شهدت مدينة تعز أمس مسيرة مليونية للتنديد بأعمال الفوضى والعنف والتخريب وتأكيداً للحفاظ على الأمن والاستقرار والسكينة العامة وحماية الثوابت الوطنية. وطالبت المسيرة الأحزاب والتنظيمات السياسية بتحكيم العقل والمنطق والاستجابة لمبادرة فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح - رئيس الجمهورية - لإنجاح الحوار الوطني الشامل. وحمل المشاركون في المسيرة الذين توافدوا من كافة مديريات المحافظة إلى ساحة منطقة كلابة بمدينة تعز لافتات كتبت عليها شعارات تستنكر بشدة الدعوات الساعية إلى السير بالوطن نحو الفوضى .. مؤكدين ضرورة تكاتف كافة الجهود في سبيل إنجاح الحوار الوطني الشامل بما يكفل بلورة المعالجات لمختلف القضايا الوطنية تحت سقف الثوابت وتجنيب الوطن مخاطر الانزلاق إلى ويلات الصراع والفتن. وردد المشاركون في المسيرة الهتافات المعبرة عن وقوف أبناء محافظة تعز خلف القيادة السياسية وحرصهم واستعدادهم الدائم للاصطفاف مع كل أبناء الوطن لحماية منجزات الثورة والجمهورية والوحدة والذود عن الثوابت الوطنية وإحباط أية مخططات تآمرية تستهدف إذكاء النعرات ونشر بذور الفرقة والشتات بين أبناء الوطن اليمني الواحد وأية محاولة لزعزعة الأمن والاستقرار في ربوع الوطن والسير به نحو أعمال العنف والتخريب والفوضى وتقويض سلمه الاجتماعي . ورفع المشاركون في المسيرة شعارات “نعم للأمن والتنمية”, “لا للفوضى والتخريب”, “لا لصناع الأزمات ومثيري الفتن”, “لا لمثيري المناطقية والطائفية”, “بالروح بالدم نفتدي اليمن”. وفي ساحة تجمع المسيرة، ألقى محافظ تعز حمود خالد الصوفي كلمة نقل في مستهلها تحيات قائد مسيرة النهضة والتنمية فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح, رئيس الجمهورية إلى الجماهير المحتشدة وأبناء محافظة تعز الأبية التي مازال الجميع ينظر إليها بأنها قلب اليمن الكبير وأن أبناء تعز هم طلائع السلام وسنابل الخير ومشاعل النور والثقافة والمعرفة. وحيّا الصوفي المحتشدين في الساحة الذين توافدوا من مختلف مديريات المحافظة.. وقال: “إن هذا الحشد الجماهيري الغفير يؤكد أن أبناء تعز هم أنصار للحق ودعاة للخير وحراس أمناء على سلامة الأمة ومقدرات الشعب ومكاسب الوطن”. وأضاف: “نلتقي اليوم لنؤكد لكل أبناء الوطن أنها لا تكسرنا الأراجيف ولا تهزمنا الأباطيل ولا نلوي ذراع الوطن باحثين عن مكامن ضعفه ومواطىء جراحه, وإنما ننطلق من حكمة العقل الرافض لمنطق التأزيم واللجوء إلى خيار المتاجرة بالوطن واستغلال مناخه الديمقراطي لنجعله عرضة للتآمر وسلعة للمزايدة”. ومضى قائلاً: “ليس عسيراً على المرء أن يقرع طبول الحرب ويحدد وضع الطلقة الأولى وميقات انطلاقها, لكن المستحيل أن يتحكم في الطلقة الثانية ويدرك أين تصل به باقي الطلقات”، مشيراً إلى أن الهوس العنتري والفوضى لا يخطط لها إلا عقل بائس وقلب مضطرب. وقال المحافظ الصوفي: “من تعز نؤكد اليوم أننا سنظل بناة خير ومصدر نور على امتداد