الحديدة العلم والأدب والحياة التي تعانق أشعة الشمس.. الحديدة ثورة الزرانيق وبوابة المدد والنصرة لثورة ال26 من سبتمبر المجيدة.. الحديدة، حاضنة ألعلفي واللقية والهندوانة الذين أطلقوا رصاصة الرحمة في جسد الطاغية أحمد يا جناه لتمثل الميلاد الحقيقي للثورة الأم فقد اثخنت جسده الجراح ليلاقى مصرعه بعد عام وبقي متأثراً برصاصات الحرية من فوهات بنادق الشهداء الثلاثة الحديدة والثورة صنوان لصنع إشراقة فجر جديد لوطن حر وأبي يسلط الأضواء على جانب من الأدوار الوطنية المحافظة الحديدة وبطولات أبنائها أحد مناضلين الثورة ومن كان له الشرف في الدفاع عنها العميد الحقوقي المتقاعد/ عبدالله يحيى مجمل يستهل شهادة من إعلان قيام الثورة مروراً بتشكيل أول منظمة لشباب الثورة في الحديدة واحتضان المحافظة لمعسكرات تدريب المتطوعين واستقبال مينائها ل 70 ألف مقاتل من مصر العروبة وعبد الناصر لنصرة الثورة وتوطيد أركان الجمهورية. تشكيل أول منظمة لشباب الثورة بالحديدة - عند سماع مذياع صنع يعلن قيام الثورة وإعلان الجمهورية كانت الفرحة والسعادة تغمرني وكان الناس بين مصدق ومكذب حدوث مثل ذلك خصوصاً في اليوم الأول والثاني حيث كان الناس يعزون ذلك إلى إذاعة عربية وحينها كنت ما زلت طالباً بالمدرسة الإعدادية الثانوية في محافظة الحديدة، وفي اليوم الثالث من ذيوع الخبر ووضوح الرؤيا خرج جميع طلاب المدرسة عن بكرة أبيهم في مسيرة حاشدة لمباركة وتأييد الثورة وقوبلت تلك المظاهرة بإطلاق الرصاص عليها من قبل مدير أمن المحافظة آنذاك المدعو العميد محمد التركي وأصيب عدد من الطلاب حينها اذكر منهم على سبيل المثال الأخ أبكر شياذل وعبده طلحي ومحمد مخاوي وآخرين ثم اعتقال عدد من الطلاب اذكر منهم محمد مثنى وأحمد مثنى و حسن عمر أمين وحسن الشحاري وعبد الله مجمل وآخرين وفي المساء تم الإفراج عن الجميع بعد إحضار الآباء والتعهد بعدم القيام بمثل ذلك وفي اليوم الرابع عاود الطلاب مظاهراتهم التي قادها كل من الأخوان الأساتذة عبدالله الصيقل و إبراهيم صادق وكان الأخ النقيب يوسف الشحاري الذي عاد من صنعاء على عجل وتمكن هو وزميله النقيب عبدالإله اليتيم وآخرين لم أتذكرهم مع بعض الجنود من القبض على مدير الأمن الملقب بالتركي مع بعض رموز النظام الإمامي من ضمنهم والي الإمام آنذاك والذي حاول الهرب على ظهر قارب صيد قاصداً جزيرة كمران واستمرت مظاهرات الشباب المؤيدة للثورة والجمهورية بشكل يومي وفي اليوم السابع من قيام الثورة عقد اجتماع للطلائع من العناصر الوطنية والمثقفين تم الاعلان على إثر ذلك الاجتماع عن تشكيل أول منظمة لشباب الثورة في محافظة الحديدة من العناصر الوطنية المعروفة بنضالها ومناهضتها للنظام الرجعي والاستعماري والإمامي وتم الإعلان عن تسمية أعضاء المنظمة في مقر الصيدلية العامة آنذاك (ميدان التحرير حالياً) وذلك للتصدي للقوى المعادية للثورة الوليدة وضمت الاخوة التالية أسماؤهم: 1 - إبراهيم صادق رئيساً 2 - عبد الله مقبول الصيقل أميناً عاماً الأعضاء هم: 3 - محمد علي علوي 4 - عثمان عميره 5 - مشهور حشابره 6 - الملازم/أحمد بيدر 7 - محمد عبدالواسع الأصبحي 8 - عبده أحمد حبيلي 9 - محمد مثنى 10 - محمد عزي صالح 11 - محمد الحيدري 12 - أحمد عبد الحبيب الاصبحي 13 - أحمد مثنى 14 - محمد السقاف حمادي 15 - ومحمد