افتتح وزير الثقافة الدكتور محمد أبوبكر المفلحي ومعه السفير الفرنسي بصنعاء جوزيف سلفا أمس معرض الصور الفوتوغرافي “اليمن بعيون كلودي فايان” نظمه المركز الفرنسي للآثار والعلوم الاجتماعية بالتنسيق مع المتحف الوطني بصنعاء في إطار إحياء الذكرى ال40 للعلاقات الدبلوماسية اليمنية الفرنسية. وفي الافتتاح الذي حضره رئيس الوزراء الأسبق محسن العيني مترجم كتاب “كنت طبية في اليمن” وعدد من أعضاء مجلسي النواب والشورى وعدد من المسئولين وأعضاء السلك الدبلوماسي بصنعاء أكد وزير الثقافة أهمية المعرض، كونه يوثق جزءاً من الصورة العامة التي كان يعيشها الشعب اليمني قبل الثورة. مشيراً إلى أن صور المعرض التي التقطتها عدسة الفرنسية كلودي فايان” أثناء عملها كطبيبة في اليمن وعضو في البعثة الطبية الفرنسية عام (19511952م) نقلت صورة الظلم والتخلف والفقر والجهل والمرض الذي كان يعانيه الشعب اليمني في فترة الحكم الإمامي البائد الذي قضت عليه ثورة ال 26 من سبتمبر المجيدة. ونوه الوزير المفلحي بمحتوى الكتاب والذي ترجمه للعربية محسن العيني، وصوّر الأوضاع الصحية والاجتماعية والاقتصادية السائدة في اليمن خلال تلك الفترة، لافتاً إلى مهارة الدكتورة فايان الإبداعية رغم مظاهر التخلف السائد حينذاك على أن تستشف بروحها الإنسانية الراقية عراقة الشعب اليمني وأصالته وكبرياءه وقدرته على الصبر والتحمل ودماثة الأخلاق، وبما جعلها تمعن في احترامها للشعب اليمني وتقاليده ومعتقداته. من جهته نوه السفير الفرنسي بصنعاء جوزيف سلفا، بالمكانة الخاصة التي تحتلها الدكتورة كلودي في اليمنوفرنسا، مشيداً بالدور الذي لعبته خلال تواجدها في اليمن من خلال أنشطتها المهنية كطبيبة وكتابها “كنت طبيبة في اليمن” في تمتين العلاقات اليمنية الفرنسية ومد جسور التواصل بين البلدين الصديقين. مؤكداً بأن كلودي فايان استطاعت أفضل من أي شخص آخر أن تقدم صورة جلية عن اليمن وتعرف به وبشعبه في وقت كانا شبه مجهولين في فرنسا وأوربا والعالم، كما نجحت وبشكل مذهل في مد جسور الصداقة وإن لم تكن هي الأولى من نوعها بين فرنساواليمن، غير أنها كانت جسوراً متينة. ونوه السفير الفرنسي بالدور اليمني الذي بادل الوفاء بالوفاء مع الدكتورة فايان بمنحها الجنسية اليمنية من فخامة الرئيس علي عبد الله صالح - رئيس الجمهورية - عام 1990م ، لافتاً إلى أن كلودي التي غدت فرنسية يمنية باتت تمثل رمزاً للصداقة العميقة والاحترام المتبادل من قبل الشعبين الصديقين في اليمنوفرنسا. بدوره أكد مدير عام المتحف الوطني بصنعاء عبد العزيز الجنداري أن معرض كلودي فايان يعد من أجمل المعارض التي تم افتتاحها بصالات المتحف الوطني، باعتباره معرضاً استثنائياً يحكي بالصورة كثيراً من تفاصيل الحياة الاجتماعية والاقتصادية اليومية في عدد من مناطق اليمن مثل ذمار وخولان وصنعاء ومأرب، ويكشف الارتباط الوثيق والشعور الرائع لتسجيل الأحداث والفهم العميق الذي غالباً ما يكون بديهياً عن اليمن واليمنيين. وقدم عرضاً عن سيرة الدكتورة فايان أثناء عملها لسنة ونصف كطبيبة وعضو في البعثة الطبية الفرنسية، واكتشافها وعشقها لليمن، وعودتها إلى فرنسا بمجوعة من الذكريات وصور قادتها إلى إصدار كتابها عام 1955م تحت عنوان “كنت طبيبة في اليمن” والذي تُرجم إلى لغات عدة منها العربية وذاع صيتها من خلاله، وعودتها إلى اليمن أكثر من مرة كعالمة أنثروبولوجيا وعاشقة لبلد شعرت في حينها بارتباطها العميق به، وقد كافأها هذا البلد بدوره من خلال منحها الجنسية. وقد طاف الوزير ومعه السفير الفرنسي وحفيد الدكتورة فايان وعدد من المسؤولين بالمعرض الذي ضم أكثر من 54 صورة فوتوغرافية، وأبدوا إعجابهم بمحتوياته التي وثقت كثيراً من تفاصيل الحياة اليومية في عدد من المناطق اليمنية خلال فترة الخمسينيات من القرن الماضي، وعكست الموروث الشعبي الثقافي والشعبي من عادات وتقاليد الأفراح والأتراح في تلك الفترة.