سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
مجوَّر: اليمن أولت عملية التنمية البشرية اهتماماً خاصاً باعتبارها حجر الزاوية في التنمية المستدامة وأساس التطور في افتتاح المؤتمر الدولي للتعليم الطبي والاعتماد الأكاديمي
أكد رئيس مجلس الوزراء الدكتور علي محمد مجور أن الجمهورية اليمنية أولت عملية التنمية البشرية اهتماماً خاصاً باعتبارها حجر الزاوية في التنمية المستدامة وأساس النهضة والتطور الاقتصادي والاجتماعي والحضاري. وقال رئيس مجلس الوزراء لدى افتتاحه أمس في صنعاء المؤتمر الدولي الأول للتعليم الطبي والاعتماد الأكاديمي لدول الشرق الأوسط: «لقد بات من الواضح أن الاستثمار في رأس المال البشري، وبالذات في التعليم العالي والبحث العلمي، هو المحرك الرئيسي لوتائر النمو الاقتصادي وتوليد قاعدة عريضة للتنمية والإنتاج وتحسين الدخول ورفع مستوى معيشة أفراد المجتمع». وأضاف: «لقد تجلّى ذلك فيما شهده قطاع التعليم بمختلف مجالاته خلال السنوات الماضية من تطور في مؤشراته الكمية وفي مؤسساته التعليمية وفي حجم الإنفاق عليه من الموارد، فالإنفاق على التعليم وصل إلى مستويات عالية جعلت منه على رأس سلّم الأولويات التنموية، كما شهد التعليم الجامعي نمواً ملحوظاً، حيث بلغ عدد الملتحقين بالجامعات الحكومية والخاصة أكثر من مائتين وخمسين ألف طالب وطالبة». وتابع الدكتور مجور قائلاً: «إن الحكومة وهي تعمل على توفير الدعم والإمكانيات الكافية لمؤسسات التعليم، عملت على تشجيع القطاع الخاص للاستثمار في التعليم بمستوياته المختلفة بعد أن هيأت الظروف المناسبة التي تمكنه من المساهمة في عملية التنمية والمنافسة في هذا المجال، ونتيجة لذلك أصبح القطاع الخاص شريكاً فاعلاً وأساسياً تمثّل جامعة العلوم والتكنولوجيا أحد نماذجه الحيوية والناجحة». وأشار إلى أن الاهتمام بموضوع الجودة والاعتماد الأكاديمي غدا اليوم اهتماماً دولياً ووطنياً؛ بل مطلب ملح للتعليم الجامعي المتميز الذي يتواكب مع متطلبات سوق العمل واحتياجات التنمية، ومن الأهمية بمكان أن تولي جامعاتنا الحكومية والخاصة هذا الموضوع اهتماماً خاصاً في برامجها ونشاطها الأكاديمي. مبيناً بهذا الصدد ان الحكومة اتخذت خطوة جادة تمثلت في تأسيس مجلس أعلى للجودة والاعتماد في وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، وتم استكمال الترتيبات القانونية والمؤسسية اللازمة، حيث نتوقع دوراً محورياً له في الفترة القادمة في تشجيع ودعم الجامعات الحكومية والخاصة في تبني نظام الجودة والاعتماد. وقال: «إن أمتنا العربية واليمن على وجه الخصوص في حاجة إلى تبني الاتجاهات الجديدة في الجودة والاعتماد والمضي قدماً في تعزيز دورها في البحث العلمي في عصر المعرفة والاقتصاد المعرفي، والاهتمام بالبحث والتطوير حتى نتمكن من أخذ دورنا في العالم، فلقد أضحى العلم والمعرفة أساساً لتقدم ورقي الأمم». وأضاف: «إن ثقتنا لا حدود لها بأهمية التعليم ببعده النظري وتجلياته التطبيقية المعززة بالأبحاث العلمية في النهوض بالواقع وفي الإحاطة بتحدياته وتفسير ظواهره وتحولاته وصولاً إلى حل مختلف الإشكاليات المتولدة عن تلك الظواهر والتحولات، إلى جانب إسهامه الأكثر أهمية في تجويد الحياة والارتقاء بها وتحسين سبل العيش من خلال الرؤية العلمية والفكر المستنير وروح الابتكار والتطوير». وأشاد رئيس مجلس الوزراء بجهود جامعة العلوم والتكنولوجيا وتبنيها الاتجاهات الحديثة في التعليم الجامعي وتعزيز علاقاتها مع الجامعات في العالم العربي والإسلامي والدولي، وكذا إنجاز الجامعة المتمثل في إعداد استراتيجية شاملة للتطوير في جميع جوانب العملية التعليمية والأكاديمية والبحثية وخدمة المجتمع. داعياً جميع الجامعات الحكومية والأهلية اليمنية إلى تعزيز أواصر التعاون والتفاعل مع الجامعات العربية والإسلامية والدولية بما يخدم عملية تطوير جودة تعليم مؤسساتنا التعليمية. ورحّب رئيس مجلس الوزراء نيابة عن فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح، رئيس الجمهورية بالمشاركين في هذا المؤتمر العلمي المتميز للقيادات الطبية في العالم العربي والإسلامي والدولي وقيادات اتحاد الجامعات العربية ومنظمة الصحة العالمية والهيئة الفيدرالية العالمية للتعليم الطبي..