كل مشاريع التنمية ونهضة البلدان.
ولذلك فإن تلك الحروب بالإضافة إلى أنها قضت على هذا العدد الكبير من الشباب فإنها قادت إلى أزمة مالية طاحنة ونعطي أمثلة في هذا؛ حتى بعد أن انتهت الحربين والوصول إلى قيام منظمة دولية والاستفادة من الأخطاء التي رافقت عصبة الأمم وإيقاف سباق التسلح لكن ظلت حروب هنا وهناك أضافت ضحايا جدد من الشباب فعلى سبيل المثال؛ حرب أميركا في العراق وأفغانستان كلفتها حسب التقديرات الأميركية من 3.5 تريليون إلى 4 تريليون دولار، وقد أوشك أن ينصرم عقد من الزمن منذ أن بدأت في الخليج، لكن ماذا كانت النتيجة؟ كانت النتيجة أنها قادت إلى أكبر أزمة مالية تشهدها البشرية في عصرها الحديث وهي التي لا تزال آثارها حتى الآن موجودة حيث أفلس حوالي 40 بنك كنتيجة لهذا، وبالتالي فإن هذه الأزمة المالية انعكست على الإنتاج في العالم بشكل عام، وأفرزت قدراً كبيراً من البطالة، وتأثر بهذه البطالة القطاع الأساسي المتمثل بالشباب وكان التأثير الأكبر على ما يعرف بالعالم الثالث والذي قاد مضاعفات أكبر.
الاهتمام العالمي
ويشير عميد آداب جامعة إب إلى دوافع الانتباه الدولي للشباب فيقول:
لذلك فإن الإعلان العالمي للأمم المتحدة بشأن السنة الدولية للشباب قد أتى لعدة أسباب نسردها من الرؤية التاريخية على النحو الآتي: الأزمة المالية العالمية التي فضحت النظام الاقتصادي العالمي الرأسمالي وأضافت دفقات جديدة كبيرة قوية من البطالة، مما يهدد بتدمير منجز عملت أمريكا أو أوروبا على إنجازه من عام 1945 إلى اليوم، أما السبب الثاني: فإن الشباب أصبح وجه المدفع أو صاحب الصفوف الأمامية في المعارضة فهو المعارض الوحيد والأصيل لكل مؤتمرات العولمة التي شهدناه في السبعة أو الثمانية أعوام الأخيرة، وأصبحت لا تستطيع أن تنعقد في أي مكان في أوروبا القارة العجوز أو في أستراليا أو في جنوب أفريقيا، إلا تحت حراسة مدججة وفي كل مرة يذهب ضحيتها عدد من الشباب كقتلى، في تقديري أن هذين السببين هما المحركان الرئيسيان للانتباه للشباب.
دور الشباب
ولأن التاريخ قد يعيد نفسه خصوصاً في حضرة من لا يجيد استلهام دروسه وعبره فقد آثر الدكتور عبدالشافي صديق أن يقدم لقارئ الجمهورية بعضاً من تلك الدروس التي تخص دور الشباب وفي هذا السياق يقول:
نأخذ الأحداث في قرغيزيا، سنجد أن القوة الأساسية التي تحركت واحتلت البرلمان والمواقع الأساسية الإستراتيجية من الشباب دفعهم إلى هذا حالة من القنوط واليأس الناتجة عن البطالة، وهذا أصبح مؤشر خطير ويضاف إلى ذلك الأزمة اليونانية.
فاليونان إحدى الدول المؤسسة للاتحاد الأوروبي تعرضت لخطر الإفلاس، لكن من يقود النضال من براثين السقوط في الإفلاس؟ هم الشباب وأنت تذكر أن تلك الطلقة الطائشة التي قتلت الشاب اليوناني وخرج عقبها الآلاف من الشباب للتنديد بذلك، تمثل رمزاً دلالة على ذلك الفعل الذي يقوم به الشباب في مواجهة الأحداث، مثال آخر؛ تايلاند، منذ أشهر وما يعرفوا بأصحاب القمصان الحمر هم من الشباب فلا يتعدوا من السن 15 إلى 35 سنة وهم بشكل مستمر في الشارع، وهذه حالات ستبعث عدواها لكل الأنظمة التي تفشل في حل مشكلة التنمية والبطالة ، وانتقال العدوى أصبح الآن أسرع من أي وقت، أو مرور سحابة السخط على كل العالم لأنه العالم أصبح قرية بالإنترنت وشبكة الفضائيات عالية الكفاءة في البث المصور.
أرقام تستدعي الانتباه
ويبين الدكتور عبدالشافي صديق موقع الشباب في عالم اليوم وما يمكن أن يكون عليه في عالم الغد فيقول:
نرجع مرة أخرى بنظرة تاريخية إلى توقف العالم عن الحروب الكونية منذ 1945 فهكذا أوقف مثل تلك المجازر المليونية، فلو قدر الله وقامت حرب عالمية ثالثة فهذه لن تكون الخسارة فيها 20 مليون أو 60 مليون، بل ستكون الخسارة بالمليارات، لأن آلة القتل تطورت والسلاح النووي أصبح هناك أكثر من خمس عشرة دولة يستطيعون استخدامه، توقف الحرب بشكل كوني زاد عدد الشباب في المجتمعات، فأصبح أغلبية السكان من الشباب ففي أمريكا الشمالية وأقصد كندا والولايات المتحدة على وجه الدقة نسبة الشباب 55 بالمائة من السكان حسب الإحصائيات الرسمية، والنصف الثاني ينقسم إلى قسمين حيث 25 بالمائة في سن الطفولة من عام إلى 15 سنة، أو عجزة محالين على المعاش وهاتين الفئتين لا تصنف في خانة الإنتاج بل في خانة المستهلك، لكن إذا كان هؤلاء 55% من الشباب لا يجدون عملاً، وإن وجدوا عمل فهو لا يفي باحتياجات العيش فتبقى الأزمة مستمرة، ونتيجة لزيادة الشباب فسيأتي يوم قريب خلال عقد سيكون 70 % من سن الشباب ويبدو أن هذا ما انتبهت إليه الأمم المتحدة .
