د. الآنسي: نقص الوزن والتقزم سببه الرضاعة الصناعية د. المقطري: حليب الأم يقوي الجهاز المناعي للطفل د. الرضي: ينبغي توعية الأمهات بمخاطر تقديم الحليب الصناعي للرضع الحليب الصناعي سبب رئيسي في انتشار أمراض التقزم وارتفاع معدل وفيات الأطفال 800 ألف عدد المواليد في اليمن سنوياً 88 ? منهم يرضعون صناعياً مازالت نسبة وفيات الأطفال دون سن الخامسة، وأيضا حديثي الولادة في بلادنا من أعلى معدلات الوفيات في العالم؛ وذلك نتيجة العديد من العوامل الصحية، كعدم الاهتمام بالتحصين، وأخذ اللقاحات الصحية في أوقاتها، وبانتظام أو عدم الاهتمام بالرضاعة الطبيعية الخاصة، ولمدة ستة أشهر، وكذلك عدم الاهتمام بإرضاع الطفل لحولين كاملين، الأمر الذي يؤدي إلى إصابة الأطفال بالعديد من الأمراض كالإسهالات وأمراض الجهاز التنفسي، وضعف الجهاز المناعي لدى الطفل؛ ما يؤدي ذلك إلى ارتفاع الوفيات بين الأطفال، والتي تصل إلى حوالي (100 ) طفل تقريبا في العام. الأطباء يحذرون هذا الأمر أدى بالأطباء إلى التحذير من إرضاع الأطفال حديثي الولادة رضاعة غير طبيعية عن طريق الحليب الصناعي؛ مما يشكل له العديد من المشاكل الصحية التي تهدد حياته.. مؤكدين في الوقت ذاته بأن الرضاعة الطبيعية الخالصة خلال الستة الأشهر الأولى من عمره هي الطريقة التغذوية الأكثر اكتمالاً للأطفال الرضع أي لا يعطى للطفل خلال الشهور الأولى من ولادته أي غذاء تكميلي؛ لأن حليب الأم هو كل ما يحتاجه الطفل خلال الستة الأشهر الأولى من غذاء وماء. الرضاعة الصناعية سبب التقزم الدكتور عبدالكريم الآنسي - طبيب أطفال بالمستشفى الجمهوري بصنعاء يؤكد بأن الرضاعة الطبيعية الخالصة تعود بمجموعة واسعة من المنافع طويلة الأمد على صحة الطفل، ونموه ومناعته ونمائه الإدراكي، غير أنه بسبب ضعف التوعية الكافية بمنافع الرضاعة الطبيعية الخالصة للطفل منذ ولادته، وحتى بلوغه سن ستة أشهر مازالت نسبة الرضاعة الصناعية من النسب المرتفعة جدا حيث تصل نسبة الممارسة إلى 28 % فقط في أوساط الأطفال حديثي الولادة.. وقال الدكتور الآنسي بأن نقص الوزن والتقزم عند الأطفال دون سن الخامسة هما المشكلتان المنتشرتان في اليمن، حيث تعتبر هاتان المشكلتان أهم التحديات التي تهدد بقاء الأطفال في مثل هذه الدول على قيد الحياة، وأضاف قائلا: ولأهمية الرضاعة الطبيعية في حياة وصحة الإنسان أورد الله سبحانه وتعالى كلمة الرضاعة ومشتقاتها في كتابه الحكيم إحدى عشرة مرة، كما تكررت كلمة الفصال ومشتقاتها ثلاث مرات في القرآن الكريم، في سبع سور وثماني آيات كريمات، ويشير القرآن الكريم إلى أهمية أن ترضع الأم مولودها، وأن يتغذى المولود بحليب البشر لا حليب الحيوانات ، وأن تكون الرضاعة طويلة الأمد، وأن تكون الرضاعة لعامين كاملين، لما لذلك من فوائد صحية وأحكام شرعية). أهمية الرضاعة الطبيعية من جانبه أوضح الدكتور رامي المقطري طبيب نساء وولادة واستشاري في التحالف الوطني للأمومة المأمومة بأن معدل وفيات الأطفال في اليمن يعتبر من أعلى المعدلات على مستوى العالم، وذلك بسبب عدم الاهتمام بصحة الأم أثناء الحمل والولادة، وأيضا بسبب عدم رضاعة الطفل رضاعة طبيعية خالصة خلال الستة الأشهر، ومن ثم الاستمرار في الرضاعة لمدة عامين كاملين الى جانب الغذاء التكميلي، وهو الأمر الذي يكسبه القوة والمناعة لما يمتاز به حليب الأم عن الحليب الصناعي، بكونه دواءً، بالإضافة إلى كونه غذاءً أهمية اللباء وشدد الدكتور المقطري على أهمية