من الغارات إلى التجسس.. اليمن يواجه الحرب الاستخباراتية الشاملة    الدولة المخطوفة: 17 يومًا من الغياب القسري لعارف قطران ونجله وصمتي الحاضر ينتظر رشدهم    ضبط الخلايا التجسسية.. صفعة قوية للعدو    التدريب في عدد من الدول.. من اعترافات الجواسيس: تلقينا تدريبات على أيدي ضباط أمريكيين وإسرائيليين في الرياض    نجاة برلماني من محاولة اغتيال في تعز    سقوط ريال مدريد امام فاليكانو في الليغا    الأهلي يتوج بلقب بطل كأس السوبر المصري على حساب الزمالك    الدوري الانكليزي: مان سيتي يسترجع امجاد الماضي بثلاثية مدوية امام ليفربول    الرئيس الزُبيدي يُعزي قائد العمليات المشتركة الإماراتي بوفاة والدته    قراءة تحليلية لنص "مفارقات" ل"أحمد سيف حاشد"    الأرصاد يحذر من احتمالية تشكل الصقيع على المرتفعات.. ودرجات الحرارة الصغرى تنخفض إلى الصفر المئوي    شعبة الثقافة الجهادية في المنطقة العسكرية الرابعة تُحيي ذكرى الشهيد    محافظ العاصمة عدن يكرم الشاعرة والفنانة التشكيلية نادية المفلحي    قبائل وصاب السافل في ذمار تعلن النفير والجهوزية لمواجهة مخططات الأعداء    هيئة الآثار تستأنف إصدار مجلة "المتحف اليمني" بعد انقطاع 16 عاما    وزير الصحة: نعمل على تحديث أدوات الوزارة المالية والإدارية ورفع كفاءة الإنفاق    في بطولة البرنامج السعودي : طائرة الاتفاق بالحوطة تتغلب على البرق بتريم في تصفيات حضرموت الوادي والصحراء    تدشين قسم الأرشيف الإلكتروني بمصلحة الأحوال المدنية بعدن في نقلة نوعية نحو التحول الرقمي    جناح سقطرى.. لؤلؤة التراث تتألق في سماء مهرجان الشيخ زايد بأبوظبي    وزير الصناعة يشيد بجهود صندوق تنمية المهارات في مجال بناء القدرات وتنمية الموارد البشرية    اليمن تشارك في اجتماع الجمعية العمومية الرابع عشر للاتحاد الرياضي للتضامن الإسلامي بالرياض 2025م.    شبوة تحتضن إجتماعات الاتحاد اليمني العام للكرة الطائرة لأول مرة    رئيس بنك نيويورك "يحذر": تفاقم فقر الأمريكيين قد يقود البلاد إلى ركود اقتصادي    صنعاء.. البنك المركزي يوجّه بإعادة التعامل مع منشأة صرافة    الكثيري يؤكد دعم المجلس الانتقالي لمنتدى الطالب المهري بحضرموت    بن ماضي يكرر جريمة الأشطل بهدم الجسر الصيني أول جسور حضرموت (صور)    رئيس الحكومة يشكو محافظ المهرة لمجلس القيادة.. تجاوزات جمركية تهدد وحدة النظام المالي للدولة "وثيقة"    خفر السواحل تعلن ضبط سفينتين قادمتين من جيبوتي وتصادر معدات اتصالات حديثه    ارتفاع أسعار المستهلكين في الصين يخالف التوقعات في أكتوبر    علموا أولادكم أن مصر لم تكن يوم ارض عابرة، بل كانت ساحة يمر منها تاريخ الوحي.    كم خطوة تحتاج يوميا لتؤخر شيخوخة دماغك؟    