حذرت وزارة الزراعة والري المزارعين لاسيما القاطنين في المناطق الجبلية من تأثيرات موجة صقيع شديدة قادمة وفقاً لمؤشرات الارصاد الجوي ما يدعو إلى أخذ الحيطة والحذر لحماية المزروعات من أضرار الصقيع. وفي تصريح لوكالة الأنباء اليمنية /سبأ/ دعا مدير عام الإرشاد والتدريب الزراعي بوزارة الزراعة والري الدكتور منصور العاقل إلى أهمية أخذ الحيطة والحذر لتفادي الأضرار والخسائر التى قد تسببها موجة الصقيع على المحاصيل الزراعية وذلك من خلال اتباع عدد من الممارسات والأساليب منها المقاربة بين عدد الريات للمحاصيل الزراعية وبشكل مستمر من أجل توفير مناخ معتدل ومتوازن بين برودة التربة مع برودة الجو. وأشار إلى أهمية تغطية النباتات بمادة القش (التبن) خلال الفترة التى تتعرض فيها المزروعات والنباتات لموجة الصقيع والبرد لإيجاد نسبة تدفئة للنبات وحمايته من التلف والضمور بسبب الموجة والتى ربما تؤدي إلى حرق النبات بالكامل. وشدد على ضرورة اتباع المزارعين للإرشادات الزراعية التي تقدمها مكاتب الإرشاد الزراعي في المحافظات والتى تنفذ برامج وإرشادات مكثفة للمزارعين حول كيفية تجنب الأضرار واتباع الطرق الملائمة والسليمة لحماية المحاصيل الزراعية من المتغيرات المناخية لاسيما موجة الصقيع. ووفقاً للدكتور العاقل فإن هناك عددا من الأصناف الجيدة لبعض المحاصيل توصي بها البحوث الزراعية كونها من الأصناف المقاومة للصقيع وتعطي انتاجية عالية مقارنة بالأصناف المحلية التى تعطي انتاجية متدنية عند تعرضها لموجة صقيع.. موصياً كافة المزارعين بتطبيق التوصيات البحثية لتجنب موجات الصقيع والبرد القارس خاصة في المناطق المرتفعة. مدير عام وقاية النباتات بالوزارة المهندس عبدالله السياني يشير بدوره إلى أن المقاربة بين عدد الريات للمحاصيل الزراعية يعمل على ايجاد مناخ معتدل ومتوازن بين برودة التربة وبرودة الجو ما يهيئ ظروفاً ومناخاً ملائماً ودافئاً للنبات وبالتالي فإن ذلك يقلل من حجم الأضرار بسبب الصقيع وكذا التقليل من حجم الخسائر في الثمار. ولفت إلى أن النباتات والمزروعات في المناطق المرتفعة ستكون أكثر عرضة للإصابة بموجة الصقيع خاصة أشجار الفرسك واللوز والبرقوق والتفاح لأن البرد يؤثر على عملية النمو وإخراج الزهر ويترتب على ذلك تدني في كمية انتاج الثمار وجودتها. وأشار السياني إلى أن بعض المزارعين يلجأون خلال فترة الصقيع والبرد القارس " الضريب" إلى الإفراط في استخدام المبيدات على النباتات لاسيما أشجار القات بغية مساعدة الأغصان والأفرع على النمو وهو ما يشكل خطورة على البيئة والصحة العامة. ولفت إلى أهمية التنسيق لتنفيذ برامج مشتركة ومكثفة لتوعية المزارعين سواء بالمعاملات الزراعية الحديثة أو الحد من الاستخدام العشوائي للمبيدات على الزروع والأشجار.. منوهاً بأهمية التوعية وإرشاد المزارعين بإتباع الطرق الزراعية المثلى بما يسهم في التقليل من الأضرار الناجمة عن موجة الصقيع. وفيما يرى المسؤلون في وزارة الزراعة والري أن المعاملات الزراعية الحديثة من تدفئة النبات وتنظيم الري وغير ذلك من العوامل الهامة والمساعدة في التقليل من حجم الأضرار بسبب الصقيع، إلا أن الأستاذ المساعد بكلية الزراعة جامعة صنعاء الدكتور علي القاسمي يعتبر أن عمليات التدفئة للنبات من قبل المزارعين صعبة في اليمن وتحتاج إلى إمكانات. لافتاً إلى أهمية أن تتدخل وزارة الزراعة والري بمساعدة المزارعين في هذا الجانب وذلك من خلال توفير الأصناف الجيدة والتى تتحمل البرودة الشديدة. وقال " هناك بعض الأصناف للنباتات حساسة وتتأثر بشكل كبير بالبرودة الشديدة وهناك أيضاً أصناف أخرى مقاومة وتتحمل درجات عالية من البرودة كالأشجار متساقطة الأوراق كالتفاح والسفرجل والفرسك، كما أن اللوزيات لاتتأثر كثيراً بموجة الصقيع ولذا فعلى وزارة الزراعة توفير مثل هذه الأصناف الجيدة والمقاومة للصقيع. ويشير الدكتور القاسمي إلى أهمية فكرة البيوت المحمية لحماية الزروع والنباتات من الخضروات والفواكه من موجة الصقيع،منوهاً بأهمية أن تركز وزارة الزراعة والري على إقامة البيوت المحمية للنباتات لاسيما الخضروات كالطماطم والخيار في المناطق المرتفعة التى تتعرض عادة لموجة الصقيع لأن الزراعة باستخدام البيوت المحمية تتيح مجالاً للتحكم بالمؤثرات الخارجية على النبات كالمناخ والصقيع وغير ذلك. وكان المركز الوطني للارصاد قد حذر مؤخراً من موجة برد شديدة على محافظات عمران وصعدة وصنعاء وذمار وإب والضالع والبيضاء. ودعا المركز في بيان له المواطنين خاصة كبار السن والأطفال والمزارعين القاطنين في تلك المحافظات أخذ الإحتياطات اللآزمة لتلافي تعرضهم لصدمات البرد الشديدة . وبحسب خبراء المناخ والأكاديميين المختصين بعلم النبات والإرشاد الزراعي فإن الإنتاج الزراعي يتأثر سنوياً من الصقيع بدرجات متفاوتة وقد يؤدي في بعض الحالات إلى أضرار شديدة بالمحاصيل الزراعية خاصة الخضروات ملحقاً أضرار اقتصادية وخيمة للمزارعين. ويعرف الصقيع بأنه ظاهرة طبيعية مناخية تختلف عن الثلج وهي أكثر انتشاراً في العالم وتغطي رقعتها جغرافياً لتشمل بعض البلدان الحارة نسبياً خصوصاً في فصل الشتاء.