متمنياً للمؤتمر الذي يضم كوكبة من العلماء والمختصين والباحثين المحليين والدوليين النجاح والتوفيق. وقد دشّن رئيس مجلس الوزراء ومعه وزير التعليم العالي والبحث العلمي الدكتور صالح باصرة ورئيس مجلس إدارة جامعة العلوم والتكنولوجيا الدكتور طارق سنان أبولحوم الاستراتيجية التعليمية لجامعة العلوم للثلاث السنوات القادمة بتكلفة مليار ريال. وكان رئيس جامعة العلوم والتكنولوجيا الدكتور حميد عقلان، رئيس المؤتمر قد أكد في كلمة له أهمية المؤتمر الذي تنظمه الجامعة بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية والهيئة العالمية للتعليم الطبي لتزامنه مع اجتماعات المجلس التنفيذي لاتحاد الجامعات العربية والاجتماع السابع لعمداء الطب العرب والذي يناقش موضوعات بالغة الأهمية في جوانب الجودة والاعتماد الطبي وتطوير أساليب التعليم والتعلم وتبادل الخبرات وتطوير آفاق التعاون العلمي والأكاديمي بين المؤسسات العلمية والأكاديمية. وتحدث الدكتور عقلان إلى ما شهدته جامعة العلوم والتكنولوجيا خلال السنوات ال«15» الماضية من تطورات في برامجها العلمية ومناهجها الأكاديمية وبيئتها التعليمية وفي مختلف جوانب العمل الأكاديمي والإداري والمؤسسي مما مكنها من تبوؤ مكانة متميزة بين مؤسسات التعليم العالي محلياً واقليمياً. وتطرق رئيس جامعة العلوم إلى ما توليه قيادة الجامعة من اهتمام بجودة البرامج التعليمية وتأهيل كادرها التدريسي، حيث عملت على تأهيل أكثر من 140 عضواً في درجة الماجستير والدكتوراه، فضلاً عن إسهامها في البحث العلمي بنسبة 2 بالمائة من إيرادات الجامعة لتشجيع البحث العلمي وعقد ندوات ومؤتمرات علمية وإصدار المجلات العلمية المتخصصة، إلى جانب الخدمات البحثية والاستشارية من خلال أكثر من 14 مركزاً تدريبياً واستشارياً بما في ذلك مستشفى جامعة العلوم والتكنولوجيا، وتقديم أكثر من 180 منحة دراسية مجانية للمتفوقين من الطلاب والطالبات في الشهادة الثانوية العامة ولحفاظ القرآن الكريم من خريجي الثانوية. موضحاً في نفس الوقت أن الجامعة عملت على توقيع اتفاقيات مع نظيراتها من مؤسسات التعليم العالي على المستوى الاقليمي والدولي بلغ عددها 66 اتفاقية، وأن الجامعة ستوقع على هامش المؤتمر اتفاقية لإنشاء مركز دراسات عليا بالتعاون مع الجامعة الوطنية الماليزية، وفتح برنامج مشترك مع جامعة أتاتورك. متمنيا في ختام كلمته أن يحقق المؤتمر أهدافه ويخرج بنتائج مثمرة تسهم في تطوير التعليم الجامعي والبحث العلمي. فيما استعرضت كلمات أمين عام اتحاد الجامعات العربية الدكتور صالح هاشم ونائب رئيس مكتب منظمة الصحة العالمية لدول شرق المتوسط عبدالله الساعدي ورئيس الفيدرالية العالمية للتعليم الطبي البرفيسور ستيفن لينجرن وممثل الفيدرالية العالمية للتعليم الطبي في شرق المتوسط البروفيسور إبراهيم بني هاني، ورئيس اللجنة العلمية لعمداء كليات الطب العرب عزمي محافظة، أهمية انعقاد المؤتمر السابع للجمعية العلمية لكليات الطب العربية والمؤتمر الأول للفيدرالية العالمية للتعليم الطبي ومكتب شرق المتوسط لمنظمة الصحة العالمية. مؤكدين في كلماتهم أن المؤتمر يتناول موضوعين في غاية الأهمية هما التعليم والاعتماد في المهن الصحية، إلى جانب ورش العمل التي ستعقد على هامش المؤتمر والتي ستسهم في تطوير معارف ومهارات المشاركين وتنويرهم في مجالات التعليم والاعتماد في المهن الصحية. واستعرضوا الأنشطة التي تنفذها اللجنة العلمية لكليات الطب العرب ومنظمة الصحة العالمية والفيدرالية العالمية للتعليم الطبي في مجال الاعتماد الأكاديمي وضمان الجودة في المهن الصحية. وتحدثوا عن الإشكاليات الصحية التي تعاني منها الدول العربية بسبب قلة التمويل وعدم إعطاء الأولوية للصحة في جدول أعمال التنمية الوطنية. متمنين أن يخرج المؤتمر بنتائج يعمل على تحقيقها على أرض الواقع لبلوغ أفضل مستوى صحي لشعوبنا العربية. وتم على هامش افتتاح المؤتمر الذي حضره وزير الصحة العامة والسكان الدكتور عبدالكريم يحيى راصع ووزير التربية والتعليم الدكتور عبدالسلام الجوفي وعدد من المسؤولين والوفود المشاركة، تكريم الدفعة الأولى من خريجي علوم صحة المجتمع (إدارة المستشفيات) والبالغ عددهم 15 من حملة الماجستير الدارسين في الجامعة الوطنية الماليزية من المنتسبين لجامعة العلوم والتكنولوجيا.