التهاب الأذن الوسطى من الأمراض التي تستلزم عدم إبطاء في معالجتها أو توانٍ, وإلا فضعف السمع هي من نتائجه, وفي حالات قد لايجدي العلاج نفعاً دون تدخل جراحي ,وهذا المرض شائع بين الأطفال الرضع, لاسيما مع الأجواء الباردة وتقلباتها هذه الأيام, وقد يبدو مشكلة طفيفة عادية على خلاف الحالات الشديدة الحادة المثيرة لقلق وطمأنينة الكثير من الآباء والأمهات وهي المشكلة التي سنقف على تفاصيلها في اللقاء الذي جمعنا بالدكتور سامي حميد الحمادي استشاري أمراض وجراحة أمراض الأنف والأذن والحنجرة والذي جاء فيه: التهاب الأذن الوسطى لدى الأطفال لايعير الكثير من الآباء والأمهات اهتماماً كافياً بعلاجها.. ما الملامح الحقيقية لهذا المرض، وما علاماته؟ التهاب الأذن الوسطى ثاني الأمراض مرتبةً بين تلك التي تصيب الأطفال بعد الرشح العادي, وأكثر حالاته لديهم تحدث بعد الرشح العادي, حيث يشكو الطفل فجأة من ألم شديد في الأذن ,ويصاب الطفل الرضيع بارتفاع في درجة الحرارة وبكاء شديد, خاصد في الليل ويعاني صعوبة في الرضاعة وهيجاناً وأحياناً يبدو الالتهاب مصحوباً بسيلان من خلال خروج سائل أصفر أو سائل دموي من الأذن.. وعلى الأم أو الآب أو أحد افراد الأسرة إذا لاحظ هذه الأعراض على الطفل بعد الرشح وجوب مراجعة طبيب الأطفال.. بامكان حدوث التهاب الأذن الوسطى عند الأطفال بشكل طبيعي بمعدل مرة كل سنة وأكثر هذه الحالات تشفى دون مشاكل, أما إذا تكرر الالتهاب ولم يعالج بشكل جيد فقد يسبب نفصاً للسمع ومشاكل أخرى لدى الطفل. إن المعدل الطبيعي لاصابة الطفل بالتهاب الأذن الوسطى يصل إلى مرتين أو أكثر قليلاً كل فصل شتاء, ولو تكرر أكثر من ذلك وجب عرضه على الطبيب ليصف له علاجاً وقائياً, وكذا لتفاوت واختلاف حالات الالتهاب وما يتطلبه من علاج.. وكلما تقدم الطفل بالعمل كلما تراجع حدوث التهاب الأذن لديه, وقليلاً مايلاحظ التهاب الأذن عند الأطفال بعد عمر الأربع السنوات وكل التهاب أذن متكرر لايعالج بشكل جيد يؤدي إلى حدوث نقص خفيف إلى متوسط في السمع ,ويجب أن يجري تخطيط السمع لكل طفل يحدث لديه التهاب في الاذن الوسطى لأكثر من ستة أسابيع وأيضاً لكل طفل يستمر وجود السائل في أذنه لأكثر من ثلاثة اشهر.. وحتى نفهم حقيقة هذا المرض لنتعرف أولاً عن مكونات الأذن وآلية حدوث التهاب الأذن الوسطى ,حيث تتكون الأذن عند الإنسان أساساً من أقسام ثلاثة هي الأذن الخارجية والوسطى والداخلية.. وهناك مايسمى (نفير أو ستاش) الذي يصل مابين الأذن الوسطى والبلعوم الأنفي, وهو عبارة عن قناة ضيقة وقصيرة عند الأطفال, وعلى إثر الرشح أو التهاب البلعوم أو بسبب وجود حساسية تنفسية عند الطفل يصاب (نفير أو ستاش) بالانسداد, مما يسبب تراكم السائل في الأذن الوسطى مشكلة وسطاً مناسباً لنمو الجراثيم وبالتالي إمكانية حدوث التهاب الأذن الوسطى الحاد.. وكثيراً ما يستمر وجود السائل في الأذن بعد زوال الالتهاب الحاد, وهنا يتحول التهاب الأذن الوسطى الحاد إلى التهاب مصلي ,وهي حالة أكثر صعوبة في العلاج من التهاب الأذن الحاد.. وأكثر حالات التهاب الأذن الحاد تزول لوحدها خلال ثلاثة أشهر دون علاج, أما إذا استمر وجود السائل لأكثر من ثلاثة أشهر فيجب أن يعالج. أنواع المرض هل هناك أنواع محددة لالتهاب الأذن الوسطى؟ وما مدى خطورتها؟ التهاب الأذن الوسطى على أنواع ثلاثة: 1 التهاب الأذن الوسطى المائي الحاد. 2 التهاب الأذن الوسطى الصديدي الحاد. 3 التهاب الأذن الوسطى المزمن. ولتوضيح أكثر يحدث الالتهاب المائي الحاد نتيجة الإصابة بالزكام وتكراره, وعدم معالجته بصورة جيدة, علاوة على وجود عامل الحساسية في الغشاء المخاطي المبطن للأذن الوسطى, وهو ليس ميكروبياً وإنما نتاج مضاعفات مرضية, معها يشعر المريض بألم في أذنه مع تكون سائل أبيض يخرج من فتحة الأذن الخارجة, إلا أن فقدان السمع في هذا النوع مؤقت, كما يظل يشكو بسببه المريض من صداع دائم وحمى بين تارة وأخرى ومن إحساس بوجود ضغط في الأذن الوسطى جراء تجمع السائل في قناتها.. ولغرض التخفيف من هذا الضغط وتخفيف الصداع والألم الشديد لابد من إحداث فتحة صغيرة في طبلة الأذن لإخراج الإفرازات المائية أو السائلة.. أما النوع الصديدي الحاد لالتهاب الأذن الوسطى فهو شديد الخطورة إذا لم يعالج بدقة كونه قد يسبب التهابات صديدية داخل الجمجمة وهو مرض ميكروبي تسببه ميكروبات (المكورات) لاسيما المكورات الرئوية (نيموكوكس) والمكورات العنقودية (ستافيلوكوكس) ويكون إفراز الأذن صديدياً وفي بعض الأحيان ذا رائحة كريهة.. ومرد هذا النوع من الالتهابات عائد إلى الإصابة المتكررة بأي من الالتهابات التنفسية ,من مثل (التهاب القصبات الحاد التهاب البلعوم الحاد التهاب الحنجرة الحاد التهاب اللوزتين الحاد التهاب الرئتين الحاد).. والمشكلة فيه أنه يؤدي إلى عدم السمع وفقدانه بشكل دائم ,لذلك فإن سرعة المعالجة وسرعة مراجعة الطبيب الاختصاصي كفيل بمنع تدهور الحالة تأتي إلى النوع الثالث وهو التهاب الأذن الوسطى المزمن الذي يعد أخطر الأنواع التي ذكرت وأما أسبابه فهي عائدة إلى: عدم معالجة التهاب الأذن الوسطى الحاد بصورة علمية صحيحة. وجود غدة جلدية داخل الأذن, وقد تتقيح مسببة التهاب وتقيح الأذن الوسطى وخروج مواد قبيحة ذات رائحة كريهة مثيرة. أضف إلى أن من الممكن حصول هذا التهاب دون أي التهاب سابق ,لكنه أمر نادر ويؤدي التهاب الأذن الوسطى إلى: فقدان السمع بصورة دائمة التهاب الأذن الداخلية التهاب عظم الجمجمة خُراج في الجمجمة. القابلية للاصابة ما تفسيرك لقابلية الأطفال للاصابة بالتهاب الأذن الوسطى أكثر من الكبار؟ هناك عدة عوامل لالتهاب الأذن الوسطى عند الأطفال أهمها: العمر: فالأطفال الصغار خلال السنوات الثلاث الأولى من العمر أكثر عرضة لالتهاب الأذن الوسطى كون (نفير أو ستاش) لديهم قصير أو يتخذ شكلاً مستقيماً. وكلما كان التهاب الأذن عند الطفل للمرة الأولى في عمر أصغر كان احتمال تكرار الالتهاب أكبر. الجنس: يشيع هذا الالتهاب بين الذكور أكثر من الإناث لسبب غير معروف. العامل الوراثي: التهاب الأذن عند بعض العائلات أكثر من غيرها, فمثلاً إذا كان الأب قد أصيب في صغره بالتهاب متكرر, فمن المتوقع أن يصاب ابنه أو ابنته أيضاً. التدخين: حدوث التهاب الأذن الوسطى شائع لدى الأطفال عندما يكون أحد الوالدين أو كلاهما مدخناً. الإرضاع بالزجاجة: فالطفل الذي يرضع حليباً بالزجاجة يصاب بالتهاب الأذن الوسطى أكثر من الطفل الذي يرضع من ثدي الأم, خاصة إذا كان يعطى زجاجة الحليب وهو مستلقٍ على ظهره. وهنا أنصح الأم التي ترضع طفلها بالزجاجة أن تبقي رأس الطفل عند مستوى أعلى من مستوى المعدة, لأن هذه الوضعية تخفف من احتمال انسداد (نفير أوستاش).. الأمر الآخر يمكن التخفيف من احتمال تكرار التهاب الأذن عند الأطفال من خلال إرضاعهم رضاعة طبيعية بدلاً من الرضاعة بالزجاجة, إذ إن الإرضاع الطبيعي يخفف من احتمال تكرار الرشح, وأشدد على ألا يرضع الطفل بالزجاجة وهو مستلقٍ على ظهره دون رفع رأسه إلى مستوى أعلى من مستوى المعدة ,وألا يترك عرضة لدخان السجائر. أعراض الالتهاب ماهي اعراض التهاب الأذن الوسطى عند الأطفال؟ وما أوجه الاختلاف في الإصابة بين الأطفال؟ غالباً مايكون الألم هو العرض الأول في التهاب الأذن عند الأطفال الكبار أما الصغار منهم فيعبرون عن الألم عن الألم بالبكاء والهيجان ,وقد يزداد ألم الأذن عند الرضع أثناء الرضاعة بسبب تغير الضغط داخل الأذن, ويمكن أن تخف شهية الطفل ويقل نومه لنفس السبب. ويجب الانتباه إلى أن أسباباً كثيرة أخرى قد تسبب ألم الأذن ,مثل دمامل (صنافير) مجرى السمع والتهاب البلعوم وأثناء ظهور الأسنان, وليس شد الأذن علامة على التهاب الأذن دوماً.. فيما تعتبر الحرارة من الأعراض المهمة في التهاب الأذن والتي قد تكون عالية لدرجة واضحة, ومن الأعراض الأقل مشاهدة السيلان.. يكون فيه خروج لسائل أصفر من الأذن أو مع الدم, يلاحظ بعد فترة من الألم عند الطفل, وعادة يزول الألم عند خروج السائل والعرض الأخير الملاحظ في التهاب الأذن هو نقص السمع ,حيث يلاحظ الأهل أن الطفل لديه نقص في السمع أثناء فترة التهاب الأذن وبعدها ايضاً لعدة أسابيع بسبب تجمع السوائل في الاذن الوسطى, ثم يعود السمع طبيعياً بعد زوال السائل.. أيضاً يجب التنبه إلى أن نقص السمع قد يكون العرض الوحيد الدال على التهاب الأذن عند الطفل وهذا أمر هام جداً, الأمر الآخر الذي أنصح به هو ملاحظة الطفل بعد إصابته بالرشح ما إذا كان يطلب إلى من يتحدث إليه تكرار الكلام الموجه إليه أو تكرار مايطلب منه.. وقد يتضح هذا كثيراً في المدرسة عندما لايستوعب الدروس وشروح معلمه كما يجب, وأياً كانت الوسيلة لاكتشاف الأب أو الأم لضعف سمع الطفل.. يجب على الوالدين مراجعة طبيب الأطفال أو الطبيب المختص في الفم والأنف والحنجرة ,لأن نقص السمع عند الطفل يؤدي إلى صعوبة في التعلم وتأخر في الدراسة. المركز الوطني للتثقيف والإعلام الصحي والسكاني بوزارة الصحة العامة والسكان