استقبل رئيس مجلس الوزراء الدكتور علي محمد مجوَّر أمس بصنعاء المفوض العام للأمم المتحدة لشئون اللاجئين انطونيوجايترس والمفوض الأوروبي للتعاون الدولي والمساعدات الإنسانية كرستينيا جورجيف والوفد المرافق لهما. جرى في اللقاء مناقشة علاقات التعاون بين الجمهورية اليمنية والمفوضية السامية والأوروبية فيما يتعلق بإيواء النازحين واللاجئين وتقديم المساعدات الإنسانية اللازمة لهم وأولوياتها الراهنة وذلك على ضوء نتائج الزيارات الميدانية التي قاما بها إلى مخيمات النازحين في صعدة وحرف سفيان والمزرق. وعبر المفوض العام للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين عن جزيل الشكر والتقدير العميق لليمن على دورها في استقبال وإيواء اللاجئين .. مؤكداً أن المفوضية ستزيد حجم مساعداتها للاجئين في اليمن، فضلاً عن حث المجتمع الدولي على دعم المجالين الاقتصادي والتنموي للجمهورية اليمنية. وقال: “ينبغي أن يتضامن المجتمع الدولي مع جهود اليمن الاقتصادية والإنمائية وأن يكون في مستوى التعاون والدعم الذي يقدمه الشعب اليمني للاجئين ولا سيما الصوماليين منهم”. من جانبها أكدت المفوض الأوروبي عزم الاتحاد الأوروبي مواصلة دعمه لليمن لإيواء النازحين فضلا عن زيادة حجم مساعدته التنموية. وقالت :” إن وجودنا هذه الأيام في اليمن هو تأكيد على رغبتنا في زيادة حجم دعمنا لهذا البلد الصديق “ .. لافتة إلى التوجه القوي للاتحاد الأوروبي في مساندة خطة التنمية الاقتصادية والاجتماعية الرابعة 2011م - 2015م المقرر عرضها خلال اجتماع الرياض المقبل لمجموعة أصدقاء اليمن. بدوره أشاد الدكتور مجوَّر بمستوى التعاون القائم بين اليمن والاتحاد الأوروبي والمفوضية السامية ..مستعرضاً الآثار الإنسانية التي خلفتها فتنة التمرد في بعض مديريات محافظة صعدة وحرف سفيان ، وكذا الآثار الاجتماعية والاقتصادية والصحية والأمنية للاجئين وما تبذله الحكومة من جهود بالتعاون مع المنظمات الدولية لإدارة مخيمات النازحين واللاجئين. وأعرب رئيس الوزراء عن تقديره لتأكيدات المفوض العام للأمم المتحدة لشئون اللاجئين والمفوضة الأوروبية بشأن مساندة جهود اليمن في هذين المجالين فضلاً عن الدعم الأوروبي لبرامج التنمية. ولفت إلى رؤية اليمن تجاه معالجة الأوضاع في الصومال القائمة على دعم المجتمع الدولي لقيام الدولة الصومالية وفرض سيادتها على مختلف أراضيها بما يمثله ذلك من أهمية في إيجاد حالات الاستقرار لهذا القطر الشقيق والقضاء على المشاكل الداخلية التي يواجهها خلال الفترة الراهنة. حضر المقابلة نائب رئيس الوزراء للشئون الاقتصادية وزير التخطيط والتعاون الدولي عبد الكريم الأرحبي، ووزير الداخلية اللواء الركن مطهر رشاد المصري،ونائب وزير الخارجية الدكتور علي مثنى حسن، ومندوب اليمن الدائم لدى المقر الأوروبي للأمم المتحدة والمنظمات الدولية بجنيف الدكتور إبراهيم العدوفي، وعدد من المختصين في الأمانة العامة لرئاسة الوزراء ووزارة التخطيط والتعاون الدولي، ومدير مكتب المفوضية الأوروبية والمفوض السامي لشئون اللاجئين لدى اليمن. إلى ذلك دعا المفوض العام للأمم المتحدة لشئون اللاجئين انطونيو جايترس والمفوض الأوروبي للتعاون الدولي والمساعدات الإنسانية السيدة كرستينيا جورجيف, المجتمع الدولي إلى تقديم الدعم السخي لليمن في المجال الإنساني بما يمكنه من رعاية اللاجئين الصوماليين ومواجهة الأعباء المتزايدة جراء استمرار موجات نزوح اللاجئين فضلا عن مواجهة أعباء النازحين جراء أحدث صعدة. وأوضح المسؤولان الدوليان في مؤتمر صحفي مشترك عقداه أمس بصنعاء ان زيارتهما الحالية لليمن تستهدف الاطلاع على الوضع الصعب في اليمن والذي يتجلى صعوبته بوجود اكثر من 240الف لاجئ و ما يقاربعن 300 الف نازح جراء أحدث صعدة. وقال المفوض العام للأمم المتحدة: “هذه الزيارة المشتركة لمسؤولين في مفوضية الأممالمتحدة لشئون اللاجئين ومفوضية الاتحاد الاوروبي تعكس تقديرنا العالي للجهود الإنسانية لليمن “. وأضاف :”نشكر ونقدر عاليا لليمن جهوده الإنسانية