محافظ المهرة.. تمرد وفساد يهددان جدية الحكومة ويستوجب الإقالة والمحاسبة    عملية ومكر اولئك هو يبور ضربة استخباراتية نوعية لانجاز امني    نائب وزير الشباب يؤكد المضي في توسيع قاعدة الأنشطة وتنفيذ المشاريع ذات الأولوية    أوقفوا الاستنزاف للمال العام على حساب شعب يجوع    هل أنت إخواني؟.. اختبر نفسك    أبناء الحجرية في عدن.. إحسان الجنوب الذي قوبل بالغدر والنكران    عين الوطن الساهرة (1)    سرقة أكثر من 25 مليون دولار من صندوق الترويج السياحي منذ 2017    الدوري الانكليزي الممتاز: تشيلسي يعمق جراحات وولفرهامبتون ويبقيه بدون اي فوز    جرحى عسكريون ينصبون خيمة اعتصام في مأرب    قراءة تحليلية لنص "رجل يقبل حبيبته" ل"أحمد سيف حاشد"    الهيئة العامة لتنظيم شؤون النقل البري تعزّي ضحايا حادث العرقوب وتعلن تشكيل فرق ميدانية لمتابعة التحقيقات والإجراءات اللازمة    مأرب.. فعالية توعوية بمناسبة الأسبوع العالمي للسلامة الدوائية    المستشفى العسكري يدشن مخيم لاسر الشهداء بميدان السبعين    وفاة جيمس واتسون.. العالم الذي فكّ شيفرة الحمض النووي    بحضور رسمي وشعبي واسع.. تشييع مهيب للداعية ممدوح الحميري في تعز    الهجرة الدولية ترصد نزوح 69 أسرة من مختلف المحافظات خلال الأسبوع الماضي    القبض على مطلوب أمني خطير في اب    في ذكرى رحيل هاشم علي .. من "زهرة الحنُّون" إلى مقام الألفة    مأرب.. تسجيل 61 حالة وفاة وإصابة بمرض الدفتيريا منذ بداية العام    على رأسها الشمندر.. 6 مشروبات لتقوية الدماغ والذاكرة    كما تدين تدان .. في الخير قبل الشر    الزكاة تدشن تحصيل وصرف زكاة الحبوب في جبل المحويت    صحة مأرب تعلن تسجيل 4 وفيات و57 إصابة بمرض الدفتيريا منذ بداية العام الجاري    ضيوف الحضرة الإلهية    الشهادة في سبيل الله نجاح وفلاح    "جنوب يتناحر.. بعد أن كان جسداً واحداً"    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



بني مطر..البن واللوز والبرقوق

مديرية بني مطر محافظة صنعاء، كانت تسمى ناحية بلاد البستان، والتي عرفت دائماً بخصوبة أراضيها، وجمال مناظرها، وكثرة مائها، حيث تزرع عشرات الأنواع من الفواكه، وأشهر ما تنتجه هذه المديرية هو البن اليمني، الذي اشتهر على مستوى العالم، وأشهر البن اليمني هو البن المطري عالي الجودة.
ومديرية بني مطر تقع في محافظة صنعاء. يحدها من الشمال مديرية همدان، ومديرية شبام كوكبان بمحافظة المحويت، ومن الجنوب مديرية ضوران آنس بمحافظة ذمار، ومن الشرق مديريتي: سنحان وبلاد الروس وأمانة العاصمة، ومن الغرب مديريتي: الحيمة الداخلية والحيمة الخارجية. وتبلغ مساحتها (1132كم2)، ومركزها مدينة متنة، وتضم هذه المديرية 218 قرية تشكل بمجموعها 15عزلة هي:
أولاً: بني قيس: وتتكون من القرى الآتية: (محل حماسل، قطع الشرف، الدمنة، المجرور، العشاش، بني سعد، القرانعي، المساجد، بيت الصريري، الضبر، الدقرار، بيت الحنظلي، بيت لاهط، معمار خصروف، بيت الجعدبي، بيت ناجي، القدمة، بيت الرازقي، الدرم، بيت الطويل، أكمة الفائق، شملان، هلالة، بيت سودان، العشة، بيت الطيلي، العرصي، الحجار، بيت الكامل، الخلات، المنقوم، محل مغرز، نعمان، وقش، بيت قطران، بني عرين، الحزابه، محل الجرف، القبة، سفيان، اللداني، بيت زاهر، عشة قيفان، بيت تركي، بني عباد، بيت عمار، المنوبة، العادية، الرحب، العقرات، نجد الحصن، ضريحة، الصلولة، قطع الشرف، بني عباد).