رضاعة الطفل من أمه بعد الولادة مباشرة، وهو الحليب الذي يسمى ( اللباء) ويستمر لمدة ثلاثة أيام تقريبا؛ لأن هذا الحليب الذي يفرزه ثدي الأم بتركيز مرتفع جدًا بعد الولادة مباشرة يكسب الطفل مناعة طبيعية ضد العديد من الأمراض لاحتوائه نسبة عالية من الأجسام المضادة، ومختلف أنواع البكتيريا، وبعض أنواع الفيروسات مثل فيروس شلل الأطفال وفيروس الحصبة، وفيروس النكاف، وفيروس التهاب الدماغ الياباني، كما يحميه أيضًا من التهابات الأنف والأذن والحلق والجهاز الهضمي. تعزيز قوة الجهاز المناعي كما أكد الدكتور المقطري أهمية حليب الأم في تعزيز قوة الجهاز المناعي للطفل؛ وذلك لما يحتويه من العديد من البروتينات المناعية كالانترفيرون المقاوم للفيروسات، واللاكتوفيرين والليازوزيم، وبعض المكملات، ومجموعة كبيرة من خلايا الدم البيضاء المقاومة للأمراض، كالخلايا اللمفاوية. مشيرا أن العديد من الدراسات الحديثة أكدت أن استجابة الأطفال الذين لا يرضعون حليب الأمهات للمطاعيم المناعية ضعيفة جدًا. حيث وجد أنها أقل بنسبة 500 مرة من نظرائهم الذين يرضعون حليب الأم.. وقال: كما أن الأطفال الذين يعطون حليبًا صناعيًا (البزازة) معرضون أكثر من غيرهم لأمراض الجهاز التنفسي، وأيضا لأمراض الجهاز الهضمي والإسهالات الحادة والمزمنة. إحصائيات مخيفة وبحسب إحصاءات لدراسة أعدها الدكتور مختار الحكيمي والدكتور نبيل النزيلي في اليونيسيف فإن 58 % من أطفال اليمن يعطون التغذية التكميلية قبل عمر ستة أشهر، و48 % من الأطفال أقل من ثلاث سنوات يعطون الزجاجة، بينما الأطفال الرضع منخفضو الوزن عند الولادة 32 % أما الأطفال الذين يرضعون رضاعة طبيعية أقل من ستة أشهر فيبلغون 12 % فقط، و53 % من الأطفال في اليمن يعانون التقزم، و12 % يعانون الهزال. وقال الدكتور الحكيمي بأن هذه الأرقام مخيفة جدا وتهدد حياة أطفال اليمن، مؤكداً في الوقت ذاته بأن الحل الأمثل لتجاوز هذه التحديات والحفاظ على صحة الأطفال هو مضاعفة الاهتمام بالرضاعة الطبيعية، خاصة خلال الستة الأشهر الأولى من عمر الطفل. أمراض سوء التغذية من جانبها أوضحت الدكتورة ذكرى أمين النزيلي مسئولة برامج التغذية بمكتب اليونيسيف في اليمن بأن عدد المواليد في اليمن سنوياً حسب إحصائية لوزارة الصحة العام الماضي يبلغ «800» ألف طفل في السنة الواحدة 88 % منهم يرضعون رضاعة صناعية؛ الأمر الذي يؤدي إلى ظهور أمراض سوء التغذية، والتي تؤدي بدورها إلى الوفاة في كثير من الحالات، حيث تبلغ نسبة وفيات الأطفال دون الخامسة في اليمن حسب إحصائية عامة 2005م «102» لكل ألف. أنواع سوء التغذية أما بالنسبة لأنواع سوء التغذية عند الأطفال تقول الدكتورة ذكرى النزيلي بأن الأشكال الرئيسة لأمراض سوء التغذية هي نقص وزن الطفل عن الوزن الطبيعي مقارنة بوزن الطفل السليم ونقص الطاقة والبروتين، بالإضافة إلى قصر القامة «التقزم» والعشى الليلي بسبب نقص «فيتامين أ» وكذلك الكساح بسبب نقص «فيتامين د» وتضخم الغدة الدرقية بسبب «نقص اليود» وكذلك مرض فقر الدم بسبب نقص الحديد. وأشارت الدكتورة ذكرى النزيلي أن من أبرز الأسباب المؤدية لأمراض سوء التغذية هي الرضاعة الصناعية بالإضافة إلى بعض العوامل الأخرى مثل انخفاض وزن المولود أقل من 5.2 كيلوجرام بسبب عدم الاهتمام بصحة الأم أثناء فترة الحمل والأطفال التوائم، وعدم تحصين الأطفال ضد الأمراض، وبشكل منتظم، والإصابات المتكررة للطفل بالأمراض المعدية لحالات الإسهالات والالتهابات