حسين السقاف 16 - عبد الله مجمل 17 - محمد عبد الله أبو علي 18 - علي محمد جملي 19 - محمد عبده عدلان 20 - عبدالباري طاهر 21 - عبد الله مهدي عبده 22 - يوسف هبة عبد الله 23 - علي سعد الحكمي 24 - علوي العطاس 25 - إبراهيم عاقل 26 - صالح مجلي 27 - أنعم الشرعبي 28 - محمد علي الناظري 29 - علي عمر صبري 30 - علي عثمان صدام 31 - محمد عبد قروش 32 - عبد الله محمد عباس 33 - أحمد هاشم شريف الرفاعي وكان ذلك أمام حشد كبير من الشباب وكان من أهم أهدافها: - استقبال أفواج الجيش المصري بالميناء وإلقاء الخطب الحماسية. - التنسيق مع قيادة الجيش في المحافظة لانخراط الشباب والتطوع في كتائب الحرس الوطني. - إقامة المسيرات المؤيدة للثورة والجمهورية ومجلس قيادة الجيش ورفع الشعارات والهتافات الوطنية في مواجهة القوى المعادية للثورة. - إقامة الحفلات الفنية والمسرحية والأمسيات الشعرية والأدبية والسياسية. - إقامة الندوات والمحاضرات المسائية للتوعية الاجتماعية بأهداف الثورة ومبادئها العامة وتقديم المساعدات الصحية والغذائية للمواطنين. - إقامة مسيرة تضامن وتأييد لمجلس القيادة بصنعاء سيراً على الأقدام حتى قيادة الثورة أشادت كثيراً بدور ونشاط ومهام هذه المنظمة واصفة إياها بأنها أشبه بالرديف لمجلس القيادة حسب الرسالة التي تلقاها أمين عام المنظمة المناضل الجسور/ عبد الله الصيقل حينها كما استطاعت المنظمة أن تقيم الكثير من جسور التواصل مع الكثير من العناصر وذلك لأجل تقديم الدعم المادي للنظام الوطني الجديد للثورة والجمهورية ونتيجة الفراغ الذي ظهر بداية الثورة لعدم وجود القوانين والتشريعات الضريبية وغيرها فقد تمكنت هذه المنظمة من القيام بالكثير من النشاطات مع رجال الأعمال المحليين وكان لهم الدور المميز في دعم الخزانة العامة نذكر منهم الاخوة/ حسن العطاس، سالم الشماخ، سليمان البكاري، علي محمد سعيد أنعم، سيف عبد الرحمن، حمود الحسيني وغيرهم. العمق الاستراتيجي لدعم الثورة - لقد لعبت الحديدة دوراً رئيسياً في دعم الثورة ومثلث المنعطف المهم وحجر الزاوية في استمرارية الثورة والدفاع عنها مع بقية الشرفاء في كل المحافظات. - بل كانت تمثل بكل فخر واعتزاز العمق الاستراتيجي العام المادي والبشري بوجود وتوفير عدة عوامل مهمة جداً وهي (الميناء) والطريق العام (الحديدة-صنعاء) وكانت مركز الاستقطاب لاستقبال المتطوعين وتدريبهم من مختلف مديريات المحافظة والمحافظات الأخرى في شمال الوطن وجنوبه وكانت ترفد الوحدات العسكرية والمدارس بصنعاء وغيرها بالمتطوعين في كتائب الحرس الوطني بمساعدة أبناء مصر. - وهنا لابد من لإشادة بدور العسكريين في محافظة الحديدة ودعم الثورة والمحافظة على النظام العام إلى جانب زملائهم في مجلس قيادة الثورة بصنعاء وهم الرعيني- الشحاري- زباره- عبادي- فقيرة- اليتيم- السايس- اليريمي- المقصص- محسن العصامي- الحيدري- محمد عزي- وآخرين. وبعد انقضاء الأسبوع الأول لقيام الثورة وصل الحديدة من صنعاء مجموعة الضباط الأحرار من مجلس قيادة الثورة إلى جانب زملائهم في الحديدة وهم: 1 - حسين السكري 2 - أحمد الرحومي 3 - حسين الغفاري 4 - حسين شرف الكبسي 5 - صالح العريض 6 - محمد حفظ الله المطري. وآخرين لم نتذكرهم... وذلك لتفقد أوضاع المحافظة وتوزيع الضباط على مناطق التماس شمال المحافظة