ثانياً: بقلان وتتكون من القرى الآتية: (وادي بقلان، محل السوادة، قباء، بيت النهمي، الجرين، الشعاف، الغيوان، العصرة، بيت علي الحاج، بيت الرماح، الهجرة، بيت العارط، بيت الشامي، بهمان، العر، القدوم، المباح، الحجل الهجدة، محل جهامة، الشعتور، العدج، بيت تركي، جامح).. ثالثاً: البروية وتتكون من القرى الآتية: (البروية، بيت المعقلي، بني جهلان، عجام، بيت عبيد، قرية الحليلة، الرباط، خشعان، بيت الهميس، بيت العنبسي، الغظار، آدم، المخبظ، سبأ، الجعدبي، كاشح الهجر، عسالة، عثيل، عمار، عينا، بيت العواء، بيت دلهم، بيت البهاء، صوليت، بيت الوشاح، القرافش، بيت العنيس).
رابعاً: الثلث وتتكون من القرى الآتية: (محل حضران، أرضة، الدار بيت السفر، خشوم، جرف الضلاع، بيت عمر، بيت المفصل، بيت القرماني، قارة، القشم، ميفعة، بيت عاطف، كحلان، بحاش، بيت ظالعة، شعبات، الظهار، بيت مهدم، القرية، قارة بني سوار، انشام، القاره، المرجلة، بيت أحمد عبدالله، بيت قطران، يطلق على هذه القرى حيد الجلب. بوعان، الخراب، يازل، لكمة، العبيد، الحصين، الكاري).
خامساً: الحدب وتتكون من القرى الآتية: (محل الحدب، قملان، بيت النجراني، بيت القطاش، القاهره، دقرين، رحبة، نقبة، شيعان، مهلك، المردعة، قيدان، الجاهلي، نصب، جوهر، العوابلة، المرخه، مذرح، بيت عزمان، المصنعة، المعوان، بيت الجرادي، اللجم، عشة طامش، باب خميس، سوق الأمان، باب الجر، الشاهلية، النمارة، لحظوة، الحرف، الضلعين، حيد الجلب، شترة، بيت الشيباني، جنات الحيمي، جنات المطري، السرابة، المقربة، الطرف.
سادساً: بني شهاب الأسفل وتتكون من القرى الآتية: (الخربة وتسمى بيت ردم، الوسطى، الحافة، القبلي، الربع الشرقي، مزع، مند، الحرورة، المساجد، القلاض، بيت قطران، بني حاتم، الخسمة، بيت نعامة، ريد، الصباحة، ردعم، بيت عذران، المصنعة، الذاري، ظهران، الخرابة، الكولة، الحرف، بيت علي حسين هذه القرى تسمى الجعادب. بني مشرح، الربع القبلي، الربع الوسط.
سابعاً: بني شهاب الأعلى وتتكون من القرى الآتية: (بيت حنبص، عيبان، كشر العليا، كشر السفلى، الموشدة، بيت رجال، دار القاضي، بيت جمعان، بيت برمان، بيت لدان، حله، بيت حابر، القبه، سفيان، بيت محفد، عكيبان، نجد الحصيني، بيت حميد، الجدف).
ثامناً: جنب وتتكون من القرى الآتية: (بيت مخارش، ريشان، قيدان، المحجر، خراب السنف، العروس، تالبة، بيت سعد، المراصب، حنظان، جعلل، برحان، بيت الديل، الظفير، الحمراء، موجف، بيت الشعبي، الحدين، الميلين جلال، الشره، صبيح، بيت الحار، بيت غضبان).
تاسعاً: بني الراعي وتتكون من القرى الآتية: (محل مسيب الداخلية، مسيب الخارجية، محيب، نصف، الخرابة، بني قاسم، ظلمان، بيت حابس، حجر عكيش، جعلل، بيت الديل).
عاشراً: حزة سهمان وتتكون من القرى الآتية: (متنة، شعبان ويسمى بيت الشعبي، القذف، بيت كاهن، داعر، البطحة، بيت شعيب، داغدن، البروية، القارن، الجرين).
الحادي عشر: المحازيب وتسمى جبل النبي شعيب:وتتكون من القرى الآتية: (محل القليس، بيت الأحمر، سنافة، بيت معدن، الصيح، البلد، المساجد، القاهر، الركب، بيت مفتاح، الصومعة، السرارة، بيت قحيم، بيت الهقش، المواقر، القصر، بني صبر، بيت اليتيم، نصف الخرابة، بني عواض، بيت عبدالله، بني قاسم، محيب).
