لاتزال حوادث المرور تحصد أرواح آلاف المواطنين يومياً, وباتت تشكل واحدة من أهم المعضلات التي تؤرق وتستنزف المجتمع في أهم مقوماته ومكوناته الفاعلة, وهو العنصر البشري, إضافة إلى ما تخلّفه من تأثيرات ومشاكل وخسائر مادية ضخمة وهي إشكاليات مطروحة ولها ارتباط وثيق بعناصر الحياة اليومية للإنسان. فلا تخلو طرقاتنا العامة يوماً من الحوادث المرورية سواء أكانت هذه الحوادث بسيطة دون إصابات أم كارثية متسببة في موت العديد من الناس، وتزايدت معدلات حوادث المرور التي تقع على الطرقات العامة خلال الآونة الأخيرة بصورة أدت إلى تضاعف الخسائر إلى خسائر بشرية واجتماعية واقتصادية بصورة لم يسبق لها مثيل. وزارة الداخلية وفي تقرير حديث لها قالت إن عام 2010م سجّل انخفاضاً ملحوظاً في عدد ضحايا الحوادث المرورية بمقدار 328 حالة وفاة عن العام الذي سبقه 2009م، وانسحب هذا الانخفاض إلى عدد الإصابات الناجمة عن هذه الحوادث, حيث سجلت إصابات الحوادث المرورية لعام 2010م نقصاً عددياً عن إصابات 2009م ب 1710 حالات.. وكان عام 2010م المنصرم قد شهد وفاة 2735 شخصاً من مختلف الفئات العمرية بينهم 350 أنثى، في حوادث مرورية وقعت في مختلف طرقات محافظات الجمهورية، فيما أصيب 18407 آخرين بإصابات مختلفة جراء هذه الحوادث، من ضمنهم 2257 أنثى. وأوضحت إحصائية مرورية نقلها موقع وزارة الداخلية عن حوادث السير أن العام الماضي سجّل وقوع 13526 حادثة سير في طول وعرض طرقات الجمهورية، توزعت على حوادث انقلاب مركبات، وصدام سيارات، ودهس مشاة، وسقوط من على سيارات. وكعادتها تُرجع الإدارة العامة للمرور أسباب الحوادث المرورية إلى السرعة الزائدة وإهمال السائقين والمشاة، وعدم استخدام حزام الأمان من قبل سائقي المركبات بالإضافة إلى تعاطي القات والحديث في الهاتف أثناء القيادة وأسباب أخرى، بينها ماهو ذو طابع فني، وآخر متعلق بصلاحية الطرقات وعدم توافقها مع المقاييس والمعايير الدولية، والتجاوز الخاطئ والخطر، بالإضافة إلى هطول الأمطار. ويرى مدير عام المرور العميد يحيى زاهر في تصريح لموقع (نيوزيمن) أن القضية المرورية بجميع صورها وأشكالها وما تنجم عنها من خسائر وأضرار بشرية ومادية قد فرضت نفسها على مجتمع اليمن بكل مكوناته الرسمية والشعبية, وأصبحت تشكل هماً كبيراً يومياً لكل مستخدمي الطريق كنتيجة حتمية لتناميها المطرد والمتزايد سنة بعد أخرى. وقال زاهر: للأسف إن المشكلة المرورية تزداد بشكل يومي في اليمن وإن كانت سجلت انخفاضاً ملحوظاً خلال العام الماضي، لكنها تظل مشكلة دائمة. ويقول أحد أفراد المرور ل(نيوزيمن): إن زيادة الحركة المرورية وازدحام معظم شبكات الطرق وصعوبة التنقل داخل المدن وعدم اتباع مستخدمي الطرق أنظمة وقواعد السلامة، أدّى إلى زيادة مطردة في عدد الحوادث المرورية. وقال: إن ارتفاع حجم الخسائر البشرية والمادية الناجمة عن الحوادث المرورية أصبح كارثياً، وله دلالات ينبغي التوقف عندها. ويعلّق محمد حميد: إن ظاهرة تكرار الحوادث على الطرق الرئيسية والفرعية أصبحت صداعاً في أدمغة الناس والمارة، مبيناً أن معظم الحوادث ناتجة عن بعض صغار السن الذين لا يحملون رخص قيادة وأعدادهم لا يُستهان بها، ويتسببون في ارتكاب حوادث يومية مفجعة على الطرقات. وبحسب الإحصائية فإن الخسائر المادية الناجمة عن حوادث السير قد بلغت ملياراً و963 مليوناً و257 ألف ريال، مرجعة أسباب وقوع حوادث المرور خلال العام الماضي 2010م إلى السرعة وإهمال السائقين والمشاة، وكذا التجاوز الخاطئ والأعطال الفنية، وأسباب أخرى منها الصلاحية الفنية للطرقات. وعلى الرغم من الأرقام المتصاعدة للحوادث المرورية، فإن مراقبين يؤكدون أن أياً من الجهات الشعبية أو الأحزاب السياسية لم تهتم أو تلتفت إلى المحرقة الناجمة عن حوادث المرور.