هدف إيجاد تنوع محصولي في مرتفعات تعز، نتائجه ملموسة على مستوى زراعة القمح والشعير والفول والثوم، وما تشتمل عليه الحدائق المنزلية والتوسع في تربية الدواجن ذات الأصول المحلية، وكذا زراعة النباتات العطرية والطبية. ففي إطار تعاون الجمعية اليمنية للزراعة المستدامة ومنظمة “ايديال” الفرنسية في اليمن جاء مشروع تنمية الزراعة المستدامة والأمن الغذائي؛ لتمكين المزارعين والفقراء من الحصول على البذور المحسنة المحلية، وتقديم قروض عينية للأسر في كل من صبر الموادم والصلو وسامع ما شكل إضافة لما بدأه برنامج توثيق التراث الزراعي من خلال مركز الأصول الوراثية بقيادة رئيسه السابق الدكتور أمين الحكيمي، وهذا ما تصفه منال عبدالجليل النهاري بأنه مكمل وتتجلى نجاحات المشروع في تأثير أنشطته إيجابياً بالواقع ففي جبل صبر حيث نسبة الفقر مرتفعة بسبب تراجع إنتاجية الأرض الزراعية تقول م.منال: هدف المشروع إلى إيجاد تنوع محصولي في هذه المرتفعات بحيث يتم تبادل الخبرات والمعارف والنتائج التجريبية بين مناطق جبل صبر المرتفعة ومناطق الصلو لتشابه المناخ؛ حتى تؤتي الجهود ثمارها الملموسة، فتم تغيير أنواع المحاصيل، وإدخال أنواع لم تجرب من قبل وقد حققت نجاحا، وكان لهذه التجارب أصداء حيث زال تخوف بعض المزارعين من المغامرة في تغيير المحصول مع أن هدفهم رفع الإنتاج، وتحسين العائد وصولاً إلى الاكتفاء الذاتي والأمن الغذائي. اكتفاء ذاتي وبشأن دور المشروع والمهندسين والمرشدين أوضحت م.منال بقولها: تحقيق اكتفاء المُزارع وأسرته من الغذاء هدف ينشده المزارع، إلى جانب العمل التعاوني والتشاركي. وطموح المجتمع ككل ينصب على عمل كل ما من شأنه الوصول إلى الأمن الغذائي في حده الأدنى على المستوى الوطني، وفي إطار المشروع نعمل على إقناع الناس عبر ما يشاهدونه في الحقول التجريبية، وأثر البذور المحسنة، وتبادل الخبرات ونتائج تربية الدواجن، والهدف النهائي يحتاج إلى وقت وجهد يعزز ثقة الناس، لكن الحقول الإيضاحية أبلغ رسالة وأوضح وسيلة إقناع فنجاح زراعة اللوز في جبل صبر والصلو حقق ارتياحا نسبيا، والتوسع في إطار هذا المكون هو ما نتمناه مستقبلاً فهناك محاصيل تزرع في هامش الحقل ولا تتطلب عناء كبيرا. تجارب ناجحة وعن الحدائق المنزلية فقد حققت نجاحا بنسبة 80 % وهي بما تتسع له من محاصيل تمثل أول وسيلة دفاع ضد الفقر، وخاصة فقر الغذاء ومع ذلك تعتبر الفكرة جديدة بين أفكار ومكونات المشروع منذ عامين حسب رأي المختصة التي استطردت قائلة: دعم المشروع الحدائق الرمضانية، وعملنا عددا منها كهدف من أهداف البرنامج، وتم زراعتها بالمحاصيل البقولية بعد شرح أهمية التنوع الغذائي، وحاجة الأسرة إلى الخضروات، إلى جانب البروتينات، وما هو متاح فيه محلياً كضرورة؛ للتخلص من فقر الدم، والوقاية من أمراض سوء التغذية، ومن أجل نمو الجسم، وهذه الطريقة، لها أثر كبير في تشجيع الفقراء والمزارعين عامة على إنجاح البرنامج، وجزء من جهود هدف تحقيق التنمية المستدامة ..وفي هذا الموسم سنقدم بذورا اعتاد الناس على زراعتها كما سنستمر بالتجربة السابقة لمكونات المشروع حتى يستعيد المزارعون ما تخلوا عنه من عمليات زراعية، وبذور محاصيل محلية كادت تنقرض مع الأساليب التقليدية لحفظها وإكثارها. حظائر الدواجن - أما حظائر الدواجن فهدف المشروع فتح باب للرزق وهي مشاريع تمثل مصدر دخل للأسرة الفقيرة في مرتفعات تعز، ويساهم المزارع ببناء الحظيرة من الأحجار، ويحصل من البرنامج على باب وشبك لحماية الدجاج البلدي، وعزلها عن الدجاج المزرعي حجراً؛ ليبدأ التكاثر بعيداً عن الأمراض المحتملة. وهناك خطة لتسويق البيض، وفكرة الصندوق الدوار مهمة، هدفها ترحيل الفائض من عائد البيع إلى هذا الصندوق بحيث يعود على المزارع بالفائدة حال احتياجه لمواجهة مشكلة كجائحة تسبب تفوق الدجاج. وكلما زاد عدد الدجاج وبيضها عن حاجة الأسرة يصبح مصدر دخل ولو بسيطا ..والمهم أن الناس أخذوا يهتمون بالبلدي. وهذا مهم؛ لأن الأصل الوراثي المحلي الذي ينقرض أفضل من الدجاج المزرعي المستورد؛ فهو مصدر غذائي وعلاجي، رغم بطء تكاثره مقارنة بالمستورد، ولكن البركة في الأصول الوراثية المحلية لمحاصيل الحبوب والبقوليات والخضار؛ لأنها أوفر، وتناسب التربة المحلية. النباتات العطرية - وبالنسبة للنباتات العطرية فجوهر الاهتمام بها ليس لأغراض الزينة فقط ، بل الهدف تنموي، اقتصادي، وبيئي أشمل هكذا تنظر المهندسة منال وتقول: هناك هدف طبي، علاجي للحفاظ على النباتات العطرية ضمن الحديقة المنزلية، نأمل أن تكون الحديقة المنزلية جزءا لا يتجزأ من ثقافة المواطن في الريف والحضر ومحل اهتمام يومي.