قد يلاحظ القارئ الكريم وجود اختلاف في مسميات بعض القرى وذلك نتيجة اختلاف المصادر التي رجعنا إليها، ونرجو التكرم بموافاتنا بأي ملاحظات قد تساعدنا على ضبط المسميات للقرى التي في العزل، خدمةً للعلم وتسهيلاً للباحثين.
وأهم المناطق التاريخية والهجر العلمية في مديرية بني مطر:
1- حدة: هي حالياً في عزلة حزة صنعاء، وكانت سابقاً هجرة علمية في مخلاف بني شهاب الأعلى، وتبعد عن صنعاء حوالي 5 كم إلى الجنوب الغربي، وهي إحدى منتزهات صنعاء الأكثر شهرة من غيرها، وتقع على أكمة واسعة تتصاعد على جوانبها المدرجات المزروعة بأشجار اللوز والبرقوق، وكان بها غيل يسمى (حُمَيس)، كان غزير المياه حتى قدر المسئولون في الخمسينيات (من القرن الماضي) أن نهر حُميس يكفي لمد صنعاء وما حولها بالمياه بواسطة خزان أنابيب، وفي الثمانينيات (من القرن الماضي) والآن لم يعد هذا الغيل قادراً على ري المزارع التي حوله ، وكان في حدة طاحون عظيم لطحن الغلال يعمل بقوة دفع الماء ، وقد زحف على حده الآن العمران وأصبحت جزءًا لا يتجزأ من العاصمة صنعاء.وقد تبارى الشعراء في وصف حدة، ومما قاله عبد الله بن علي الوزير المتوفي سنة 1147ه :
ولما جئت حدة أكرمتني
وخلَّت بين من أهوى وبيني
فقلت لها: أتيتُك من آزال
فأين أقيم؟ قالت: فوق عيني
وقد ترجم المرحوم القاضي إسماعيل الأكوع في كتابه هجر العلم ومعاقله في اليمن، لثلاثة عشر عالماً ممن درس في هجرة حدة.
2- سناع: هي حالياً في عزلة حزة صنعاء، وكانت سابقاً هجرة علمية في مخلاف بني شهاب الأعلى، وهي من منتزهات صنعاء، وتقع إلى الجنوب الغربي منها على بعد نحو 6 كم، وقد زحف العمران عليها وأصبحت جزء لا يتجزءا من العاصمة صنعاء وكانت من أهم الهجر العلمية في اليمن ومعقلاً من معاقل المطرفية والهادوية المخترعة. وقد وصفها أحد الشعراء بقوله مع التورية:
من يقل في البلاد غير سناعٍ
فاجلدوه فقد تجاوز حده
وقد أسسها كهجرة مُطرف بن شهاب، وكان له بها منزل وبنى فيها مسجد عُرابة، وكان بها مدرسة للمطرفّية، وهو من أعلام المائة الرابعة وأول المائة الخامسة، وهو مؤسس مذهب المُطَرَّفية الذي عرف باسمه. وكان على مذهب الإمام الهادي يحيى بن الحسين في الفروع، وكان في بداية أمره مُزارعاً فترك ما كان عليه في الاشتغال بالزراعة، واستعان بشيءٍ من ماله، وخرج لطلب العلم في صنعاء، وأحرز قدراً كبيراً منه، ولا سيما في علم أصول الدين، وقد أخذ عن علي بن شَهْر، وعن علي بن محفوظ عن الشيخ أحمد بن موسى الطبري عن المرتضى محمد بن الهادي عن الهادي. وينسب إلى مطرف قوله: (لا تحسبوا أننا أخذنا هذا العلم من الأوراق، واعتقدنا، وإنما أخذناه من بين شوارب الرجال)، يريدُ الإسناد إلى الهادي.
ولم يعرف تاريخ وفاته ومكان دفنه. وقد ترجم المرحوم القاضي/إسماعيل الأكوع في كتابه (هجر العلم ومعاقله في اليمن) لما يقرب من (18) عالماً من العلماء الذين سكنوا فيها. وقد ذكر العلامة/ زيد بن علي الوزير في كتابه، حوارٌ عن المطرفية الفِكر والمأساة، المطبوع من مركز التراث والبحوث اليمني الطبعة الأولى 1423ه 2002م، بأن المطرفية تذهب إلى القول بما يمكن تسميته بالبرمجة الإلهية للعناصر الأربعة (الماء والنار والتراب والهواء) وهي التي تتواجد منها الأشياء.
