هذه هي القصة الحقيقية الأغرب من الخيال لسرقة أغلى لوحة فنية في العالم، ففي عام 1911 اختفت الموناليزا رائعة الرسام العبقري ليوناردو دافينشي ، وسط حشود من السائحين ومحبي الفنون في متحف اللوفر في باريس رمز الحضارة الغربية ، ودون أن يترك السارق أي أثر، قال مارك توين ذات مرة : (الحقيقة هي أغرب من الخيال لأن الخيال هو وجوب الإلتزام بالإحتمالات لكن الحقيقة ليست كذلك). كانت سرقة اللوحة أمراً سهلاً لأنها وببساطة معلقة فقط على الجدار وقد رفعها اللص ومشى بعيدا بعد أن تخلص من الصندوق الزجاجي الذي يحميها ولم يترك أثراً أو دليلا حتى ايقنت الشرطة أنها تتعامل مع عصابة لصوص متطورة وتم إغلاق الحدود في محاولة لمنع هذه اللوحة من مغادرة البلاد ، واصطف الزوار لمشاهدة الفضاء الخالي على الحائط وقد علتهم الدهشة وانتابهم الوجوم . لكن مخبراً لصحيفة فرنسية اتهم عضوين بارزين في حركة طليعة باريس بسرقة اللوفر هما الشاعر غيوم أبو ليناير الذي وقع على بيان وعد فيه بحرق اللوفر مع صديقه الحميم بابلو بيكاسو ، فتم القبض عليهما وأودعا السجن ليمضوا فيه ستة أيام لكنهما في النهاية أطلق سراحهما لعدم توفر الأدلة الكافية لإدانتهما . في كانون الأول / ديسمبر من عام 1913 ظهرت الموناليزا فجأة في فلورنسا بإيطاليا وابتهج العالم وعادت اللوحة إلى متحف اللوفر بعد أن مرت بروما وميلانو. كان اللص فينتشنزو أحد العمال الإيطاليين الذين يعملون في المتحف وبعد سرقته اللوحة أبقى هذه التحفة في شقته لمدة عامين قبل أن يسافر بها إلى إيطاليا، لأنه وببساطة كان يعتقد بأنها تنتمي بحق إلى ذلك البلد وليس هنا بفرنسا ، وقد قدم إلى المحاكمة وأدين بسرعة ، وعلى ضوء هذا الحكم قضى سبعة أشهر في السجن وبعد إطلاق سراحه عاش بهدوء في إيطاليا بقية عمره ، لكن القصة لم تنتهي عند هذا الحد فقد قال الطبيب النفسي الذي فحص فينتشنزو في شهادته أنه ضعيف فكرياً وأنه من الصعب الاعتقاد بأن لديه القدرة على تخطيط وتنفيذ مثل هذه السرقة ، وقد يكون أحداً من عصابات السرقة والتزوير قد ساعده في جريمته هذه . الموناليزا كانت تنقل بعيداً عن باريس في الحربين العالميتين الأولى والثانية وقد سافرت إلى الخارج عدة مرات ومرت بواشنطن ونيويورك وطوكيو وموسكو وهي اليوم موجودة في غرفة منفصلة يحيطها إطار داخل صفيحتين مغلفة بزجاج واق من الرصاص وهناك قانون يمنعها من مغادرة فرنسا لأنها ربما تكون قد سرقت مرة واحدة ولكن هذا لن يحدث مرة أخرى . الهوامش (1) تيري هارتل / كاتب ونائب رئيس العلاقات الحكومية في ألمجلس الأمريكي للتعليم . (2) صحيفة / كرستيان ساينس مونيتور.