يمننا العظيم, وأن تعز ستظل مدينة السلام ومنارة العلم وحاضرة المثقفين الأحرار، ولن تذعن للرغبات والسلوك الباباوي والثقافة الديماغوجية، بل سنظل كما عهدتنا إرادة الشعب الحرة ماضين في درب لا تنضوي فيه المواقف المتخاذلة ولا النفوس المريضة ولا الأيدي المرتعشة التي تسعى إلى النيل من وحدة اليمن وتعاضد أبنائه”. وأردف: “سنظل نستلهم حكمة القائد الفذ فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح, رئيس الجمهورية, الذي أطلق العنان للأقلام الشريفة فاستغلها البعض أسوأ استغلال, وفتح آفاق الكلمة الأمينة فتفتقت فرائص المتشنجين عن جنون يحشد البسطاء إلى الشوارع وينتهج سياسة التخريب وترويع الناس باسم الديمقراطية والبحث عن المطالب, متناسين السجايا المتميزة التي يتميز بها فخامة الرئيس علي عبدالله صالح”. وحيّا محافظ تعز مبادرة الوفاق الوطني التي أعلنها فخامة الأخ الرئيس أمام مجلسي النواب والشورى لتخفيف حدة الاحتقان السياسي الذي يسعى البعض لتأجيجه, غير مدركين حجم المخاطر التي يمكن أن تلحق بالوطن من وراءها. داعياً الأحزاب والتنظيمات السياسية إلى استغلال الفرصة السانحة التي وفرتها هذه المبادرة للعودة إلى مربع الحوار الجاد والتصرف المسئول وتجنب الانزلاق إلى تأجيج الناس وحشد البسطاء إلى مسيرات غوغائية.. وأكد أن هذا المهرجان وهذه التظاهرة الشعبية الكبيرة والاصطفاف الوطني العظيم لأبناء محافظة تعز هو من أجل اليمن أولاً وأخيراً ومن أجل وحدته وحريته وكرامته.. مشدداً على ضرورة تضافر كافة الجهود لإنجاح الحوار الوطني الشامل بما يحقق الأهداف المنشودة منه. كما ألقيت في المهرجان كلمات عن أحزاب التحالف الوطني الديمقراطي ألقاها عبده محمد الجندي, وعن الشخصيات الاجتماعية ألقاها محمد مقبل الحميري, وعن قطاع المرأة ألقتها الدكتورة حورية الجنيد, وعن منظمات المجتمع المدني ألقاها أمين عام منظمة فكر اليمنية للحوار عبدالعزيز العقاب, أشادت جميعها بمبادرة فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح وتجديد دعوته لأحزاب المعارضة للعودة إلى الحوار، معبرة عن ثقتها في أن جميع القوى السياسية سيحكّمون العقل والمنطق ويجسّدون الحكمة اليمانية لتجنيب الوطن مخاطر الانزلاق إلى العنف والفوضى وويلات الصراع والفتن. وأشارت الكلمات إلى أن هذا الحشد الجماهيري الغفير في تعز الأبية رسالة عظيمة تستدعي القراءة الواعية والحكيمة من جميع فئات وتكوينات شعبنا اليمني العظيم والذين تقع على عاتقهم مسئولية التفكير بهذه الجماهير الغفيرة ولما يمكن أن يؤول إليه المشهد إن لم يحكّم العقل والمنطق والتقاط الحكمة والمبادرة والشروع بالحوار باعتباره نهج الحكماء وسبيل العقلاء وهو فريضة شرعية وقيمة حضارية وديمقراطية وسبيل أمثل لمعالجة أية قضايا خلافية وبلورة الرؤى الصائبة لتعزيز مسيرة الإصلاحات والتنمية الشاملة للوطن. وألقى الشاعر الدكتور محمد صالح الريمي قصيدة وطنية نالت الاستحسان. هذا وقد صدر عن