وكان للزيدية المخترعة مدرسة، ومن العلماء الذين سكنوا في آخر عمرهم في سناع، شُريح: عالم من علماء المُطرفية له أدب وفصاحة وشعر وفقه، وكان يسكن بيت سبطان والتي تعرف الآن ببيت زبطان. والعلامة جعفر بن أحمد بن يحيى بن عبد السلام البهلولي الأبناوي الذي كان شيخ الزيدية وعالمها ومحدثها ومتكلمها وكان من علماء المطرفية بينما كان والده من علماء الإسماعيلية ثم تحول القاضي جعفر من المطرفية إلى الهادوية (الزيدية) وقد توفي وقبر فيها سنة 573ه.
3 - بيت سبطان: وهي هجرة علمية من مخلاف بني شهاب وتنسب إلى ذي سبطان بن ذي قيفان بن شرحبيل بن أساس بن يغوث، وقد سكن فيها شُريح وهو عالم من علماء المطرفية، وتدعى اليوم زبطان بالزاي بدلاً عن السين لتقارب مخرج الحرفين، وهي بجانب حده وجنوب سناع وقد زحف عُمران صنعاء العاصمة عليها وأصبحت جزءًا من أمانة العاصمة.
وينسب مخلاف شهاب الأعلى إلى شهاب بن ربيعة، وينتسب إليه الأديب الشاعر/عبد الخالق بن أبي الطلح بن محمد بن الجمهور الشهابي المتوفي عام 280ه ، وكان شاعراً مطبوعاً ومفوهاً. وقد أورد له الهمداني في الجزء الأول من كتاب الإكليل العديد من القصائد. ومن شعره، قوله:
أخذت حمير على كل حيّ
من نواحي البلاد بالأقطار
ذهبت بالآثار والملك والع
زة والمجد وامتنان الديار
5-4 - وَقَشْ: وهي هجرة علمية من مخلاف بني قيس، ووَقَشْ قرية عامرة من مخلاف بني قيس من أعمال بني مطر (بلاد البستان) ثم من أعمال صنعاء. وتقع في السفح الشمالي لجبل عرب، وإلى الشرق منها جبل قيفان، ومن الشمال جبل مَهْرة وسَمْر، ومن الغرب وادي وَقَش. كانت هجرة مشهورة، زاخرة بالعلماء، مقصودة لطلب العلم من أماكن مختلفة لمئات من السنين، وقد سكنها العشرات من علماء المطرفية في القرن السادس وبداية القرن السابع الهجري، وقد شن الإمام عبد الله بن حمزة على المطرفية سنة 613ه حرباً ضارية ظالمة، فهدم مساكنهم وأخرب مساجدهم وأتلف تراثهم الفكري. وقد ذكر القاضي/حسين السياغي في كتابه (معالم الآثار اليمنية) بأن المحل المذكور محفوف بالأشجار والأنهار والآثار القديمة، والقبور التي عليها الألواح المكتوبة، وهو أحسن محل في المنطقة، ويمكن تأهيل محل وقش ليكون منطقة سياحية. وقد ترجم القاضي إسماعيل الأكوع في كتابه (هجر العلم ومعاقله في اليمن) لما يقرب من (44)عالماً من علماء هجرة وقش.
6 - بيت بوس: وهي حالياً من عزلة حزة صنعاء، وهي هجرة علمية، وكانت سابقاًَ من قرى بني شهاب الأعلى. وهي محل في سفح جبال صنعاء الجنوبية على طرف القاع، وقد اشتهرت بما فيها من النقوش الحميرية، وفيها نقش ثابت محفور فوق باب كهف هنالك في عرض جبل الفرضة لا يصعد إليه إلاّ بسلم، كما ذكر ذلك القاضي / حسين السياغي في كتابه (معالم الآثار اليمنية)، وكانت مقراً للقيل ذي بوس، وقد وجد إسمه في كثير من الآثار، وممن ينسب إلى بيت بوس الحسن بن عبد الأعلى بن إبراهيم بن عبد الله البوسي الصنعاني الأبناوي، الذي روى عن عبد الرزاق بن همام، وممن ينسب إليها الفقيه العلامة إبراهيم بن محمد بن سليمان البوسي، وفي بيت بوس مسجد من عمارة الإمام يحيى بن الحسين الرسي. وقد ذكر المرحوم القاضي محمد علي الأكوع في هوامش تحقيقه لكتاب (صفة جزيرة العرب) أن الملك المكرم أحمد بن علي الصليحي توفي في بيت بوس سنة 480ه ودُفن بها، (وقد احترز على إحدى الروايات).