لنقرب الصورة لقارئنا في يمننا الحبيب، فالسودان في الانتخابات الأخيرة من الذين شاركوا 66 بالمائة من الشباب حسب الإحصائيات المعلنة الرسمية، و60 بالمائة من الشباب المصوتين هم من العنصر النسائي، وهذا مؤشر يمكن أن ينسحب على اليمن فكم ستكون نسبة الشباب العاطل عن العمل والإنتاج وكم ستكون نسبتهم في أي انتخابات قادمة ؟
السبل المُثلى
وفي رده على سؤالنا بشأن السبل المثلى لنيل الفوائد واغتنام الفرص يقول:
لابد من توفير فرصة العمل أولاً للشباب، ثم أطلب منه المشاركة، والإبداع، والإنجاز الرياضي الضخم، والعمل الطوعي، لأنه عندما يكون جائع كيف يمكن أن يكون دفعه للعمل الطوعي. ولكن العكس، فإن الوضع يصبح كشخص يقول لك إنه جائع، فلا تعطيه شيئاً، ويأتي الليل فيقول لك إنه ذاهب للنوم، فتقول له أتمنى لك أحلاماً سعيدة!!، كيف تكون هناك أحلاماً سعيدة لجائع؟ وكيف ينام إن كان يستطيع فعلاً أن ينام وهو جائعاً؟
احتياجات الشبيبة
أما الحاجات الهامة لشباب اليوم فيوضحها بقوله:
الحقيقة الشباب يحتاج مدرسة جيدة وأستاذ جيد، ومنهج جيد خالي من الحشو والخزعبلات التي لا تتناسب مع التغيير والزمن وهذا العصر الراكض، وهذا جرى الحديث عنه في صنعاء في مشروع تطوير المناهج حيث قيل كلام صريح حيث أن المناهج الموجودة عفى عليها الزمن لا تؤهل لخريجينا للمنافسة العالمية، ثم العمل المناسب، هذا الثالوث لا يجب إغفاله فلا يمكن لأي تطور أن يتم إلا بمؤسسة تعليمية جيدة، وعنصرها البشري المعلم الجيد، والمنهج الجيد، ثم يضمن من سيغادر هذه المؤسسة التعليمية أنه سيجد عملاً سواءً في القطاع العام أو الخاص أو المختلط ، وإلا ستكون النتيجة وخيمة.
احذروا هؤلاء
ويستطرد الأستاذ الدكتور عبدالشافي صديق عميد كلية الآداب بجامعة إب محذراً من مخاطر البطالة والفراغ والإرهاب التي تحيط بالشباب فيقول:
وفي اليمن يوجد القات الذي يقود إلى استهلاك زمن كبير، كما أدى إلى القضاء على الشجر المثمر، وأصبحت الناس مجهدة في سبيل توفيره، فالمردود الطبيعي لإدمان القات هو هذه الحالة.
يمكن إذا انتبهنا كدولة وكإداريين ومربيين ومؤسسات تعليمية ينبغي أن ننتبه لشيء آخر ويتمثل في أن حالة القنوط واليأس الموجودة لدى الشباب نتيجة عدم حصوله على فرص عمل تجعله لقمة سائغة للمنظمات الإرهابية التي تمنيه بأشياء كثيرة، إلى جانب غسيل المخ الذي يتعرض له من قبيل أنه سيصبح في “جنة الرضوان” وغير ذلك، والخطورة أن تكون اتجاهات من هذا القبيل حيث يبدأ أبنائنا بالتفكير بأن الخلاص يتم عبر هذه المنظمات الإرهابية التي تعتقد أنها قادرة على تغيير العالم وهذا خطر حتى ولو كان عددهم لا يتجاوز أصابع اليد الواحدة، لكن ما يمكن أن يحدثوه من خسارة أسوء بكثير من تفجير نووي لأنه يعطلوا السياحة والاستثمار، ويعيق التمويل التنموي فيجب الانتباه إلى هذا، بانتشال الشباب من وهدة الفراغ والبطالة،حتى لا يقع لقمة سائغة للإدمان أو للتخريب، فما تعرض له اليمن في صعدة على يد ما سمي بالمتمردين الحوثيين ينبغي على العلماء الوقوف أمامه بجدية، وكذلك ما تعرض له السفير البريطاني من محاولة اغتيال إرهابية على يد أحد الشباب الصغار، يدعو للانتباه إلى هذه الفئة الكبيرة وحمايتهم من هؤلاء من القتلة الكذابين ويغررون بالشباب، فلابد من الوقوف عنده لمنع الطوفان والكارثة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.