التنفسية، وتقليل الغذاء على الطفل عند مرضه، بالإضافة إلى فقدان الوالدين أو أحدهما مما يسبب له متاعب نفسية، وأيضاً عدم المباعدة في الولادات، إلى جانب جهل الأسرة بالأسس التغذوية الصحيحة، وعدم وجود ظروف صحية ملائمة كعدم توفر المياه الصالحة للشرب والنظافة الشخصية. وأضافت الدكتورة النزيلي: إن الفئات الأكثر تعرضاً لأمراض سوء التغذية هم الأطفال، وخاصة الصغار منهم، وكذلك النساء الحوامل أو المرضعات؛ وذلك لأن الطفل يكون في حالة نمو متسارع، ويحتاج إلى عناصر التغذية في مختلف مراحل نموه، ولأن الأم الحامل تحمل في داخلها جنيناً ينمو، الأمر الذي يحتاج إلى عناصر غذائية هامة لا تصل إليه إلا عن طريق أمه، إضافة إلى أن الأم تحتاج إلى تعويض العناصر الغذائية التي يستهلكها الجنين، كذلك المرضعات بحاجة للعناصر الغذائية للحفاظ على ما هو مخزون في جسمها من عناصر غذائية لإنتاج حليب لطفلها أثناء الإرضاع. مخاطر سوء التغذية وأكدت الدكتورة النزيلي أن خطورة سوء التغذية تكمن في أنها تصيب الأطفال على مراحل خفية قبل ظهور أعراضها، الأمر الذي يجعل الأم أو الأب غير مدركين لما يتعرض له الطفل إلا في المراحل النهائية الخطيرة عند ظهور العلامات والأعراض لسوء التغذية على الطفل..وتطرقت الدكتورة ذكرى النزيلي إلى فوائد الرضاعة الطبيعية والوضع الصحيح للطفل أثناء الرضاعة، فقالت: إنه يجب على الأم إعطاء وليدها الحليب الكثيف الضارب الصفرة، والذي يسمى في اليمن «اللباء»؛ لأنه غذاء مفيد وكامل للأطفال ويوفر لهم الحماية ضد الأمراض الشائعة. الوضع الصحيح للرضاعة إن الوضع الصحيح للطفل أثناء الرضاعة مهم جداً لتفادي مشكلات مثل تقرح الحلمات أو تشققها أو قلة الحليب أو رفض الطفل للرضاعة، كما يجب البدء بإرضاع الطفل من صدر أمه بعد الولادة بنصف ساعة، وكلما أراد ذلك، كما أن الرضاعة الطبيعية المتكررة ضرورية لإدرار الحليب بكميات أكبر، وأشارت إلى أن الرضاعة المتكررة تمنع تحجر الثديين وتورمهما، ومن ثم تجنب الأم الآلام الناجمة عن ذلك.. وحذرت الدكتورة النزيلي من الحليب الصناعي، وقالت: إن حليب الأم يقل بدرجة كبيرة كلما أعُطي الطفل أغذية مصاحبة لحليب الأم كحليب البقر أو الحليب الصناعي، وأضافت بأن الرضاعة الصناعية لا تؤمّن من الإسهالات والسعال والرشح لدى الأطفال، بل إنها تتسبب في حدوث هذه الإسهالات.. كما أن الطفل الذي يرضع صناعياً كلما مرض زادت مخاطر إصابته بأمراض سوء التغذية، منوهة أن الأطفال الذين لم يتمكنوا نهائياً من الرضاعة طبيعياً لأي سبب من الأسباب يجب أن يُعطى لهم الحليب المستخلص من صدر الأم في أكواب نظيفة أسلم من زجاجات الرضاعة الصناعية، وأنه يجب أن يعطى الأطفال أغذية مكملة كالماء والخضراوات المسلوقة أو المقشورة والوجبات الغذائية الخفيفة بعد الشهر السادس، إلى جانب حليب الأم؛ باعتباره المصدر الأساسي للطاقة والبروتين والمغذيات الأخرى كالفيتامين «أ» وغيره، والتي تساعد على حماية الطفل من الأمراض أثناء السنة الثانية من عمره. سلوكيات خاطئة وفي إطار هذا التحقيق زار (فريق العمل) بعض المستشفيات منها مستشفى السبعين في أمانة العاصمة، الذي يفتقر إلى وجود غرفة للعناية المركزة بالرغم من الازدحام الشديد فيه، وكذلك المركز الصحي في الرقة بمنطقة همدان "محافظة صنعاء" شمال العاصمة الذي أيضا يعاني نقص الكثير من الخدمات الضرورية لصحة الأم والطفل، وأيضاً للكادر المؤهل، كما أنه يعمل من الثامنة صباحا وحتى الثانية عشرة