7 - جبل عيبان المشهور: وهو أحد جبال مخلاف بني شهاب الأعلى، وهو حصن صنعاء الغربي، المقابل لجبل نقم. فيه آثار كثيرة في جوانبه، ومجار عظيمة كانت لغيول (عيون ماء) عظيمة، كما يظهر من حجم المجاري، وهي الآن مندرسة. ويوجد فيه حصن الجميمة، وفي رأسه حصن يسمى حصن البراق وفي وسط هذا الجبل بئر يقال لها بئر الريق (حميرية). وتحته من جهة الغرب محل بيت نعامة التي فيها مآثر(وقد ذكر المرحوم القاضي محمد الأكوع في هوامش تحقيقه لكتاب (صفة جزيرة العرب) أنها قرية كبيرة مربعة الشكل ذات سور، تقع في ظاهر جبل عيبان من الغرب،وذكر أنه ينسب إليها البحر النعامي من أعيان القرن الخامس الهجري. وقد ذكر القاضي حسين السياغي في كتابه (معالم الآثار اليمنية) أن به حصن (ذي يهر الحميري) الذي يقال أن أسعد تبع الحميري، قال فيه:
وقد كان ذو يهر في الأمور
يأمر من شاء ولا يؤمر
8 - بيت حنبص: وهي قرية عامرة من مخلاف بني شهاب الأعلى، وكانت قديماً من مخلاف المَعْلَل من بني مطر وأعمال صنعاء. وهي في الغرب الجنوبي منها. وكانت من القرى المشهورة بالعلم والعلماء وكانت من مراكز المطرفية. وفيها مسجد يقال له مسجد القضاة آل أبي ثور. ويوجد حصن بيت حنبص المشهور تحت جبل عيبان، وكان هذا الحصن مقراً للرؤساء من الحميريين. وفيه آثارٌ قديمة، وقد ذكر الهمداني في (الإكليل ج8) بيت حنبص، تحت مسمى محفد بيت حنبص، وقال: فيه آثار عظيمة من القصور وقد كان بقي منها قصر عظيم، وذكر أن أبو نصر (شيخ الهمداني) وأبائه كانوا يتوارثونه من زمن جدهم ذي يهر، وكان فيه معاقم(المعقم: هو عتبة الباب) من بلاط.
9 - بيت محفد: وفيه آثار وقصور والمحفد عادةً يحوي قصور الملوك، حيث ذكر نشوان الحميري في كتابه (شمس العلوم) أن المحفد والمحافد هي قصور الملوك التي فيها الحفدة، وهم الأعوان والخدم واستشهد بقول تبع:
ودعا بقطر قد أذيب فصبَّه
ما بينه وكذا بناء المحفد
1- أرتل: وهو حالياً من عزلة حزة صنعاء، وكانت سابقاً من المناطق العلمية في مخلاف بني شهاب الأعلى قرب صنعاء في الغرب الجنوبي من صنعاء، تقع في السفح الشرقي لجبل عيبان جوار قرية بيت بوس، يكثر فيها التين الشوكي، ومنها كان ينبع غيل آلاف الذي كان يسقي صافية صنعاء قبل أن يجف.
12- الهجر العلمية: في بني مطر غير ما ذكر أعلاه:
أ‌- الرَّوعَة: هجرة علمية تقع في مخلاف الحدب، وهي اليوم مندرسة، وقد ترجم القاضي إسماعيل الأكوع في كتابه (هجر العلم و معاقله في اليمن) ل(5) من العلماء الذين درسوا فيها.