المسيرة المليونية للجماهير المحتشدة في جمعة السلام بتعز بيان, دعا كافة القوى السياسية ومنظمات المجتمع اليمني وشرائحه المختلفة إلى الإدراك الواعي لحجم المخاطر والتحديات التي تواجه اليمن والأقطار العربية والإسلامية في المرحلة الراهنة والتي أدت إلى إيقاظ الفتن وبروز النعرات الطائفية والمناطقية المنبوذة بين أبناء الشعب الواحد. وأكد البيان موقف أبناء محافظة تعز الرافض لكل الدعوات التي تستهدف النيل من أمن واستقرار بلد الإيمان والحكمة, ونبذ كل المحاولات الساعية إلى زرع بذور الفتن بين أبناء الوطن الواحد بما يؤدي إلى استبدال الأمن والاستقرار بالفوضى والتخريب, واستبدال المحبة والتسامح والألفة والإخاء فيما بينهم بالكراهية والحقد والتفرقة والتشتت. وقال البيان: “إن تعز كانت ومازالت روح الثورة والوحدة وواحة الديمقراطية الواعية.. وستبقى كذلك كون أبنائها تشرّبوا العلم والثقافة من منابع التاريخ المسكون في زواياها وأجزائها كافة، وتعز لم تكن يوماً داعية للفوضى والتخريب، وتعز لم يكن منها أبداً دعاة الإثارة والرجعية والجهوية والمناطقية، وتعز هي من خاطت ثوب الوحدة بخيوط الأيام والتاريخ, وهي من عانقت الثورة نصراً دائماً ومتواصلاً أبد الدهر”. وأضاف: “إن أبناء تعز يقولون اليوم وبكل إيمان وقوة لا للعنف والفوضى والتخريب.. نعم للأمن والاستقرار.. لا لإثارة الفتنة وإشعال الحرائق.. نعم للمحبة والوسطية والسلام.. لا لدعاة الهدم والتخريب.. نعم لدعاة البناء والنماء.. نعم للحوار”. وطالب البيان الجهات الحكومية المختصة بتوفير أجواء آمنة وصحية لممارسة المواطنين حقوقهم المشروعة المكفولة دستورياً ووفقاً للنظام والقانون.. معلنين رفضهم المطلق لأية محاولات لاستغلال حرية التعبير السلمي المكفولة في الدستور والقانون لنشر ثقافة الكراهية والتحريض على الفوضى والعنف والتخريب وزعزعة الأمن والاستقرار. واعتبر المشاركون في المسيرة أن الحوار هو الحل الأمثل لتجاوز كل القضايا على الساحة الوطنية, ووضع المعالجات الكفيلة بتحقيق التوافق وإنجاز كل الإصلاحات المأمولة والارتقاء بالعمل السياسي والديمقراطي وتجاوز كل المشاريع الصغيرة ولغة الإحباطات التي لا وجود لها في قاموس الديمقراطية ومصلحة أبناء الشعب. وثمّنوا عالياً مبادرة فخامة الأخ رئيس الجمهورية التي تضمنت حلولاً جذرية للارتقاء بالعمل والممارسة الديمقراطية بما يجنّب الوطن الانزلاق في مغبة الفتن والفوضى والتخريب.. مشيرين إلى أن المبادرة شكلت خطوة استباقية حكيمة تجسد حرص فخامته على تحقيق الوفاق الوطني لمعالجة كافة القضايا الوطنية. مؤكدين أن المبادرة وضحت الصورة بجلاء حول أهمية وضرورة الحوار، وأن تقديم التنازلات تلو الأخرى يأتي صوناً لسيادة الوطن وحفاظاً لأمنه واستقراره وضماناً لعدم الانجرار إلى الفوضى والتخريب. ودعوا كافة القوى السياسية إلى تحكيم العقل والمنطق وتغليب روح الجماعة والاستجابة لمبادرة رئيس الجمهورية والعودة إلى طاولة الحوار.