وشرقها وغربها واستلام مواقع عمل في الأمن والقيادة والميناء وتحديد أماكن تموضع الحرس الوطني الجديد بعد اكتمال تدريبهم ومهام أخرى تتعلق بحماية تحرك الجيش المصري وقوافل المؤن والتموينات إلى عاصمة اليمن والثورة صنعاء إضافة إلى مهام أخرى. أفواج المقاتلين من مصر العروبة - أما الحديدة كميناء لقد كان لها نصيب الأسد فهي تستقبل أفواجاً من المقاتلين من أبناء القوات المسلحة لمصر يوليو العروبة عبد الناصر،الذين كان لهم الدور المشرف في دعم الثورة والدفاع عنها نتيجة الهجمة الشرسة العسكرية والإعلامية للقوى الاستعمارية والرجعية والمرتزقة كما كانت الميناء تستقبل المؤن ومتطلبات الدفاع عن الثورة من المعونات وآليات التنمية من الدول الصديقة وبعض الدول العربية الشقيقة وكانت الطريق من أهم العوامل التي ساعدت في إيصال التموينات والمعدات في مختلف الميادين كما سبق الإشارة. تحيا الثورة....تحيا الثورة - وحينها انخرط الآلاف في كتائب الحرس الوطني وكنت واحداً من أولئك الشباب الذين كانت صيحاتهم وهتافاتهم تملأ ساحات أرض التدريب في عرضي الحديدة مساء كل يوم تحيا الثورة،تحيا الثورة حتى اشتد حماس الملازم/ أحمد بيدر قائلاً: «لا البدر ولا الحسن الدجال يحكمنا الشعب لا بدر و لا حسن الدجال» وقد استشهد من أولئك الجند الكثير باعتبار ذلك استحقاق للوطن وقد كانت مساهمتنا في الدفاع عن الثورة ودورنا مثل أي دور لأي شاب يعشق الحياة وحتمية التطور والتغيير إلى الأفضل فقد بدأت العمل كضابط بعد تجنيدنا من المدرسة لنقطة باجل ثم مشروع مطار الرحبة صنعاء ومواقع أخرى وفي منتصف عام 1963م تم إرسالنا إلى مصر بعثة للدراسة في الكلية العسكرية وطبعاً كان ذلك بعد المشاركة المتواضعة والفاعلة بشيء من النكران للذات في كل الأنشطة المنظمة شباب الثورة وكانت البعثة العسكرية إلى مصر تضم من كل أبناء محافظات الوطن وقد أطلق على هذه البعثة دفعة الوحدة الوطنية حقيقة وقد استشهد منهم الكثير في مواقع الشرف والواجب بعد التخرج حيث عملنا معاً في مواقع عدة في المطار الجنوبي والجراف وبني حشيش وثلا ورازح وجبل المنار وحراسة الطريق العام وكانت أيام عصيبة ولكنها عزائم الشباب رغم صعوبة التواصل مع الجهات وكان للشباب من الشعراء والأدباء والمثقفين والصحيين ورجال الأعمال والموظفين وغيرهم من كل مناطق الوطن الدور البارز في التصدي والاستمرار في الدفاع عن الثورة عند انسحاب القوات العربية المصرية في 1967م عقب مؤتمر الأركوين والذي مورست فيه الكثير من الضغوطات لانسحاب قوات مصر عبد الناصر وبداء الطابور المعادي مره أخرى للإجهاز على الثورة اليمنية والحصار على صنعاء واجهاض الثورة والكفاح المسلح ضد القوى المعادية وشكلت المقاومة الشعبية من كل الفعاليات في صنعاءوالحديدة وغيرها من كل الشرائح الوطنية في المجتمع إلى جانب الجيش والأمن وانتصر اليمن وانتصرت الثورة سبتمبر وأكتوبر وتحققت إعادة وحدة الشطرين أرضاً وإنساناً وكل الأمنيات أن نرى هذا الوطن حراً ديمقراطياً في ظل قيادة فخامة الأخ الرئيس/علي عبد الله صالح رئيس الجمهورية الذي نزف له تهانينا بذكرى أعياد الثورة والوحدة والاستقلال ولا يمكن لهذا الوطن العودة إلى الوراء والماضي المتخلف حيث لا يوجد مقارنة بين الأمس واليوم. عميد حقوقي - متقاعد عبدالله يحيى مجمل - احد مناضلي الثورة