ب‌- سُمْر: هجرة علمية تقع في مخلاف بني قيس، وهي اليوم مندرسة، وكانت تعرف من قبل بالعشَّة، وقد ترجم القاضي إسماعيل الأكوع في كتابه (هجر العلم ومعاقله في اليمن) ل(11) من العلماء الذين درسوا فيها.. ومن القرى المشهورة في بني مطر قرية (صَوْف): وهي قرية خربة في الجنوب الغربي من يازل (يازل قرية من مخلاف الثلث) ، وقد ذكر القاضي إسماعيل الأكوع في كتابه (هجر العلم ومعاقله في اليمن) أنها في مخلاف بني سوار، كما ذكرها بامخرمة في كتابه (ثغر عدن) بأنها قرية بين حضور وبين بئر بني شهاب.وقد وقعت فيها المعركة المشهورة بين علي بن محمد الصليحي مؤسس دولة الصليحيين في اليمن وبني ابن أبي حاشد، وأن الفريقين التقيا في هذه القرية وكانت الغلبة لعلي محمد الصليحي وأصحابه، وبهذه القرية يضرب المثل في اليمن (قَتْلَةْ صَوْف).
13 - الغيل الأسود: أصل مخرجه من قاع أرتل تحت غيل آلاف، وكان نهر يشق صنعاء من جانبها الغربي ومنابعه من سفح الجبل المعروف بحدَّين جنوبي صنعاء على مسافة ساعة، وأكثر سقيه في شعوب شمالي صنعاء.
14 - أودية مديرية بني مطر: أشهر أودية بني مطر كما ذكرها المرحوم/حسين الويسي في كتابه (اليمن الكبرى) وادي صَيح، وهو بالشمال الغربي منها، ويجتمع بوادي الأهجر في سُنردد.. ومن أوديتها وادي الجار وبُقلان وهو بالجنوب من بني مطر وتتجه مصباته إلى فَرش آنس، ثم إلى سهام ومن فَرش آنس يرد الحطب (الوقود) إلى صنعاء وهو قاع فسيح يتوسط بين آنس وبني مطر، ومن أوديتها حدة وسناع، وهما من منتزهات صنعاء بالجنوب الغربي منها.. ووادي ريعان، ومساقطه من شرق جبل شعيب وتمر مياهه من المساجد فريعان فوادي ظهر فالرحبة فالخارد. ووادي بوعان وهو بجنوب جبل شعيب، ووادي يازل ويتجهان جنوباً إلى الفرش من آنس.
المراجع
(كتاب الإكليل للهمداني، من إصدارات وزارة الثقافة والسياحة – صنعاء، مطبوعات 2004م.
/ مجموع بلدان اليمن وقبائلها، للقاضي محمد بن أحمد الحجري، تحقيق القاضي إسماعيل بن علي الأكوع، منشورات وزارة الإعلام والثقافة، منشورات وزارة الإعلام والثقافة مشروع الكتاب، الطبعة الأولى 1404ه-1984م.
/ اليمن الكبرى، للأستاذ/حسين بن علي الويسي، الجزء الأول، من مطبوعات مكتبة الإرشاد – صنعاء، الطبعة الثانية 1412ه - 1991م.
/هذه هي اليمن، للأستاذ/عبد الله أحمد الثور، مكتبة دار حراء – القاهرة.
/صفة جزيرة العرب، تأليف لسان اليمن الحسن بن أحمد بن يعقوب الهَمْدَاني، تحقيق القاضي المرحوم محمد بن علي الأكوع، صادر عن مركز الدراسات والبحوث- اليمن صنعاء.
/معالم الآثار اليمنية، إعداد القاضي/حسين أحمد السياغي، من إصدارات مركز الدراسات والبحوث اليمنية- صنعاء.
/هجر العلم ومعاقله في اليمن، تأليف المرحوم القاضي إسماعيل الأكوع، الطبعة الأولى 1416ه 1995م، دار الفكر المعاصر بيروتلبنان.
/حوارُ عن المطرفية الفِكر والمأساة، للأستاذ/زيد بن علي الوزير، من مطبوعات مركز التراث والبحوث اليمني، الطبعة الأولى 1423ه 2002م.
/غيول صنعاء دراسة تاريخية أثرية وثائقية، للأستاذ عبد الوهاب محمد عسلان، دار الفكر – دمشق، الطبعة الأولى 1421ه-2000م.
/نشوان الحميري في كتابه (شمس العلوم).
/النتائج النهائية للتعداد العام للسكان والمساكن والمنشآت 2004م.
اليمن دراسة موجزة للمحافظات، تأليف المرحوم الأستاذ/عبد الله بن أحمد الثور، مطبوعات مطبعة الاستقلال الكبرى – القاهرة، ربيع الثاني 1399ه - مارس 1979م.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.