اليمن أطلقت تحذيرات مبكرة عن خطورة الارهاب ولم نجد تجاوباً مع تلك الدعوة لمحاربته واصل رئيس مجلس الوزراء الدكتور علي محمد مجور لقاءاته مع سفراء الدول الشقيقة والصديقة، لإيضاح الملابسات المتعلقة بحادثة الطردين اللذين تم اكتشافهما مطلع الأسبوع الماضي، وتداعياتها السلبية على قطاع النقل الجوي والاقتصاد الوطني. حيث جدد رئيس الوزراء أثناء لقائه أمس سفراء الدول الآسيوية والأفريقية الشقيقة والصديقة المعتمدين لدى الجمهورية اليمنية ، التأكيد على سلامة وقوة الإجراءات الأمنية المطبقة في المطارات اليمنية .. مؤكداً أن المطارات اليمنية تتمتع بالأمان التام ولم يحدث منذ عقود أن وقعت أية إشكالية في المطارات اليمنية أو غيرها. ولفت الدكتور مجور إلى الشراكة القائمة بين اليمن والمجتمع الدولي لمكافحة إرهاب تنظيم القاعدة .. مطالباً المجتمع الدولي وإنطلاقاً من هذه الشراكة، دعم الجهود المتواصلة التي يقوم بها اليمن لمكافحة الإرهاب رغم تحدياته الاقتصادية والتنموية الراهنة.. موضحاً أن القاعدة هي صناعة غربية بدرجة رئيسة ولم تكن على الإطلاق صناعة يمنية كما يدعي الذي يسعى لتكريس هذه النظرة عن اليمن دولياً. وقال : لقد أطلق اليمن تحذيراته المبكرة عن خطورة الإرهاب على الأمن الدولي وقبل أحداث ال 11 من سبتمبر، لكن للأسف لم نجد تجاوباً مع تلك التحذيرات والدعوة المبكرة لمحاربة هذه الآفة التي تنتشر اليوم في دول العالم المتقدمة والنامية على حد سواء.. مؤكداً أن اليمن سيستمر في جهوده للتصدي للإرهاب وعناصره رغم ما يكلفه ذلك من خسائر بشرية ومادية واقتصادية .. معتبراً الفقر والبطالة من أهم العوامل التي تساعد على نمو التطرف سواء كان في اليمن أو في أي بلد آخر. فيما كشف وزير الداخلية اللواء الركن مطهر رشاد المصري أن المنتمين لعناصر القاعدة في اليمن ليسوا من مواليد اليمن، وإنما ولدت ونشأت في دول أخرى ثم جاءت إلى اليمن لتمارس الإرهاب.. مستعرضاً العمليات المتواصلة للأجهزة الأمنية والقوات المسلحة ضد العناصر الإرهابية وحجم الإرهابيين الذين سقطوا خلال تلك العمليات. وقال :« إننا نقوم بأعمال يومية لمطاردة عناصر الإرهاب المختبئة في جحورها في الجبال والكهوف ».. داعياً إلى جهد دولي أكبر لمساندة اليمن في برامجه وخططه، وجهوده الرامية لاجتثاث هذه الآفة. مؤكداً أن حجم الدعم الدولي لليمن في هذا الجانب لايتناسب مع المتطلبات الضرورية اللازمة لمساندة اليمن في معركته ضد الإرهاب. بدوره لفت وزير النقل خالد ابراهيم الوزير الى عدد من الحوادث الإرهابية الخطيرة التي تعرضت لها عدد من مطارات العالم وحالة الصمت الإعلامي تجاهها، موضحاً في هذا المجال أنه ووفقاًَ لإحصائيات منظمة الطيران المدني (الإيكاو) فإن عدد الحوادث التي تمس أمن الطيران المدني على المستوى الدولي وصلت خلال عام 2009م الى 22 حادثة، منها 9 محاولات لخطف طائرات، ولم نسمع الحديث او التركيز على تلك الحوادث كما حصل مع حادثة الطردين أو قبلهما موضوع عبد المطلب النيجيري. وأوضح أنه رغم مرور الطردين وكذا عبدالمطلب بأكثر من مطار دولي منها مطارات أوروبية، الا اننا لم نسمع بإتخاذ اي اجراء ضد تلك المطارات ، مذكراً الجميع بأن العمل الاستخباراتي هو الذي يقف وراء الكشف عن الطردين، ولم يكن لأي تقنيات حديثة أي دور في الكشف عنهما. وأكد الوزير ان المطارات اليمنية تخضع لتدقيق دوري من قبل منظمة الطيران المدني الدولية كان آخرها في عام 2008م ، وكانت النتائج ايجابية.. مشيراً في نفس الوقت الى أن طيران اللوفتهانزا سبق وأن أرسلت مندوبين عنها للوقوف على الجاهزية في المطارات اليمنية، ولم يكن لها اية ملاحظات جوهرية على أوضاع الأمن والسلامة في مطاراتنا. هذا وقد تحدث عدد من السفراء أثناء اللقاء معبرين عن ارتياحهم للإيضاحات المقدمة من رئيس الوزراء ووزيري الداخلية والنقل بشأن ملابسات حادثة الطردين، وكذا الجهود المبذولة من قبل اليمن لمكافحة الإرهاب وتعزيز الأمن والاستقرار .. مؤكدين تفهم دولهم وتقديرها ودعمها لليمن في حربه ضد الإرهاب .. مشيرين الى الدور السلبي للإعلام الدولي تجاه ما يبذله اليمن من جهد لمواجهة الإرهاب وعناصره المتطرفة..موضحين أهمية ادراك المجتمع الدولي لتلك الجهود وتعزيز تعاونه مع الحكومة اليمنية لمواجهة هذا الوباء. واكدوا أن تنظيم القاعدة هو تحد دولي وليس لدولة بعينها.. داعين الى التفكير المشترك لجميع دول العالم وتضافر جهودها في وضع الحلول لمواجهة الإرهاب والتعاون الجماعي في تنفيذها.. معبرين عن استغرابهم في أن تأتي معظم الانتقادات الموجهة لليمن من الدول الأعضاء في مجموعة اصدقاء اليمن، والتي من المفترض ان تكون أكبر ادراكاً من غيرها للجهود التي يبذلها اليمن لمواجهة الإرهاب ودرء مخاطره ليس عن شعبه فحسب، وانما عن المجتمع الدولي بشكل عام. حضر اللقاء نائب وزير الخارجية الدكتور علي مثنى حسن، ورئيس دائرة أوروبا بوزارة الخارجية محمد طه مصطفى .