ظهرا، وفي هذا المركز التقينا ببعض الأمهات اللاتي أكدن في أحاديث مختلفة أهمية تقديم الماء للأطفال بعد الولادة مباشرة على أن يكون الماء ساخنا قليلا، مع ملعقة صغيرة من العسل والسمن البلدي يوميا كلما صرخ الطفل بالبكاء؛ لأن بكاء الطفل حسب اعتقادهن هو بسبب إحساسه بالجوع والعطش، وتقول إحدى الأمهات بأنه يجب بعد مرور الشهر الأول تقديم وجبتين للطفل نهارا وليلا وهذه الوجبة عبارة عن مخلوط من الحبوب المتنوعة وتسمى ( الشبيسة ) أو البسكويت المبلل بالماء الساخن، أو مخلوط من الخضار المهروسة؛ لأنه بدون هذه الوجبة سيظل الطفل في صراخ وبكاء طوال الليل، كما يجب أن يعطى الطفل حليب (الكي... .)؛ لأنه مليء بالفيتامينات المختلفة ويساعد أيضا الأم، خاصة أن أمهات اليوم لسن كأمهات الأمس كما تقول إحدى الأمهات في مستوصف الرقة بهمدان محافظة صنعاء. انتفاخات وإسهالات شديدة الدكتورعبدالملك الرضي - طبيب المركز الصحي بالرقة في همدان محافظة صنعاء يؤكد بأن المركز يستقبل يوميا العديد من الأطفال الرضع وهم مصابون بانتفخات في المعدة أو إسهالات شديدة تؤدي إلى الوفاة؛ نتيجة (للشبيسة) التي تعطى للأطفال الرضع في الشهور الأولى، أو مصابون بسوء التغذية وفقر الدم والاصفرار بسبب الرضاعة الصناعية، وقال: كما أن العديد من الأمهات يقمن بإرضاع الطفل من حليب الأبقار لاعتقادهن أنه أفضل من الحليب الصناعي؛ باعتباره حليبا طبيعيا مع أن نسبة الدهون فيه عاليه جدا ولا يغني نهائيا عن حليب الأم، أيضا هناك العديد من الأمهات يشكون من جفاف أو ندرة الحليب لديهن وعند الفحص نجد أنهن تناولن بعض الأدوية التي تؤثر على الحليب لديهن دون استشارة الطبيب المختص. تصحيح المفاهيم وكما ذكرنا فإن نسبة المواليد في اليمن تقدر بحوالي 800 مولود سنويا حسب الإحصائيات الموجود منهم 88 % يرضعون صناعيا؛ الأمر الذي أدى بالبرنامج العام لإعلام المرأة والطفل بوزارة الإعلام إلى عقد العديد من الورش التدريبية لتعزيز مفاهيم الإعلاميين حول هذا الجانب، خاصة أن هناك العديد من المفاهيم الخاطئة والشائعة في المجتمع اليمني حول الرضاعة الطبيعية، والتي أدت إلى العزوف عنها والتحول إلى التغذية الصناعية عن طريق ما يسمى (البزازة)، وقال عزيز عبدالمجيد المنسق العام للبرنامج بأن أبرز هذه المفاهيم والسلوكيات الخاطئة تتمثل في القول بأن البنية الجسمانية للأم ضعيفة، وبالتالي غير قادرة على إشباع طفلها بالرضاعة الطبيعية أو أن حلمة الثدي صغيرة وغير نافعة للرضاعة، أو أن الثدي صغير ولا يوجد حليب في الأيام الأولى من الولادة لهذا يعطى للرضيع ماء وسكرا أو زيتا أو سمنا أو زبدة أو عسلا، وقال عبدالمجيد: أيضا هناك مفهوم خاطئ جدا منتشر في أوساط النساء، وهو أن مادة اللباء غير مفيدة للطفل؛ لأنها حسب اعتقادهن الخاطئ عبارة عن أوساخ تخرج من الثدي قبل مجيء الحليب، أيضا يلاحظ أنه عند إصابة الطفل ببعض التشققات في الشفه أو الفم تتوقف الأم عن إرضاع طفلها حتى يشفى، أيضا يلاحظ أن بعض الأمهات يتوقفن عن إرضاع أطفالهن عند إصابتهن بأي مرض أو اكتئاب نفسي أو عند حدوث الدورة الشهرية.. مشيرا أنه يعول على الإعلاميين في مختلف أجهزة الإعلام تصحيح مثل هذه المفاهيم الخاطئة، وتوعية المجتمع والأمهات بمخاطرها، ومخاطر تقديم الحليب الصناعي للأطفال الرضع، والذي يتسبب في العديد من المشكلات الصحية على الأطفال تصل في الكثير من الأحيان إلى الوفاة، والتأكيد على أهمية الرضاعة الطبيعية لصحة الأم والطفل.