والمتمثلة باستضافته وبكرم وسخاء مئات الآلاف من اللاجئين وتقاسمه معهم موارده المتواضعة “. وعبر نيابةً عن مكتب الاممالمتحدة لشئون اللاجئين في اليمن عن شكره وتقديره العميق للحكومة اليمنية على تعاونها مع المفوضية وتذليل كافة الصعوبات والمعوقات التي قد تواجه سير نشاطاتها الإنسانية في اليمن. وقال :” العلاقات متميزة بين الحكومة اليمنية والمفوضية وتتسم بالانفتاح الكبير في الحوار مع بعضهما في مناقشة أية مشكلات قد تواجه عمل مفوضية الاممالمتحدة لشئون اللاجئين وإيجاد الحلول المناسبة لها”. ودعا المفوض العام للأمم المتحدة لشئون اللاجئين المجتمع الدولي وفي مقدمتها الدول المانحة بأن لا يتركز اهتمامات دعمهاعلى الامور الامنية المتعلقة بمكافحة الارهاب فقط وان تأخذ بعين الاعتبار أن أحسن طريقة لضمان الأمن والاستقرار ومكافحة الارهاب هو بناء المشاريع التنموية ومحاربة الفقرو خلق فرص العمل لامتصاص البطالة. وأكد حرص المفوضية على مواصلة تقديم الدعم الإنساني لليمن فضلا عن اعتزامها توسيع هذا الدعم ليشمل المجالات التنموية والامنية. وقال : “نجدد التزامنا بتقديم الدعم وجميع اشكال المساعدات الانسانية للاجئين في اليمن ونازحي صعدة “ .. مبينا بأن مفوضية الاممالمتحدة لشئون اللاجئين تؤمن بأن المساعدات الانسانية التي تقدم بناءً على الحاجة دون اي شكل من اشكال التمييز هي وسيلة فعالة لبناء الثقة و تعميم الاستقرار. من جانبها عبرت المفوضة الاوروبية للتنمية الدولية والمساعدات الانسانية عن شكرها الجزيل للحكومة وللشعب اليمني على هذه الجهود الإنسانية لرعاية اللاجئين والنازحين .. مشيرة إلى انها والمفوض العام للامم المتحدة لشئون اللاجئين زارا خلال الثلاثة الايام الماضية صنعاء وصعدة وعدن ومخيم خرز ومنطقة البساتين في عدن واطلعا على وضع اللاجئين و النازحين في تلك المناطق ومستوى الرعاية والخدمات التي تقدمها الحكومة اليمنية لهم. وقالت المفوضة الاوروبية :” خلال زيارتنا كنت سعيدة جدا ان اشهد بأم عيني الكرم الذي يبديه اليمن لاستقبال اللاجئين رغم ان هذا البلد المضياف ايضا يعاني من نزوح داخلي لمواطنين يمنيين”..مؤكدة بأن اليمن بهذا الجهد الإنساني والموقف الكريم تجاه اللاجئين يستحق كل انواع وأشكال الدعم من المجتمع الدولي. واكدت السيدة جورجيف بأن الاتحاد الأوروبي يقدر ويدعم بشكل كبير الجهود الانسانية في اليمن.. مشيرة الى ان الاتحاد الأوروبي يقدم سنويا حوالي 330مليون دولار للمساعدات التنموية في العالم و حوالي 40مليون دولار مساعدات انسانية للنشاطات الإنسانية على مستوى العالم. وأعلنت المفوضة الاوروبية للتنمية الدولية والمساعدات الانسانية عن اعتزام الجانب الاوروبي زيادة مساعداته الإنسانية والتنموية لليمن بنسبة 50 بالمئة إلى جانب افتتاح مكتب انساني في اليمن لتقديم مساعدات انسانية بما يمكنه من تقديم الدعم الكافي ويكون على قرب لمعرفة احتياجات المستفيدين والمتضررين من اللاجئين والنازحين. وأكدت على اهمية ان يكون هناك امكانية الوصول الى كافة النازحين والمناطق المتضررة من أحداث صعدة كي تؤدي هذه المساعدة الاضافية مهامها وتحقق الاهداف الإنسانية المنشودة منها. ولفتت إلى أنه تم الاتفاق خلال اللقاءات بين مسؤولي المفوضية الاوروبية ومفوضية الاممالمتحدة ومسؤولي الجهات الحكومية المعنية وممثلي الحوثيين في صعدة على تسهيل عمل منظمات الاغاثة والنشاطات الانسانية دون أية معوقات. وشددت على أهمية استمرار الثقة المتبادلة كي يعم ويستمر السلام ولكي تستطيع المنظمات الدولية والإنسانية تقديم المساعدات وتنفيذ مشاريعها المكرسة لخدمة النازحين والإسهام في دعم المشاريع التنموية وإعادة الإعمار في المناطق المتضررة..مؤكدة بأن الاتحاد الاوروبي ملتزم بشكل كامل بمواصلة دعمه لمسيرةالتنمية في اليمن. الجدير بالذكر ان عدد اللاجئين الذين وصلوا الى الشواطئ اليمنية خلال الفترة من يناير حتى نهاية نوفمبر 2010م بلغ 42الفاً و 322 لاجئا, بحسب آخر بيانات صادرة عن مكتب الاممالمتحدة لشئون اللاجئين في اليمن.