قالت رئيسة الوحدة الأمريكية لمكافحة القرصنة ان القرصنة في الصومال تطورت إلى شبكة إجرامية متعددة الجنسيات ومنظمة يخشى من أن تصبح جزءاً من النسيج الاقتصادي والاجتماعي للبلاد.. وتزايدت الهجمات على السفن قبالة سواحل الصومال بشكل سريع منذ عام 2007م, حيث يخرج شبان صوماليون إلى البحر على متن قوارب صغيرة مزودين بالبنادق الآلية والقذائف الصاروخية سعياً من أجل الثروات.. وقالت “دونا.ال. هوبكنز” منسقة مكافحة القرصنة والأمن البحري بالحكومة الأمريكية إنه بات واضحاً أن أبناء جنسيات أخرى يأملون في جني أرباح ما صار نشاطاً متزايد الربح.. وأضافت: “تحولت القرصنة الصومالية من نشاط لتحقيق دخل إضافي.. ذي طابع محلي.. احتجاج على الصيد غير المشروع قبالة الساحل.. إلى مشروع إجرامي منظم بشكل خطير ويقوم على شبكة متعددة الجنسيات ويتسم بالكفاءة”.. وتابعت: “نحن نعتقد أن هناك صيادين آخرين.. صيادين من غير ذوي الجنسية الصومالية.. يتواطأون في هذا النشاط ويساعدون لاقتسام الغنائم”.. وأفاد ديتر برج رئيس الشعبة البحرية في شركة ميونخ ري لإعادة التأمين بأن قيمة الفدي ارتفعت بشدة في السنوات الخمس الأخيرة وبلغ متوسطها 4.5 مليون إلى خمسة ملايين دولار عن كل سفينة من 150 ألفاً إلى 300 ألف دولار في السابق. وصار القراصنة قادرين على تنفيذ عدد أكبر من الهجمات في الشهور الأخيرة وتوسيع رقعة نشاطهم بعيداً عن الساحل الصومالي باستخدام “سفن أم” أكبر حجماً مزودة بأجهزة أكثر تطوراً. وخطف القراصنة الصوماليون الاسبوع الماضي ناقلتي نفط في يومين, إذ خطفوا سفينة يونانية تنقل نفطاً كويتياً إلى الولاياتالمتحدة بعدما خطفوا سفينة نفط إيطالية.. وقالت هوبكنز ان من المرجح أن مجموعات أكثر تطوراً تعمل انطلاقاً من المراكز المالية وأسست شبكات لتوزيع الوقود والأسلحة ونقل الفدى عبر شبكات لغسل الأموال.. واضافت للصحافيين في السفارة الأمريكية في لندن: “نحن نحتاج إلى أن نعرف الضالعين في الشبكات المالية وشبكات الدعم الأخرى الخاصة بالنقل والإمداد التي تمكن القراصنة من القيام بنشاطهم”.. وقالت هوبكنز محذرة من أن تصبح المشكلة مستعصية الحل ان انعدام الاستقرار الاقليمي على طول طريق تجاري حيوي ساعد في جعل الصومال “عاصفة كاملة” لتنشيط القرصنة. وأضافت: “يبدو جلياً من التقارير التي ترد من هناك أن القرصنة باتت غرساً يزداد تجذراً في بنية الصومال الاقتصادية والاجتماعية.. ما دام الوضع يفتقر إلى حكومة فعالة تسيطر على المياه الاقليمية والساحل الصومالي سيظل هذا مشكلة”. واستبعدت هوبكنز ان تكون هناك “صلات مقصودة” بين القرصنة والإرهاب, لكنها قالت ان المكاسب المالية ستجذب المتشددين.. وأضافت: “الإرهابيون أياً كانت درجة نقائهم العقائدي يحتاجون إلى المال, وأظن أنهم ليسوا فوق مستوى شبهة أن يأخذوا ما تصل إليه أيديهم”.. إلى ذلك قضت محكمة أميركية في نيويورك بسجن الصومالي عبدوالي عبدالقادر ميوس لمدة /33 عاماً/ بتهمة القرصنة. وكان عبدالقادر الناجي الوحيد من بين مجموعة من القراصنة الذين استولوا على سفينة /ميرسك ألاباما/ قبالة الساحل الصومالي في إبريل عام 2009.. وألقت البحرية الأميركية القبض عليه بعد مقتل ثلاثة من رفاقه حاولوا الهرب في قارب إنقاذ مصطحبين معهم قبطان السفينة الأميركي ريتشارد فيليبس، وأقر ميوس بذنبه أمام المحكمة قائلاً إنه انخرط في أمر أقوى منه بكثير.. وكانت هيئة الدفاع عن ميوس قد ناشدت المحكمة الاكتفاء بالحد الأدنى من العقوبة /27 عاماً/ فيما اتهم الإدعاء ميوس بأنه كان رئيس العصابة التي استولت على السفينة على بعد 450 كيلومتراً قبالة سواحل الصومال.. في اتجاه آخر كشفت البحرية البريطانية عن اعتقال 17 صومالياً مشتبهين بالقرصنة خلال عملية إنقاذ إحدى السفن التي اختطفها القراصنة الأسبوع الماضي.. وقالت البحرية الملكية البريطانية إن طاقم السفينة الحربية “كورنوال” التي تشارك في القوة الأوروبية المشتركة لمكافحة أعمال القرصنة في البحر العربي، تمكنت من إنقاذ خمسة بحارة كانوا محتجزين على متن سفينة صيد، حيث احتجزهم القراصنة كرهائن لما يقرب من 92 يوماً.. من جهة أخرى وجهت محكمة ماليزية أمس اتهامات لسبعة قراصنة صوماليين بمخالفة قانون ينظم استخدام الأسلحة النارية في خطوة قد تؤدي إلى إعدام بعضهم إذا أدينوا في أول محاكمة لقراصنة صوماليين بدولة آسيوية.. وكان أفراد من القوات الخاصة الماليزية قد ألقوا القبض على القراصنة وثلاثة منهم في الخامسة عشرة من العمر بعد أن حاولوا خطف ناقلة كيماويات مملوكة لماليزيين. وعقدت المحاكمة بالعاصمة الماليزية كوالالمبور وقال ممثل الادعاء محمد ابا ظافري إن المتهمين البالغ عمرهم 15 عاماً لن يواجهوا عقوبة الإعدام لأنهم قصر.. وجاء قرار محاكمتهم بعد أن وصلت هجمات القراصنة إلى أعلى مستوياتها خلال سبع سنوات في عام 2010 وفقاً لما ذكره المكتب البحري الدولي ومقره كوالالمبور الذي يجمع إحصاءات عن الهجمات بالممرات الملاحية في وقت قفزت فيه أسعار المواد الخام قفزة هائلة.